أكدت بطلة «تحدي القراءة العربي» على مستوى دولة الإمارات، وأصحاب المراكز الثلاثة الأولى في التصفيات النهائية، وفئة أصحاب الهمم، والمشرفة المتميزة، والمدرسة الفائزة على مستوى الدولة، أن القراءة جواز المرور إلى التميز وصناعة المستقبل، وما تحقق من إنجازات في سباق المطالعة جاء ثمرة اجتهاد متواصل ودعم كبير من الأسرة والمدرسة.

جاء ذلك خلال حفل نظمته وزارة التربية والتعليم، بالتعاون مع مؤسسة «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية»، أمس، بمركز دبي التجاري العالمي في ختام تصفيات «تحدي القراءة العربي» على مستوى الدولة، حيث كرّم سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية رئيس مجلس التعليم والتنمية البشرية والمجتمع، بطلة «تحدي القراءة العربي» على مستوى دولة الإمارات، الطالبة ريم عادل الزرعوني، من مدرسة الاتحاد الوطنية الخاصة أبوظبي، وأصحاب المراكز الثلاثة الأولى في التصفيات النهائية، وفي فئة أصحاب الهمم.

وقالت بطلة «تحدي القراءة العربي»، وأصحاب المراكز الثلاثة الأولى في التصفيات النهائية، وفئة أصحاب الهمم، لـ«الإمارات اليوم»، إن التحدي لم يكن مجرد منافسة، بل رحلة معرفية غيّرت تفكيرنا، مؤكدين أن الفوز زرع فيهم حبّ الكتاب والطموح لرفع راية الوطن في المحافل الدولية.

وأضافت الطالبة ريم الزرعوني: «شغفي بالقراءة كان طريقي نحو هذا الإنجاز، وسأسعى لرفع راية وطني في المحافل الدولية»، مضيفة: «بحروف اسمي رسمت ملامح مستقبلي.. الراء رفعة العلم، والياء يقين لا يتزعزع، والميم مجد وصدارة.. هذه قناعتي التي لا أحيد عنها، وسأبقى أردد أن الصدارة لنا بحق وجهد لا يستكين».

وأوضحت: «حرصت على تنظيم وقتي والموازنة بين القراءة والأنشطة الأخرى، حيث أخصص ساعة للقراءة يومياً على مدار الأسبوع، فيما كنت أقرأ نحو ثلاث ساعات يومياً خلال أيام الإجازة، وأحرص على اصطحاب كتبي معي أينما ذهبت، فالكتب بالنسبة لي مثل باقة زهور، لكل زهرة عبيرها وجمالها الخاص».

وتابعت: «أقرأ في مختلف المجالات، من كتب تاريخية ودينية وتنمية ذاتية، ومسرحيات، وروايات، وغيرها من الكتب التي تصقل الفكر وتوسع المدارك».

وأعربت ريم عن ثقتها بقدرتها على مواصلة المشوار، قائلة: «أنا واثقة بأن من يسير بخطى ثابتة يمضي ملكاً، وبإذن الله سأتجاوز جميع التحديات القادمة، وأسعى لأن أحقق المركز الأول على مستوى الوطن العربي في تحدي القراءة العربي».

ووجهت ريم رسالة لزملائها الطلبة والطالبات عبر «الإمارات اليوم»، التي دعتهم فيها للتمسك بالقراءة، قائلة: «اقرؤوا.. فاللغة العربية تستغيث، والقراءة شمس تنير العقول، وتاج على رؤوس العلماء والناجحين. وعلينا أن نقتدي بصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الذي حرص على ترسيخ ثقافة القراءة وحب الكتاب، وعلى المحافظة على الوقت ولغتنا الأم».

وأضافت ريم: «أدعو الجميع للقراءة، لنصنع المستقبل ونرفع راية بلادنا خفاقة في جميع المحافل الدولية، فقد عاهدت نفسي أن أواصل مسيرة الأب القائد المؤسس المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وسأرفع رايته، بإذن الله، في جميع التحديات والفعاليات، وعلى رأسها (تحدي القراءة العربي)».

واختتمت: «أهدي هذا الفوز لأمي وأبي، على دعمهما اللامحدود، ولأساتذتي في المدرسة، وخاصة معلمي اللغة العربية، الذين آمنوا بي، وكانوا دائماً يقولون لي: أنتِ قادرة على الفوز، وها أنا اليوم أحقق ما تمنوه لي».

وقال الطالب عبدالله أحمد راشد عبدالله الظنحاني، من الصف الـ11 في مدرسة حمد بن عبدالله الشرقي الحلقة الثالثة بنين، التابعة لإمارة الفجيرة، الحائز المركز الأول من بين ثلاثة متأهلين إلى التصفيات النهائية في فئة أصحاب الهمم: «إن القراءة كانت وستبقى وسيلتي الأساسية لصقل معارفي وتوسيع مداركي، وتمثل هذه المسابقة منبراً حقيقياً لإثراء العقول في الوطن العربي».

وأضاف: «في كل يوم، أخصص ما يقارب الخمس ساعات للقراءة، فهي ليست مجرد هواية، بل منهج حياة. وخلال رحلتي في (تحدي القراءة)، قرأت نحو 120 كتاباً في مختلف المجالات، الأمر الذي كان له بالغ الأثر في توسيع آفاقي المعرفية وتنمية قدراتي الفكرية».

