في خطوة فنية تستحضر مسارا غنائيا حافلا بالعطاء والتألق، احتفى وثائقي سعودي يحمل عنوان “سبوتلايت” بالفنانة المغربية أسماء لمنور، مسلطا الضوء على أبرز محطات تجربتها الفنية ومسارها الإبداعي الذي توج بحضور لافت في الساحة الغنائية العربية.

يأتي هذا العمل الوثائقي تكريما لمسيرة فنية بصمت عليها لمنور بتميز واحتراف، منذ انطلاقتها الأولى من مدينة الدار البيضاء إلى أن أصبحت من الأسماء اللامعة في عالم الغناء العربي، بصوتها وألبوماتها الناجحة ومشاركاتها في كبريات المهرجانات والتظاهرات الفنية بالمنطقة.

يغوص العمل في أبرز محطات المسار الغنائي لصاحبة “عندو الزين”، التي استطاعت، بصوتها وحضورها الفني اللافت، أن تصنع لنفسها مجدا عربيا متفردا وتتفوق على العديد من بنات جيلها. فمنذ بداياتها، بصمت اسمها ضمن نخبة الأصوات النسائية العربية، وراكمت رصيدا فنيا غنيا يشمل أعمالا ناجحة.

الوثائقي يستعرض أيضا محطات مفصلية في حياتها الفنية، ويقدم شهادات في حقها من نقاد وإعلاميين، كما يتتبع تطور تجربتها الغنائية منذ خطواتها الأولى حتى بلوغها مرحلة النضج الفني، مع التوقف عند أبرز اللحظات في مشوارها، مثل تعاونها البارز مع الفنان العراقي كاظم الساهر في ديو “المحكمة”، الذي شكل آنذاك نقلة نوعية في مسارها وعرّف بها جمهورا أوسع في العالم العربي، حيث برزت كصوت نسائي قادر على مرافقة القامات الكبرى بأداء رصين وإحساس مرهف.

كما كشف الوثائقي عن جوانب خفية من شخصية أسماء لمنور، وتحدياتها في الموازنة بين الالتزام الفني والوفاء لهويتها الثقافية، مسلطا الضوء على رؤيتها الإبداعية، وعلاقتها المتينة بجمهورها، وحرصها الدائم على تقديم أعمال راقية تحترم الذوق العام.

وتوقف المشروع ذاته عند الدور الريادي الذي حملته أسماء على عاتقها في الترويج للأغنية المغربية وتكريم التراث الفني الوطني؛ إذ حرصت في مسيرتها على تقديم أعمال تستحضر روح الأصالة المغربية بنفس معاصر، على غرار أغنية “عندو الزين”، التي شكلت إحدى أنجح محطاتها الفنية، وتوجت بإقبال جماهيري واسع، لما تحمله من روح تراثية مغربية ممزوجة بإبداع فني حداثي، أكدت من خلاله أسماء تمسكها بهويتها الثقافية وسعيها المستمر لإبرازها في المحافل الفنية العربية.

وتفاعلت لمنور مع هذا التوثيق لمسارها بكثير من الامتنان؛ إذ أعربت في تدوينة نشرتها عبر حسابها الرسمي على “إنستغرام” عن شكرها العميق للفريق الذي اشتغل على إعداد الوثائقي، ونوهت بالجهود المبذولة لإبراز رحلتها الفنية، كما أكدت أن هذه الالتفاتة شكلت مفاجأة مؤثرة بالنسبة لها، نظرا لما تضمنه العمل من محطات وشهادات أعادت إليها الكثير من الذكريات.

ويأتي هذا العمل ليعزز حضور أسماء لمنور في الذاكرة الفنية العربية، وليؤكد المكانة الرفيعة التي باتت تحظى بها ضمن نخبة الأصوات النسائية في الوطن العربي، بصوتها وخياراتها الفنية المدروسة التي تتميز بمزيج من الاحتراف والتجديد والأصالة.

المصدر: هسبريس

شاركها.