أعلن شيخ الطريقة البصيرية ورئيس مؤسسة محمد بصير للأبحاث والدراسات والإعلام، الشيخ مولاي إسماعيل بصير استعداد العائلة البصيرية لحل ودي فيما يتعلق بقضية اختفاء سيدي محمد بصير.

وجاء هذا الإعلان خلال ندوة علمية دولية نظمتها المؤسسة بتنسيق مع الزاوية البصيرية حول موضوع “عناية أهل التصوف بالعلوم الشرعية والإنسانية”، وذلك إحياء للذكرى الخامسة والخمسين لانتفاضة سيدي محمد بصير بالعيون. وامتدت فعاليات الندوة، التي أقيمت بين السابع عشر والتاسع عشر من يونيو الجاري، وشملت مقر الزاوية البصيرية ببني عياط وعمالتي أزيلال والفقيه بن صالح.

وخلال الندوة، تطرق الشيخ مولاي إسماعيل بصير إلى الدور الذي قام به أهل التصوف في خدمة العلوم الشرعية والإنسانية. وأوضح في كلمته الافتتاحية اهتمام أهل التصوف بالعلوم الشرعية، مشيرا إلى أن عددا كبيرا منهم كانوا علماء متمكنين في القرآن الكريم وعلومه، والحديث الشريف وعلومه، والفقه وأصوله، وعلم الكلام، واللغة العربية، بالإضافة إلى إسهاماتهم في العلوم الإنسانية التي تُعنى بالإنسان وعلاقاته وسلوكه ومجتمعه وثقافته، وربطها بالتزكية والوعي والإصلاح.

وأكد الشيخ أن هذه التظاهرة العلمية تهدف إلى إنصاف أهل التصوف وإظهار مساهماتهم، والرد على الدعوات التي تتهمهم بالجهل وممارسة أمور مستحدثة، مشددا على أن التصوف يعد من ثوابت الأمة المغربية. وأضاف مولاي إسماعيل أن علم السادة الصوفية لم يكن مجرد تنظير، بل اقترن بالعمل والسلوك والتزكية، مستشهدا بقول منسوب إليهم: “كلُّ علم لا يُورِّث الخشية فليس بعلم”، وأنهم ركزوا على تربية طلابهم ليتعلموا ويعملوا ويزكوا أنفسهم ويخدموا الناس، ويجمعوا بين الشريعة والحقيقة، والظاهر والباطن، والعقل والقلب.

وسلط المتحدث الضوء على الأدوار التعليمية للزاوية البصيرية منذ تأسيسها عام 1912م، مستشهدا بما ذكره العلامة المختار السوسي عند زيارته لها في ثلاثينيات القرن الماضي ووجود مائة طالب بها. وأضاف أن الفقيد محمد بصير، الذي تُعقد الندوة بمناسبة ذكراه، كان من أوائل أبناء الزاوية الذين حصلوا العلم فيها وفي جامعة ابن يوسف بمراكش، ورحل إلى الأزهر بمصر، جامعا بين العلوم الشرعية والإنسانية والتصوف، مشيرا إلى أن مدرسة زاوية الشيخ سيدي إبراهيم البصير الخاصة للتعليم العتيق ترفع شعار “علم وسلوك”.

وفيما يتعلق بقضية الاختفاء، جدد مولاي إسماعيل بصير دعوته لإسبانيا إلى الكشف عن مصير محمد بصير، معربا عن أسفه لعدم اعترافها حتى الآن بمسؤوليتها عن الاختفاء القسري الذي تعرض له. وأكد أن العائلة البصيرية تلتزم بالحل الودي دون تبعات أخرى، خاصة بعد اعتراف إسبانيا بالحكم الذاتي كحل للنزاع حول مغربية الصحراء. وعبر عن أمله في أن يُدفنَ محمد بصير بجوار والديه وإخوته في مقبرة الزاوية البصيرية ببني عياط بإقليم أزيلال، وأن يُكرم كما يُكرم المقاومون المغاربة.

وقد شهدت الندوة، المنظمة تحت الرعاية الملكية السامية، مشاركة وفد عن الأقاليم الجنوبية للمملكة، يمثلون شيوخ وأعيان القبائل الصحراوية وباحثين وممثلي مجتمع مدني، إلى جانب علماء وباحثين من داخل الوطن وخارجه، للتأكيد على التشبث بالوحدة الروحية والوطنية والترابية. وخلص المشاركون إلى أن اهتمام أهل التصوف لم يتوقف عند العلوم الشرعية، بل امتد إلى العلوم الإنسانية، وأن مشروعهم الإصلاحي والتربوي ينطلق من فهم للدين يتجاوز المظاهر إلى الجوهر.

 

المصدر: العمق المغربي

شاركها.