في تطوّر لافت داخل المؤسسة الإسرائيلية، أثار الرئيس يتسحاق هرتسوغ جدلًا واسعًا بتصريحاته الأخيرة التي نفى فيها وجود نية لدى إسرائيل لتغيير النظام في إيران، مؤكدًا أن “الهدف هو البرنامج النووي فقط”.
هذه التصريحات جاءت في تناقض صريح مع الخطاب التصعيدي الذي دأب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على ترديده، والذي تضمّن تهديدات مباشرة باستهداف النظام الإيراني، بل حتى التلويح بإسقاطه.
التباين العلني بين رأسي الدولة يثير علامات استفهام حول وحدة الموقف الإسرائيلي، وسط تساؤلات عن دوافع هذا التحوّل:
هل هو تراجع تكتيكي بعد الضربات الإيرانية الأخيرة؟
أم نتيجة لانسحاب أميركي جزئي من دعم الخيارات العسكرية؟
أم أن الأمر يعكس صراعًا داخليًا فعليًا على توجّه الدولة في ملفّ يعتبر من الأخطر في المنطقة؟
تصريحات هرتسوغ عن “قنوات خلفية” و”حوارات سرّية” مع قادة دوليين تضيف بُعدًا آخر، وتفتح الباب أمام فرضيات عن تسوية دبلوماسية محتملة، أو حتى صفقة نووية قيد التفاوض بعيدًا عن الأضواء.
في كل الأحوال، لم تعد الرواية الإسرائيلية موحّدة.
وما بين لغة التصعيد ولغة التهدئة، تبدو تل أبيب أمام مفترق طرق حاسم.