أمد/ غزة: تواصل إسرائيل، لليوم الـ609 على التوالي، عدوانها العسكري واسع النطاق على قطاع غزة، في ظل تصاعد المجازر وجرائم الحرب بحق المدنيين والنازحين، بالتوازي مع تفاقم المجاعة وانهيار الأوضاع الإنسانية بشكل كارثي.
استشهد 90 شخصا من أهالي قطاع غزة، بالقصف والغارات الإسرائيلية المتواصلة، السبت، في ثاني أيام عيد الأضحى، 35 منهم استشهدوا بخانيونس، فيما أعلنت “مؤسسة غزة الإنسانية” (GHF)، أنه لم تُوزّع أي مساعدات على سكان قطاع غزة السبت، بادعاء أن حماس “هدّدت بشكل مباشر” أنشطتها، دون أم توضح أو تشير إلى طبيعة التهديد المزعوم.
وذكرت مؤسسة غزة الإنسانية” في بيان: “نحن نُجري تعديلات على عملياتنا للتغلّب على هذه التهديدات”، مشيرة إلى أنها “تعتزم استئناف التوزيع لاحقًا”.
وأكّد برنامج الأغذية العالمي، أن “71 ألف طفل في غزة سيعانون قريبا من سوء تغذية، يهدّد حياتهم”، مشدّدا على أنه “مع اقتراب المجاعة تحتاج العائلات في غزة بشكل عاجل للطعام، للبقاء على قيد الحياة”.
وفي أول أيام عيد الأضحى، استشهد 42 شخصا في غارات وقصف الاحتلال على عدة مناطق في قطاع غزة، فيما قُتل 4 جنود بجيش الاحتلال الإسرائيليّ، وأُصيب 5 آخرون، بينهم ضابط وُصفت جراحه بالخطيرة، إثر استهدافهم بعبوة ناسفة أسفرت عن انهيار جزء من مبنى في خانيونس جنوبيّ قطاع غزة، بحسب ما أعلن الجيش الإسرائيليّ.
ارتفاع حصيلة الضحايا
أعلنت مصادر طبية، يوم السبت، ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 54,772، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وأضافت المصادر ذاتها، أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 125,834، منذ بدء العدوان، في حين لا يزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وأشارت إلى أنه وصل إلى مستشفيات قطاع غزة 95 شهيدا، و304 إصابة خلال الساعات الـ24 الماضية، فيما أن حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 آذار/ مارس الماضي بعد خرق الاحتلال اتفاق وقف إطلاق النار بلغت 4,497 شهيدا، و13,793 إصابة.
ولفتت إلى أن هناك عددا من الضحايا ما زالوا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
مجازر متواصلة.. شهداء وجرحى
استشهد 9 مواطنين، مساء يوم السبت، في غارتين لطيران الاحتلال الإسرائيلي على بلدة جباليا شمال قطاع غزة، ومدينة دير البلح وسطه.
وقالت مصادر محلية إن طيران الاحتلال قصف منزلا لعائلة عبد الله في بلدة جباليا شمال القطاع ما أدى لاستشهاد 6 مواطنين وفقدان آخرين تحت الأنقاض.
كما استشهد 3 مواطنين في غارة للاحتلال على خيمة نازحين في منطقة “البصة” في مدينة دير البلح وسط القطاع.
استشهد 15 مواطنين، يوم السبت، في قصف الاحتلال الإسرائيلي مدينة خان يونس ومنطقة جباليا النزلة جنوب وشمال قطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية، باستشهاد 6 مواطنين جراء قصف الاحتلال مجموعة من المواطنين في بلدة بني سهيلا شرق خان يونس، كما استشهد مواطن في قصف مسيرة للاحتلال حي الأمل في خان يونس.
وأضافت المصادر، أن 8 مواطنين آخرين استشهدوا جراء قصف الاحتلال جباليا النزلة شمال قطاع غزة.
استُشهد 15 مواطنا على الأقل وأصيب 50 آخرون، يوم السبت، في مجزرة جديدة يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في حي الصبرة بمدينة غزة.
وأفادت مصادر محلية، بأن طائرات الاحتلال الحربية استهدفت منزلا يعود لعائلة أبو شريعة بصاروخين في حي الصبرة، ما أدى إلى استشهاد 15 مواطنا على الأقل بينهم 6 أطفال، وأكثر من 50 جريحا، ونحو 85 مفقودا.
ورجحت مصادر في طواقم الإنقاذ، أن يتجاوز عدد الشهداء 30، نظرا لوجود عدد كبير من المفقودين جراء قصف الاحتلال للمنزل، واصفة الوضع في المكان بالقاسي.
وأشارت إلى أن إمكانياتها في الميدان محدودة جدا، إلا أن الطواقم تحاول ممارسة مهامها ولكنها بحاجة إلى معدات، كما أن الجهود مستمرة لإنقاذ أي ناجين وانتشال الشهداء من المنزل المستهدف.
