أتى حريق مهول، اندلع اليوم الأحد بواحة تركانتوشكا الواقعة تحت النفوذ الترابي لجماعة تركانتوشكا بدائرة أيت باها نواحي إقليم اشتوكة ايت بها، على محاصيل زراعية، فيما طالبت مصادر من الساكنة إلى ضرورة وضع حد للحرائق المتكررة.

الحريق الذي تمت السيطرة عليه قرابة الساعة الثامنة مساء من يوم الأحد وأثار حالة استنفار بالمنطقة، لم يخلف أي خسائر بشرية، في حين ألحق خسائر فادحة بالغطاء النباتي، بما في ذلك المحاصيل الزراعية والأشجار، خاصة الزيتون والنخيل والافوكادو والباباي.

وأوضحت المصادر نفسها، أن عناصر الوقاية المدنية التي حلت على عجل بمكان الحريق، عملت مدعومة برجال الدرك الملكي والسلطات المحلية ومصالح المياه والغابات وساكنة المنطقة على محاصرة ألسنة النيران، وذلك خوفا من انتشارها بباقي أجزاء الواحة.

ورجحت المصادر ذاته، أن يكون ارتفاع درجات الحرارة هو السبب في اندلاع هذا الحريق، بحيث عرفت إندلاع مجموعة من حرائق بعدد من غابات المملكة، منها العرائش ووزان وتازة إضافة إلى تطوان.

إلى ذلك، أكد المصدر عينه أن الحريق استدعى إنتقال محمد سالم الصبتي، عامل إقليم اشتوكة أيت باها، رفقة عدد من المسؤولين الإقليميين إلى عين المكان، من أجل الوقوف شخصيا على عملية إخماد هذا الحريق الذي لم تتم السيطرة عليه بشكل كامل إلا في حدود الساعة الثامنة والنصف مساء.

في سياق متصل، نبّهت المصادر إلى ضرورة التحرك العاجل لوضع حد للحرائق المتكررة التي تهدد واحة تركانتوشكا وممتلكات الفلاحين، داعية إلى تفعيل إجراءات استباقية تحمي الواحة وتضمن استدامة النشاط الفلاحي بها، بإعتبار أن هذه الحرائق لم تعد ظاهرة موسمية عابرة، بل أصبحت خطرا حقيقيا يتطلب تضافر جهود جميع المتدخلين.

وفي هذا السياق، شددت المصادر على ضرورة محاربة الخنزير البري الذي يعيث فسادا في المحاصيل الزراعية ويحول دون تمكن عدد من الفلاحين من استغلال أراضيهم أو حتى تنقيتها، بسبب الخوف من الأضرار التي يتسبب فيها هذا الحيوان.

كما طالبت الساكنة بوضع مخطط استعجالي للتدخل السريع في حالة نشوب النيران داخل الواحة، مع توفير وسائل لوجستية ملائمة ونقاط مراقبة تسمح بالتحرك الفوري، تفاديا لتوسع رقعة الحرائق وصعوبة التحكم فيها.

ومن بين أبرز المطالب كذلك، تعويض الفلاحين المتضررين من الحرائق، خاصة أن عمليات الإحصاء التي تلي كل حادثة لم تترجم أبدا إلى دعم ملموس، مما يعمّق معاناة المتضررين ويضعف ثقتهم في المؤسسات العمومية.

كما دعت المصادر إلى إطلاق مبادرة جماعية لتنقية الواحة من النخيل المتهالك، الذي يساهم بشكل كبير في تسريع انتشار النيران بفعل ارتفاعه وجفافه، واقترحت خلق نسيج تعاوني محلي يُعهد إليه بهذا الدور.

وعلى صعيد آخر، أثيرت تساؤلات حادة بشأن مصير الاعتمادات المالية التي تم رصدها لفائدة الواحة من طرف المديرية الإقليمية لوزارة الفلاحة بأكادير، دون أن تترك أثرا ملموسا على أرض الواقع، وهو ما يستدعي فتح تحقيق شفاف للوقوف على مكامن الخلل وتحديد المسؤوليات.

وتوقف الأهالي عند معاناة منطقة “اغير اگني” التي حرمت من مياه السقي منذ سنة 2003 بسبب انخفاض منسوب الساقية المؤدية إليها، إضافة إلى تدخل بعض الأطراف التي تستغل مياه السقي لأغراض سياسية، وهو ما يستدعي إنصاف هذه المنطقة وإعادة تزويدها بالماء على غرار باقي المناطق.

كما لم تخف الساكنة استياءها من أداء الجمعية السقوية لواحة تركانتوشكا، التي لم تفصح لحد الآن عن حصيلة أعمالها، رغم مرور أكثر من عشر سنوات على انتخاب مكتبها، ما يستدعي وقفة تقييمية حقيقية لمردود هذه الهيئة.

وفي السياق ذاته، طرحت تساؤلات حول دور المجلس الجماعي في حماية الواحة من الحرائق، ومدى قيامه بتشجيع الفلاحين الصغار على استغلال أراضيهم، في ظل غياب مبادرات واضحة أو دعم مباشر يعزز الفلاحة المحلية.

وفي ختام هذه المطالب، شددت الساكنة على ضرورة إحداث مركز صيفي للوقاية المدنية بجماعة تركانتوشكا، يشتغل خلال فصل الصيف على الأقل، بهدف ضمان تدخل فوري عند اندلاع الحرائق، خصوصا في ظل الظروف المناخية الصعبة وارتفاع درجات الحرارة.

المصدر: العمق المغربي

شاركها.