أفادت مصادر عليمة لهسبريس بأن عمال عمالات وأقاليم، بعضهم شملتهم الحركة الانتقالية الأخيرة، باشروا حملة صارمة ضد مخالفات البناء والتعمير التي تم تسجيلها خلال فترة أسلافهم، خصوصا في أقاليم بجهة الدار البيضاء سطات.
وأوضحت المصادر ذاتها أن جمال خلوق، العامل الجديد على إقليم برشيد، شرع في النبش في عدد من المخالفات التي تم تحرير محاضر مختلفة بشأنها في عهد ممثل الإدارة الترابية السابق نور الدين أوعبو، بعدما تبين للسلطات الإقليمية أن جملة من البنايات تخالف التصاميم المؤشر عليها من مصالح عديدة، خصوصا بعض الفيلات والمنازل التي بنيت بمساحات إضافية ومخالفة للمساطر والتصميم المعماري، حيث يطل بعضها على طرق إقليمية وجهوية.
وأكدت مصادر هسبريس أن المسؤول الترابي الأول بإقليم برشيد، ضواحي الدار البيضاء، وجّه تعليماته إلى رؤساء الدوائر والباشوات والقواد بالسهر على تطبيق القانون على الجميع، بعد حملة هدم مستودعات عشوائية مختلفة وفيلات لفاعل سياسي بمنطقة حد السوالم.
وأشارت المصادر العليمة إلى أنه من بين المحاضر المتعلقة بمخالفات تعمير ضبطها رجال سلطة محلفون يتوفرون على الصفة الضبطية منزل لرئيس جماعة قروية لأزيد من ولايتين بنفوذ دائرة الكارة، وفيلا بمساحة شاسعة بجانب طريق إقليمية تعود ملكيتها إلى برلماني بالإقليم وعضو بجهة الدار البيضاء سطات.
وأضافت أن الخروقات المرصودة امتدت إلى منزل في ملكية رئيس مجلس جماعي آخر موجود في ضواحي جماعة الساحل أولاد حريز، بعدما ثبتت مخالفته للتصميم المعماري المؤشر عليه.
وكشفت المصادر نفسها عن عزم السلطات المحلية في إقليم برشيد هدم إسطبلات إضافية لفيلا في ملكية رجل أعمال وبرلماني سابق بالغرفة الثانية، لافتة إلى أن عامل الإقليم بصدد إيفاد لجنة مختلطة للاطلاع على وضعية منزل تم بناؤه في الشهور الأخيرة بدوار (شرقاوة) بجماعة أولاد زيان، يوجد في ملكية رئيس جماعة حضرية يطارده العزل بسبب الطعن في ترشحه من منافسه بالدائرة الانتخابية ذاتها وملفه ما زال معروضا على أنظار محكمة النقض بعد الطعن في حالته ابتدائيا واستئنافيا.
وشددت على أن جرافات الهدم ستزور، أيضا، بنايات في ملكية أعوان سلطة ضمن النفوذ الترابي لجماعة الساحل أولاد حريز، بعد التأكد من مخالفتها بدورها لضوابط ومقتضيات زجر مخالفات التعمير.
وحسب مصادر ، فإن عامل إقليم برشيد الجديد اتخذ قرارا استعجاليا بإعفاء رئيس قسم العمل الاجتماعي بالعمالة في مهامه، وسط جدل حول اختلالات في تدبير تمويلات ومشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالإقليم.
وأوضحت أن المسؤول الترابي حرص على إطلاق طائرات مسيرة “درونات” فوق تراب الإقليم، الذي زار خلال الفترة الماضية الجماعات الترابية التابعة له، من أجل رصد تمدد البناء العشوائي في مجموعة من المناطق، واستمرار احتلال شوارع وفضاءات عمومية من قبل الباعة المتجولين؛ ما أسفر عن تنسيق تدخلات رجال السلطة وتحرير مجموعة من المناطق التي اعتبرت بؤرا سوداء على مدى سنوات، خصوصا في مدينة برشيد.
يشار إلى أن صورا من عمليات مسح جوي لمسيرات “درونات” تابعة للوكالة الحضرية فضحت عددا كبيرا من مخالفات التعمير لم تشملها محاضر رجال السلطة على الأرض ضمن نفوذهم الترابي، بعد مطابقتها مع سجلات منح تراخيص الإصلاح والبناء وكذا محاضر معاينة وضبط مخالفات التعمير المنجزة من قبل السلطات المحلية (القواد والباشوات)؛ فيما أشارت تقارير موازية إلى تحرير عدد محدود من مخالفات التعمير، أقل من تلك المرصودة فعليا فوق تراب جماعات.
المصدر: هسبريس