يعتبر الشحن البحري من أحد أهم طرق التوصيل في العالم، ويعتمد على نقل البضائع في حاويات عبر البواخر والسفن ذات الأحجام المختلفة، فارتباط الناس بالشحن البحري قديم قدم التاريخ، فبواسطته يتحقق الترابط والتواصل بين مختلف القارات.
فحديثي اليوم يرتبط بمؤسسة مغربية مواطنة، بدأت تشق طريقها بخطى ثابتة بالولايات المتحدة الأمريكية، فبعد مرور عدة تجارب فاشلة في مجال الشحن البحري، ظهرت إلى الوجود زهاء سنة الشركة المغربية للشحن البحري، وكانت لها أول شحنة صيف سنة ٢٠٢٤ واستغرقت حوالي ثلاث أسابيع، فكانت الدفعة الأولى التي أبهجت مغاربة أمريكا، وبعد ذلك توالت أعداد أخرى من الشحنات التي تربط بين الولايات المتحدة الأمريكية والمغرب.
1 MTS الفكرة والجذور:
كانت فكرة الشحن من أمريكا إلى المغرب تراود السيد عبدالوهاب أحويس أحد مغاربة العالم، بعد زيارته لأمريكا سنة 2007، كانت هذه الزيارة فرصة لاستكشاف مدى حاجيات مغاربة أمريكا للشحن، فمن هذه الزيارة تبلورت جدور فكرة الشحن إلى المغرب.
عبد الوهاب أحويس لم يكن من المتطفلين عَلى هذا المجال الصعب، لأن نقل أغراض الناس يدخل في إطار الحفاظ على الأمانات، فتكوينه الثقافي وتجربته في الميدان جعلت منه ورفيق دربه السيد حسن الباز يحملون مشعل الشحن البحري بأمريكا، فكانت الفكرة فرصة ذهبية لكل مغاربة أمريكا، فساهمت الشركة في الربط بين المغرب والمهجر، فكيف ثم ذلك؟
١ MTS ربط جسور التواصل الثقافية والتراثية بين مغاربة أمريكا والوطن:
ساهمت هذه الشركة المغربية في نقل الصورة الثقافية للمغاربة داخل أمريكا، فهي لا تساهم في نقل البضائع فقط ولكنها كانت وسيلة لنقل الثرات المغربي إلى أمريكا، فالحضور الثقافة المغربي ظاهر بقوة بأمريكا، سواء في المناسبات الدينية وغيرها.
فمن بين ما يتم شحنه إلى الولايات المتحدة الأمريكية:
الصالون المغربي: فالمغرب يتميز عن باقي البلدان العربية بطريقته في تزيين المنزل، حيث يخصص في كل بيت صالون خاص بالضيوف، حيت يتم تزينه بأجمل الأفرشة والأثاث، فالصالون المغربي ثم شحنه من المغرب إلى أمريكا بكل تفاصيله، فيعود الفضل لشركة MTS في نقل الصالون المغربي إلى أمريكا…
الطاجين المغربي: ويعتبر من أعرق الأطباق التقليدية بالمغرب، ويصنع من الطين ويتألف من جزئين: القاعدة وهي تقرير مسطح بجانب دائري مرتفع قليلا، وأما الغطاء فهو عبارة عن قبة على شكل مخروط الذي يوضع على القاعدة أثناء الطهي، واشتهر تاريخيا عند الأمازيغ ويحضر على نار خفيفة ولساعات طويلة، فحضور الطاجين المغربي ببلاد العم سام دليل على أن المواطن المغربي يحتفظ بهويته الثقافية أينما حل وارتحل.
العمارية: وهي عبارة عن هودج منمق، ذات أشكال مختلفة، من التقاليد المغربية العريقة، يرفع فوقها كل من العريس والعروس، بعد ان يلبسا الزِّي التقليدي المغربي.
هذا بالإضافة الى شحن كل ما يحتاجه كل مغترب في مختلف الولايات الأمريكية، وما أجمل لحظة فتح تلك الصناديق التي تفوح منها رائحة المغرب، فمنهم من أرسل إلى ذويه زيت الزيتون، العطرية المغربية، الحناء، (الخليع)، بعض العشوب، وحتى قالب السكر ثم ترحيله، فالناس فيما يعشقون مذاهب…
فالفضل بعد الله يعود لشركة MTS في شحن أغراض المغاربة وخلق الجو المغربي في بيوت الجالية بأمريكا.
كلمة في حق جنود الخفاء الساهرين على خدمة مغاربة أمريكا:
بعيدا عن منطق الربح كانت فكرة الشحن بأمريكا تراود المواطن المغربي الغيور على أبناء وطنه السيد عبدالوهاب أحويس رفقة صديق دربه السيد حسن الباز، فقد اجتهدا من أجل تنزيل هذا المشروع المليء بالمتاعب والمسؤولية، وضعت اللبنة الأولى لينطلق العمل بجد واستمرارية، فكثير ممن قاموا بمثل هذا العمل لكنهم لم يتمكنوا من توصيل شحنة واحدة…
كما لابد من الإشارة والإشادة بعمل الأطر العاملة بالشركة، التي تسهر على خدمة المغاربة بأمريكا، لأن عملهم فيه مسؤولية كبيرة في الحفاظ على أمانة الناس حتى تصل إلى أهلها.
رغم كل الإكراهات المادية والمعنوية، فشركة MTS تبقى المؤسسة الوحيدة بأمريكا التي تشتغل بمصداقية وأمانة ومسؤولية في شحن أغراض المغاربة سواء من المغرب إلى أمريكا أو العكس، فمن لم يشكر الناس لا يشكر الله، فشكرا لكل طاقم MTS بأمريكا وكندا والمغرب.
المصدر: العمق المغربي