لم تشفع سلسلة الانتصارات الـ12 المتتالية للمنتخب المغربي في حماية مدربه وليد الركراكي من الانتقادات المتزايدة التي تطالبه بتحسين الأداء، بهدف تعزيز حظوظ “أسود الأطلس” في الظفر بلقب كأس أمم إفريقيا، المرتقبة نهاية العام وبداية العام المقبل على أرض المغرب.

فاز المنتخب مؤخرا على كل من تونس (20) وبنين (10) في لقاءين وديين، ليحقق الركراكي رقما قياسيا تاريخيا كأول مدرب يقود المنتخب إلى 12 انتصارا متتاليا دون تعادل أو هزيمة، متجاوزا سلفه وحيد خليلودجيتش الذي توقف عند 11 فوزا.

رغم ذلك، أثار الأداء في هاتين المباراتين، وأداء مارس الماضي أمام النيجر (21) وتنزانيا (20)، انتقادات واسعة، خاصة فيما يتعلق ببعض اختيارات المدرب، وغياب أسلوب لعب واضح، وبطء الإيقاع، وصعوبة خلق فرص تهديف رغم وجود جيل ذهبي من النجوم والمواهب الصاعدة.

تأتي هذه الملاحظات في ظل ضغط جماهيري كبير للفوز بالبطولة القارية التي تعود للمغرب بعد نحو نصف قرن من التتويج الوحيد سنة 1976، والمقررة بين 21 دجنبر و18 يناير.

صحيفة المنتخب المتخصصة لخصت هذا الشعور العام متسائلة: “أرقام قياسية، انتصارات متتالية وأسئلة استفهامية.. فلماذا نحن غير مقتنعين؟”، فيما كتبت الأحداث المغربية أن “تخبط الركراكي يحير الجمهور”، ووصفت الصباح أداء المنتخب بأنه “يتقدم نحو الوراء”.

في المقابل، نقل مصدر من الجامعة الملكية لكرة القدم لوكالة فرانس برس أن “الركراكي مستمر في عمله، وكل شيء عادي”، نافيا الشائعات المتداولة عن قرب الانفصال عنه.

وفي رد على الانتقادات، قال الركراكي خلال الندوة الصحافية عقب مباراة بنين: “أحببتم أم كرهتم، أنا أفضل مدرب في تاريخ المنتخب حتى الآن”، مضيفا: “قمنا بتشبيب الفريق، بلغنا نصف نهائي كأس العالم، وحققنا 12 فوزا متتاليا، وهو أمر غير مسبوق”.

وتابع قائلا: “نعرف أنه لا يزال بإمكاننا التحسن. لسنا في الجاهزية المثالية، لكننا واثقون”، مشيرا إلى غياب بعض الركائز في المباراتين الأخيرتين.

غير أن هذه التصريحات زادت الجدل، خاصة أنها أغفلت الخروج المخيب من ثمن نهائي كأس أمم إفريقيا في ساحل العاج، مطلع 2024، بعد الخسارة أمام جنوب إفريقيا (20)، رغم دخول المغرب تلك النسخة كأبرز مرشح للقب بعد إنجازه التاريخي في مونديال قطر، حيث بلغ نصف النهائي كأول منتخب إفريقي وعربي.

ويرى الصحافي الرياضي حمزة حشلاف أن التخوفات الحالية تعود إلى “صدمة ساحل العاج”، قائلا: “كنا نعيش لحظة زاهية بعد كأس العالم، فجاء الإقصاء الكاريكاتوري ليقلب التوقعات”.

وينص عقد الركراكي مع الجامعة على بلوغ نصف نهائي “الكان”، وقد تعرض بعد الإقصاء لانتقادات طالت اختياراته، خاصة استدعاء لاعبين مصابين أو غير جاهزين، وتمسكه بنفس أسلوب اللعب غير المجدي أمام المنتخبات المتكتلة دفاعيا.

ورغم ذلك، احتفظ بمنصبه وجُددت فيه الثقة، لكن الآمال المعقودة على تغيير في النهج لم تتحقق، بحسب حشلاف، الذي يرى أن “المنتخب يعيش تذبذبا بين مباريات جيدة وأخرى ضعيفة، وهو ما يزرع الشكوك”.

من جهته، قال اللاعب الدولي السابق فخر الدين رجحي: “إذا اعتمدنا على آخر المباريات، فهناك نقائص واضحة. هذا المستوى يبعث على القلق”، مضيفا: “لم نتطور منذ مونديال قطر، بينما يجب أن نطوي تلك الصفحة”، مشيرا إلى التطور اللافت لمنتخبي إسبانيا والبرتغال منذ ذلك الحين.

لكنه استدرك قائلا: “رغم كل ذلك، لا شيء محسوم. كل شيء سيتوقف على كيفية دخولنا البطولة ومستوى الخصوم”.

وفيما تثير تصريحات الركراكي الانفعالية انتقادات متكررة، يراهن المدرب على “الوحدة والطاقة الإيجابية” لحشد الدعم، قائلا قبل وديتي تونس وبنين: “أنا قادر عليها.. لن تجدوا أفضل مني للفوز بالكأس”.

المصدر: العمق المغربي

شاركها.