ووجه رسالة لجميع الشباب في الوطن قائلاً: «اقرؤوا، فبالعلم والمعرفة نرتقي، وبالكتاب نبني مستقبل وطننا ونحقق الأحلام، فالقراءة هي المفتاح الحقيقي لكل نجاح، وكل خطوة نحو التميز تبدأ بكتاب».

وأضاف: «أؤمن بأن كل دقيقة قراءة في كتاب، هي استثمار حقيقي في الذات، وطريق أكيد نحو صناعة مستقبل أكثر إشراقاً».

واختتم: «أتقدم بجزيل الشكر والتقدير للقائمين على (تحدي القراءة العربي) على ما يقدمونه من مبادرات رائدة تُسهم في توعية الناس، وتزرع في نفوسهم حبّ المعرفة، وترسّخ فيهم قيم النجاح والتميز، بما يعزز مستقبلنا كأفراد ومجتمعات».

وأكدت مديرة مدرسة عاتكة بنت زيد الحلقة الأولى التابعة لإمارة الشارقة، هند أحمد الشحي، أن فوز المدرسة بلقب «المدرسة المتميزة» في «تحدي القراءة العربي» على مستوى الإمارات، ليس وليد المصادفة، بل نتيجة عمل دؤوب واستراتيجية واضحة امتدت لسنوات.

وقالت لـ«الإمارات اليوم»: «خطتنا اعتمدت على مبادرات مبتكرة وتحفيز أسبوعي مستمر، لأننا نؤمن بأن بناء جيل قارئ ومثقف يحتاج إلى تخطيط دقيق، وعمل جماعي، ودعم مستمر من جميع الأطياف».

وأضافت: «مدرستنا تركز على الأنشطة القرائية ومختلف البرامج والفعاليات المقدمة للطلبة، ونحن لم نصل إلى هذا الإنجاز بسهولة، بل بُني على خطة واضحة بدأت منذ انطلاق التحدي قبل تسع سنوات، وتطورت عاماً بعد عام، وفق رؤية تستشرف المستقبل».

وأردفت: «إن النجاح كان نتاج تعاون شامل داخل المدرسة، ضمن فريق عمل متكامل، إذ لم نستثنِ أحداً، فجميع المعلمات من مختلف التخصصات، إلى جانب أولياء الأمور ومؤسسات المجتمع المحلي، شكلوا منظومة داعمة لتحقيق هذا الهدف».

وقالت: «أهدي هذا الفوز العظيم لوطني وقيادتنا الرشيدة، ونتطلع بفخر للمشاركة في الحفل الختامي في أكتوبر المقبل».

وأكدت الفائزة بلقب «المشرفة المتميزة»، زهرة حمد إبراهيم، من إمارة دبي، أن المشاركة في التحدي هذا العام شهدت نتائج متميزة، مشيرة إلى أن 44 مدرسة حكومية شاركت في التحدي، ونجح أكثر من 25 ألف طالب في إنجاز الجوازات الخمسة المطلوبة، وهو ما يعكس التزام المدارس والطلبة بتحقيق أهداف المبادرة.

وقالت: «نلحظ عاماً بعد عام نمواً في أعداد الطلبة المشاركين في (تحدي القراءة العربي)، وهو نتيجة مباشرة لجهود إدارات المدارس، وخطة العمل التشغيلية المتكاملة التي ننفذها في القطاع، والتي أسهمت بشكل واضح في رفع مستوى الوعي والثقافة القرائية لدى أبنائنا الطلبة».

وحول تميزها كمشرفة على مستوى الإمارات في هذه المبادرة، أفادت زهرة حمد، بأن «جميع المشرفين والمشرفات يبذلون جهوداً كبيرة، ولكل مشرف ومشرفة بصمة واضحة، لكن أحياناً تظهر علامات فارقة تميز بعضهم، وأنا فخورة بأن أكون جزءاً من هذا الفريق المتكامل الذي يعمل بإخلاص لخدمة أبنائنا الطلبة ودعم مسيرتهم القرائية».

ووجهت الشكر لإدارات المدارس والمعلمين، مؤكدة أن هذا الإنجاز ثمرة عمل جماعي، وإيمان راسخ بأهمية القراءة في بناء جيل مثقف ومبدع.


سعيد بن حمدان: أهدي إنجازي لوالدتي

 

أهدى أصغر مشارك في «تحدي القراءة العربي» لهذا العام، الطالب سعيد بن حمدان آل نهيان، إنجازه لوالدته، معرباً عن سعادته بتحقيق المركز الثاني على مستوى دولة الإمارات، وأكد أن هذا الإنجاز لم يكن ليتحقق لولا دعم أسرته وتشجيع والدته.

وأضاف سعيد بن حمدان، الذي يبلغ من العمر سبع سنوات، ويدرس في الصف الثاني بمدرسة خليفة بن زايد الأولى: «هذه أول مرة أشارك في التحدي، وقد قرأت خمسة كتب باللغة العربية، وكنت أخصص ساعتين يومياً للقراءة بمساعدة أسرتي في المنزل».

وعن الكتب التي يفضلها، قال سعيد بن حمدان: «أحب الكتب التي تتحدث عن الفضاء، وكتابي المفضل يتناول موضوع الشمس، لأنها مصدر النور والحياة».

وأكد سعيد بن حمدان حديثه بتأكيد عزمه على مواصلة مشواره في التحدي قائلاً: «أسعى، بإذن الله، للفوز في الجولات المقبلة على مستوى الإمارات والوطن العربي، وأهدي هذا الإنجاز لوالدتي التي كانت الداعم الأول لي».

المصدر: الإمارات اليوم

شاركها.