أمد/ تل أبيب: رغم محاولات رئيس الوزراء الإسرائيلي تقليل دور قطر في مجزرة 7 أكتوبر، الوثائق والمراسلات التي كُشف عنها الليلة (الأحد) في النشرة المركزية تُظهر صلة وثيقة بين الوسيط القطري ومحور الشر. وفقا للقناة 12 العبرية.
التحقيق يكشف كيف تم تهميش مصر لصالح قطر (“أجبرناهم على الخروج خاليي الوفاض”)، الرسائل المتملقة لكبار المسؤولين (“أهدِ النصر في معركة ‘حارس الأسوار’ لسموّه”)، والعلاقة مع إيران (“لا يريدون تهدئة أو اتفاقات”).
نتنياهو والادعاء واللقاء السري الذي يُثبت العكس
قبل أسبوعين ونصف، عقد رئيس الحكومة مؤتمراً صحفياً قال فيه: “هل أنا من نقل المال القطري لحماس؟ ذلك كان فقط جزءاً صغيراً من مجمل أموال حماس”. وأضاف أن المال ذهب أساساً للمواد الغذائية والبنية التحتية.
لكن سلسلة وثائق تم ضبطها خلال الحرب، والتي كُشف عنها الليلة، تثبت أن قطر كانت حجر أساس في محور دعم حماس.
شهادات ورسائل تثبت اعتماد حماس على قطر:
• ديسمبر 2019: وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني (رئيس الوزراء الحالي) يلتقي بقيادات حماس إسماعيل هنية وعزت الرشق، ويصرّح هنية: “المنحة القطرية هي الشريان الرئيسي لحماس”.
• مايو 2021 بعد معركة “حارس الأسوار”: هنية يبلغ السنوار أن الأمير القطري وافق مبدئياً على دعم مالي سري، ويطلب منه كتابة رسالة تشرح احتياجاته العسكرية ويهدي النصر للأمير شخصياً.
حتى ذلك الحين، تم جمع 11 مليون دولار لصالح قيادة الحركة، بتمويل مباشر من الأمير القطري.
دعم سري يتجاوز غزة
بحسب تقرير سري للسلطة الفلسطينية، تم التوثيق لاجتماع بين المخابرات القطرية ومندوب حماس، للإشراف على إنشاء كتيبة خاصة لكتائب القسام في قواعد تدريب بقطر وتركيا، وتم دمج لاجئين فلسطينيين من سوريا في “كتائب العودة” بتمويل قطري.
تهميش مصر لصالح قطر بتوجيه من حماس
الوثائق تكشف بوضوح أن تقليص دور مصر وتعزيز دور قطر في ملف غزة كان هدفاً لحماس، كما كتب السنوار في إحدى الرسائل لهنية:
“القطريون أوفياء أكثر من المصريين، يحبون حماس ويدعمون بسخاء”.
ويضيف: “يجب تعزيز الدبلوماسية القطرية لتتفوق على المصرية، مثلما حدث في جولة البالونات الحارقة في أغسطس 2020”.
العلاقات الإيرانية القطرية التركية
في زيارة وفد حماس لإيران، قال مسؤول كبير في السياسة الخارجية الإيرانية لقادة الحركة: “نحن نرحب بالدعم القطريالتركي لكم”.
في يونيو 2019، وخوفًا من “صفقة القرن” التي طرحها ترامب، عُقد اجتماع طارئ بين أمير قطر وقيادة حماس، حيث أكد الأمير أن “قطر تقف على الجبهة المقابلة لعمان، وأن دول التطبيع مع إسرائيل مثل السعودية والإمارات والبحرين ستُعزل”.
وبعد ستة أشهر، مولت قطر بعثة حماس لحضور جنازة قاسم سليماني، وقال هنية: “شكراً للأخوة القطريين الذين وافقوا على نقلنا”.
مراسلات قبل 7 أكتوبر
في مايو 2022، كتب السنوار لهنية:
“ابدأوا بتنظيم الحملة. يجب العمل فوراً مع حلفائنا إيران، قطر وتركيا. على الدبلوماسية القطرية والتركية أن تلعب دورًا قياديًا. دورنا هو خنق الاحتلال وقطع علاقاته مع المجتمع الدولي”.
قبل سبعة أشهر من 7 أكتوبر، تحدث السنوار مع هنية عن رفض إيران لأي تهدئة أو اتفاقات مع إسرائيل، وأكد أن الإيرانيين “لا يريدون علاقات مع من يطبعون مع أميركا والعدو الصهيوني، لكنهم منفتحون تجاه قطر وتركيا”.
إلى أي حد قطر حيوية بالنسبة لحماس؟
الوثائق تكشف أن الحركة ترى في قطر داعماً لا يمكن الاستغناء عنه. في تقرير داخلي، ناقشت حماس احتمال انضمام قطر لمسار التطبيع، ووصفت ذلك بأنه “تصفية للمشروع الوطني الفلسطيني”، نظراً لأن:
• كبار قادة الحركة يقيمون في قطر
• قطر هي الممول شبه الوحيد للمشاريع المتعلقة بغزة
• العلاقات السياسية مع قطر تدعم المشروع الإسلامي السياسي
الخلاصة
قطر لم تمول فقط بنادق كلاشينكوف وصنادل، كما زعم نتنياهو، بل موّلت البنية العسكرية لحماس بسخاء. كانت شريكاً حميماً لحركة حماس، وركيزة أساسية في التحضيرات لهجوم 7 أكتوبر بينما تلعب الآن دور الوسيط بين الطرفين