في تناقض صارخ بين الأقوال والأفعال، عاد الأمير السعودي تركي الفيصل إلى الواجهة بتصريحات نارية ضد الاحتلال الإسرائيلي، واصفًا إسرائيل بأنها تملك ترسانة نووية خارجة عن رقابة المجتمع الدولي، مطالبًا، بشكل لافت، بقصف مواقع إسرائيلية بالطائرات الأمريكية.

لكن خلف هذه التصريحات “المعارِضة”، تكشف الوقائع عن وجه آخر للفيصل، الذي سبق أن احتفظ بعلاقات وثيقة مع قادة الاحتلال، أبرزهم وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني. تلك العلاقة التي أثارت جدلاً واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية.

وسجّل الفيصل، الرئيس الأسبق للاستخبارات السعودية، مواقف متضاربة؛ فبينما هاجم ازدواجية المعايير الغربية، تجاهل أن الرياض في عهد نجله وزير الرياضة استقبلت رياضيين إسرائيليين في فعاليات دولية، رغم المجازر المتواصلة في غزة.

الأكثر إثارة، هو ما كشفته رسالة سرية بعثها الفيصل إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يحثه فيها على “سحق” المقاومة الفلسطينية بالكامل، متهمًا حركة حماس بـ”التحريض على الحرب” وتقديم “إغراء زائف بالشهادة” للشباب الفلسطيني.

تركي الفيصل، الذي يتحدث اليوم بلغة “الحياد”، يبدو في ممارساته السياسية أقرب إلى التناغم مع مسار التطبيع، في وقت تشهد فيه المنطقة تحولاً حساسًا في علاقة بعض العواصم العربية مع الاحتلال.

بين الخطاب العلني والمراسلات الخفية، تتجلى صورة الأمير الذي يرفع شعار دعم فلسطين، بينما يمهد الأرض لتقارب مع تل أبيب… فهل يكفي الصوت العالي لإخفاء ملامح التقارب الحقيقي؟

شاركها.