ولفتت إلى أن قصف الاحتلال حي الصبرة أدى إلى اشتعال النيران في 3 مركبات.
وأفادت مصار طبية، باستشهاد 95 مواطنا وإصابة 304 آخرين، جراء عدوان الاحتلال على قطاع غزة خلال 48 ساعة.
استشهد 23 مواطنا، فجر وصباح يوم السبت، في قصف ورصاص الاحتلال الإسرائيلي في عدة مناطق بقطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية، باستشهاد 12 مواطنا وإصابة أكثر من 40 آخرين إثر قصف الاحتلال خيام النازحين غرب مدينة خان يونس، بينهم 4 من عائلة واحدة (الأب والأم ونجليهما).
وأضاف، أن 7 مواطنين آخرين استشهدوا، في قصف الاحتلال منزلا يؤوي نازحين غربي مدينة غزة.
كما استشهد 6 مواطنين وأصيب آخرون برصاص جيش الاحتلال قرب مركز مساعدات غرب مدينة رفح.
ولفتت مصادر محلية، إلى أن أعداد الشهداء الذين استشهدوا برصاص الاحتلال خلال محاولتهم الحصول على الغذاء منذ السابع والعشرين من الشهر الماضي حتى اليوم بلغ 115 شهيدا، وأكثر من 580 مصابا، و9 مفقدوين.
جيش الاحتلال ينذر عشرات آلاف المواطنين بالإخلاء من شمال قطاع غزة
أنذر جيش الاحتلال الإسرائيلي، يوم السبت، عشرات آلاف المواطنين شمال قطاع غزة بإخلاء منازلهم “فورا”.
وأشارت مصادر محلية إلى أن إنذار الإخلاء شمل حيي عبد الرحمن في شمال غرب مدينة غزة، والنهضة في معسكر جباليا.
ويعد أهالي هذه المناطق نازحين سابقين، أجبرتهم سلطات الاحتلال على إخلاء شمال قطاع غزة والنزوح جنوبا في بداية حرب الإبادة، قبل “السماح لهم بالعودة المؤقتة” إلى شمال القطاع.
وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بأنه حتى 28 مايو/ أيار الماضي، باتت 81% من أراضي قطاع غزة تقع داخل مناطق عسكرية إسرائيلية أو تخضع لأوامر النزوح.
وأشار المكتب الأممي إلى أنه منذ استئناف العدوان في 18 مارس/ آذار الماضي، أصدر جيش الاحتلال 31 أمرا بالإخلاء، وأخضع نحو 229.4 كيلومترا مربعا من مساحة قطاع غزة لأوامر نزوح لا تزال سارية.
ووفقا لتقرير حديث لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، فقد نزح ما لا يقل عن 1.9 مليون شخص أو نحو 90% من السكان في جميع أنحاء قطاع غزة خلال العدوان، تعرض العديد منهم للنزوح مرارا، بعضهم 10 مرات أو أكثر.
الأونروا: نموذج توزيع المساعدات في غزة دعوة للموت
أكدت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، أن “نموذج توزيع المساعدات في قطاع غزة غير فعّال”.
وقالت المتحدثة باسم الأونروا جولييت توما، إن “نموذج توزيع المساعدات بمثابة دعوة الناس إلى موتهم”، مشددة على أن “الطريقة الوحيدة لتوزيع المساعدات على نطاق واسع وبشكل آمن على سكان غزة، هي من خلال الأمم المتحدة، بما فيها الأونروا”.
واعتبرت توما، في تصريحات نقلها موقع الوكالة على منصة “إكس” يوم السبت، أن عمل الوكالة خلال وقف إطلاق النار “كان ناجحا وملموسًا”.
الأونروا: منع إسرائيل دخول الصحفيين الدوليين إلى قطاع غزة حظر على نقل الحقيقة
قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا “فيليب لازاريني، إن منع سلطات الاحتلال الإسرائيلي دخول الصحفيين الدوليين إلى قطاع غزة منذ بداية العدوان هو “حظر على نقل الحقيقة”.
واعتبر لازاريني في منشور له على منصة “إكس”، أن منع سلطات الاحتلال دخول الصحفيين الدوليين إلى غزة منذ بدء الحرب أمر غير مسبوق في أي صراع آخر في التاريخ الحديث.
وشدد على أن هذه الممارسات ما هي إلا حظر على نقل الحقائق من قطاع غزة.
ولفت في منشوره إلى أن ما تمارسه سلطات الاحتلال مع الصحفيين ولاسيما الدوليين يعد “الوصفة المثالية لتأجيج التضليل الإعلامي، وتعميق الاستقطاب، وتغييب الإنسانية”.
وطالب لازاريني بـ”رفع الحظر” المفروض على وسائل الإعلام الدولية في قطاع غزة، والسماح للصحفيين الدوليين بالعمل والتغطية الصحفية بشكل مستقل من القطاع، ودعم زملائهم الفلسطينيين الذين يواصلون القيام بعملهم البطولي دافعين ثمنا باهظا.