في ظل الارتفاع الشديد في درجات الحرارة الذي تشهده جهة بني ملال خنيفرة، والذي يتجاوز أحيانا في بعض المناطق 48 درجة مئوية، شرعت المديرية الجهوية للصحة والحماية الاجتماعية في تنفيذ خطة استباقية شاملة لحماية صحة المواطنين وتقليص الآثار الناجمة عن موجات الحر، خاصة لدى الفئات الأكثر هشاشة.
الخطة، التي تأتي في إطار تنسيق محكم بين المندوبيات الإقليمية للصحة والسلطات المحلية وعدد من الشركاء المؤسساتيين وجمعيات المجتمع المدني، تستهدف الرفع من منسوب اليقظة وتعزيز جاهزية المصالح الصحية للتعامل مع التداعيات المحتملة للحرارة المفرطة؛ وفي مقدمتها ضربات الشمس والتسممات المرتبطة بلسعات العقارب ولدغات الأفاعي.
ومن أبرز الإجراءات المتخذة في هذا الإطار تشكيل لجنة جهوية تحت إشراف المدير الجهوي للصحة يعهد إليها بتتبع الوضع ميدانيًا وتنسيق التدخلات، إلى جانب تفعيل خطط الطوارئ داخل المستشفيات وأقسام المستعجلات، والتأكد من جاهزية التجهيزات الطبية وأجهزة التكييف، وتوفير الأدوية الأساسية بشكل كافٍ.
كما يشمل المخطط تعبئة الأطر الصحية وتكوينها على بروتوكولات التدخل السريع، مع إيلاء اهتمام خاص بالفئات الهشة كالأطفال حديثي الولادة وكبار السن والنساء الحوامل والمصابين بالأمراض المزمنة.
في السياق ذاته، يتم تعزيز التنسيق مع خلايا اليقظة في مختلف أقاليم الجهة: بني ملال، خنيفرة، أزيلال، الفقيه بن صالح، وخريبكة، قصد تتبع الحالات والاستجابة السريعة لأي طارئ، فضلًا عن تتبع يومي للنشرات الجوية والتنبيهات الرسمية.
ولم تغفل المديرية الجانب التحسيسي، حيث أطلقت حملات توعية لفائدة الساكنة حول سبل الوقاية من ضربة الشمس والتعامل مع لسعات العقارب، خاصة في المناطق القروية والنائية، بتنسيق مع المجالس المنتخبة والوقاية المدنية.
وفي هذا الصدد، دعت المديرية الجهوية للصحة والحماية الاجتماعية جميع المواطنات والمواطنين إلى الالتزام بالإرشادات الوقائية خلال فترات الذروة؛ وفي مقدمتها تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس بين الساعة الحادية عشرة صباحًا والرابعة مساءً، وشرب الماء بانتظام، وارتداء ملابس فاتحة وخفيفة، ومراقبة الأطفال والمسنين، مع التوجه الفوري إلى أقرب مركز صحي في حال ظهور أعراض مقلقة.
جدير بالذكر أن وزارة الصحة والحماية الاجتماعية وجّهت دورية حول تفعيل “الجهاز الوطني لمواجهة التداعيات الصحية لموجات الحرارة لسنة 2025” إلى مديريها الجهويين والعاملين بالمراكز الاستشفائية الجامعية من أجل اتخاذ إجراءات متعددة لمواجهة التداعيات الصحية متزايدة الخطورة لموجات الحرارة في صيف 2025 الجاري. وجاء ضمن الدورية، التي وقعها الوزير أمين التهراوي والتي طالعت هسبريس نسخة منها، أنه سيتم ككل سنة تفعيل مخططات العمل الجهوية التي تراعي الخصوصيات المحلية للمستشفيات، مع تعبئة الموارد البشرية والمادية لضمان الوقاية من آثار موجات الحرارة والتكفل المناسب بالأشخاص المتضررين من العواقب الصحية المرتبطة بالحرارة المفرطة.
المصدر: هسبريس