10:00 م
الثلاثاء 17 يونيو 2025
كتب أحمد الضبع:
في خضم التغطيات المتواصلة للتصعيدات العسكرية التي يشهدها العالم، من الحرب المستعرة في غزة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، إلى التهديدات المتصاعدة بين تل أبيب وطهران، مرورا بالحرب الطويلة في أوكرانيا، يجد كثيرون أنفسهم أمام سيل من الأخبار الدامية والمشاهد العنيفة التي تهيمن على وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي على مدار الساعة.
ومع تزايد وتيرة القصف والمجازر ومشاهد الدمار، باتت تأثيرات هذه الأخبار تؤثر على الصحة النفسية، وتمتد لتطال جودة النوم لدى الكثير من المتابعين، حتى أولئك البعيدين جغرافيا عن ميادين القتال.
وتعليقا على ذلك، قال الدكتور حسام مختار، أخصائي الطب النفسي، إن التعرض اليومي والمكثف لمحتوى إخباري عنيف، مثل مشاهد الضحايا والدمار، يؤثر بشكل مباشر على عمل الجهاز العصبي، ويزيد من معدلات التوتر والقلق الليلي.
وأوضح “مختار” في تصريحات لـ”مصرواي” أن الدماغ يتفاعل مع هذه الصور كما لو كانت تهديدا شخصيا مباشرا، خاصة في فترات ما قبل النوم، ما يؤدي إلى ارتفاع مستويات الكورتيزول وهو هرمون التوتر، ويعوق الدخول في مرحلة النوم العميق.
وأضاف أن أكثر الأشخاص تأثرا هم من يعانون أصلا من قلق عام أو لديهم تاريخ مع نوبات الهلع أو الاكتئاب، إذ تزداد لديهم احتمالية الإصابة بكوابيس عن انفجار قنابل أو حرائق، وتقطع النوم، وحتى الأرق المزمن.
وأشار إلى أن المفاجأة تكمن في أن التأثير لا يرتبط بالاقتراب الزمني أو المكاني من مناطق النزاع، فحتى من يعيشون في دول مستقرة قد يعانون من اضطرابات النوم إذا ظلوا يتابعون التفاصيل المروعة للأحداث طوال الوقت، لا سيما قبل الخلود إلى النوم.
ونصح الأخصائي النفسي بضرورة تقنين التعرض لمحتوى الحروب، خصوصا في الساعات المسائية، مع الحرص على ممارسة تمارين الاسترخاء، أو الانخراط في أنشطة خفيفة مثل القراءة أو الاستماع للموسيقى الهادئة، من أجل تهدئة الجهاز العصبي وتهيئة الجسم للنوم.