وجه أبو عبيدة، الناطق العسكري باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام، تحذيرا عاجلا، اليوم السبت، بشأن مصير الأسير الإسرائيلي “متان تسنغاوكر” المحتجز في قطاع غزة منذ أكثر من عام ونصف، محملا جيش الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياته.
وقال أبو عبيدة في بيان نشره على حسابات “تلغرام” التابعة للكتائب: “تحذير عاجل لمن يهمه الأمر، قوات الاحتلال تحاصر مكانا يوجد فيه الأسير الصهيوني متان تسنغاوكر”، مؤكدا أن “العدو لن يتمكن من استعادته حيا، وإذا قُتل خلال محاولة تحريره، فإن جيش الاحتلال سيكون هو المتسبب في ذلك”.
وأشار أبو عبيدة إلى أن وحدة الظل التابعة للقسام “تمكنت من الحفاظ على حياة الأسير مدة عام و8 أشهر”، وختم بالقول: “وقد أعذر من أنذر”.
ويأتي هذا التصعيد بعد إعلان جيش الاحتلال خلال الساعات الماضية مقتل 4 من جنوده وإصابة 17 آخرين، بينهم حالات خطرة، في عمليات للمقاومة الفلسطينية في مناطق متفرقة بقطاع غزة، أبرزها كمين ناجح في خان يونس.
وفي سياق متصل، أعلنت الحكومة الإسرائيلية اليوم أنها استعادت جثة الأسير ناتافونغ بينتا، وهو عامل تايلاندي، خلال “عملية خاصة” نُفذت في مدينة رفح جنوب القطاع، زاعمة أنه قُتل بداية الحرب على يد فصيل فلسطيني. ولم يصدر حتى الآن تعليق من حركة حماس على هذه الرواية.
وقدّرت إسرائيل قبل هذا الإعلان وجود 56 أسيرًا لديها في غزة، بينهم نحو 20 على قيد الحياة، في حين تحتجز سلطات الاحتلال أكثر من 10 آلاف و400 أسير فلسطيني، يعيشون ظروفًا إنسانية صعبة تشمل التعذيب والإهمال الطبي، ما أدى إلى وفاة عدد منهم، وفق منظمات حقوقية.
من جانبها، كررت حركة حماس استعدادها للإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة، مقابل وقف الحرب والانسحاب الكامل من غزة وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين.
لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي تلاحقه المحكمة الجنائية الدولية بتهَم ارتكاب جرائم حرب، يواصل طرح شروط جديدة أبرزها نزع سلاح المقاومة، ويصر على إعادة احتلال القطاع.
وفي وقت تتصاعد فيه نداءات المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى بضرورة إبرام صفقة تبادل شاملة، تُتهم حكومة نتنياهو بمواصلة الحرب تلبيةً لتيارها اليميني المتطرف، ما يهدد حياة بقية الأسرى المحتجزين في غزة.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، تواصل إسرائيل، بدعم أمريكي، حربًا وصفتها جهات حقوقية ودولية بـ”الإبادة الجماعية”، أسفرت عن أكثر من 180 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى آلاف المفقودين والنازحين ودمار واسع ومجاعة حادة أودت بحياة كثيرين.
المصدر: العمق المغربي