لا يزال دوار تسكايت، التابع لجماعة تندوت بإقليم ورزازات، يعيش على وقع العزلة والتهميش، في ظل غياب تدخلات تنموية جادة تستجيب لحاجيات الساكنة وتحد من معاناتها المتفاقمة.

فبالرغم من البرامج الوطنية الموجهة للعالم القروي، لم يحظ هذا الدوار الجبلي بأي مبادرة تنموية تذكر، ما جعله يعاني من نقص حاد في البنيات الأساسية والخدمات الحيوية، وعلى رأسها شبكة الطرق.

وفي ظل غياب أي دعم رسمي، قام سكان دوار تسكايت بمبادرة ذاتية لإصلاح الطريق الرئيسي الذي يربط دواويرهم، مستخدمين أدوات بسيطة، وهو ما ويظهر حجم المعاناة والإهمال الذي تعيشه المنطقة، حيث يتحمل السكان عبء تحسين بنيتهم التحتية.

وتفاعلا مع هذا الموضوع، عبّر الفاعل المدني، محمد ناعمي، عن قلقه البالغ إزاء الوضع التنموي المتردي الذي يعيشه دوار تسكايت، مؤكدا أن “ساكنة المنطقة تجد نفسها محرومة من أبسط الحقوق الأساسية، وفي مقدمتها الولوج إلى الطرق، وخدمات الاتصال، والحماية من المخاطر الطبيعية”.

وأوضح ناعمي، في تصريح لجريدة “”، أن “دوار تسكايت يعاني من عزلة شبه تامة، إذ لا يتوفر سوى على مسلك طرقي وحيد، يعد المنفذ الوحيد للدخول والخروج من المنطقة”، مبرزا أن “هذا المسلك غير مهيأ، ويزداد الوضع تأزما خلال فترات التساقطات، حيث يتحول إلى مجرى للسيول بفعل موقع الدوار المنخفض عند سفح الجبل، مما يعرض الساكنة لخطر الفيضانات سنويا”.

وأشار ناعمي إلى أن “غياب تغطية شبكة الهاتف والإنترنت يفاقم من عزلة السكان، لاسيما في ظل التحول الرقمي الذي يشهده المغرب، والذي أصبح فيه الولوج إلى الشبكة ضرورة أساسية للدراسة عن بعد، والتواصل مع الإدارات، والاستفادة من الخدمات الصحية والاقتصادية”، معتبرا أن “هذا الحرمان يعمق شعور الهامش لدى سكان المنطقة”.

وفي السياق ذاته، شدد المتحدث على أن “دوار تسكايت لم يستفد إلى حدود اليوم من أي مشروع يندرج في إطار برامج تقليص الفوارق المجالية والاجتماعية”، لافتا أن “الجهات المسؤولة، بما فيها الجماعة لم تدرجه ضمن برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، رغم توفر كل المؤشرات التي تصنفه ضمن المناطق ذات الأولوية، وهو ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول معايير انتقاء المستفيدين من هذه المشاريع”.

واختتم الفاعل المدني تصريحه بـ“دعوة الجهات المسؤولة إلى الإسراع في إطلاق تدخلات تنموية عاجلة تضمن كرامة الساكنة، وتوقف نزيف الهجرة القروية، من خلال تعبيد الطريق الوحيد المؤدي إلى الدوار، توفير التغطية الهاتفية والإنترنت، واتخاذ إجراءات وقائية من الفيضانات، مع إحداث مشاريع مدرة للدخل تحفز الشباب على البقاء في مناطقهم”.

المصدر: العمق المغربي

شاركها.