في تطور خطير يعكس وجها جديدا للحرب على غزة، أعلنت حكومة القطاع عثورها على أقراص مخدّرة داخل أكياس طحين وصلت عبر ما سمته “مصائد الموت” المدارة تحت ما يسمى بـ”المساعدات الأمريكية الإسرائيلية”، وسط اتهامات مباشرة لتل أبيب بشن “حرب ناعمة” موازية للإبادة الجماعية المتواصلة منذ 7 أكتوبر 2023.

وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، الجمعة، إنه وثق إفادات متعددة لمواطنين عثروا على حبوب مخدّرة من نوع “Oxycodone” داخل أكياس المساعدات الغذائية، محذرًا من أن هذه المواد قد تكون مطحونة ومذابة عمدًا داخل الطحين، ما يُعد “اعتداء مباشرا على الصحة العامة وجريمة حرب موصوفة”.

ويأتي هذا الاتهام في وقت كشفت فيه صحيفة “هآرتس” العبرية أن عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية على غزة قد يكون قارب 100 ألف قتيل، أي نحو 4% من سكان القطاع، لتُسجَّل بذلك كـ”أكثر الحروب دموية في القرن الحادي والعشرين”، وفق دراسة أجراها فريق دولي بقيادة البروفيسور مايكل سباغات، الخبير العالمي في توثيق وفيات النزاعات العنيفة.

ووفق الدراسة التي استندت إلى مسح 2000 أسرة في غزة، فإن ما لا يقل عن 75 ألفًا قُتلوا بشكل مباشر بفعل القصف الإسرائيلي حتى يناير 2025، إلى جانب 8 آلاف ضحية سقطوا بفعل الجوع والمرض والبرد وانهيار النظام الصحي، ليقترب العدد الإجمالي من 100 ألف، متجاوزًا بكثير الأرقام الرسمية المعلنة سابقًا.

وأكد المكتب الإعلامي في غزة أن إدخال المخدرات عبر ما يُفترض أنها مساعدات إنسانية يُعد حلقة ضمن سياسة ممنهجة لتفكيك النسيج المجتمعي، داعيًا إلى إغلاق هذه المراكز ووقف توزيع المساعدات عبر قنوات غير أممية.

وفي ظل استمرار الحصار الكامل على معابر غزة منذ مارس 2025، والتقنين الحاد في دخول المساعدات، يواجه الفلسطينيون تهديدًا مزدوجًا: إما الموت بالقصف أو السقوط ضحية للجوع والمخدرات الموجهة.

وتشير المعطيات الحقوقية والدراسات الدولية إلى أن هذه الحرب تجاوزت كل النزاعات السابقة في حجم القتل الجماعي، خاصة في ما يتعلق بنسبة الضحايا من النساء والأطفال، الذين يشكلون 56% من إجمالي القتلى، وهي نسبة تُعد الأعلى مقارنة بأي حرب مسجلة منذ الحرب العالمية الثانية.

المصدر: العمق المغربي

شاركها.