أمد/ تقول الحكمة الشعبيّة: “الكلام ما في عليه جُمرك!!!”،
والكلام والثرثرة والدردشة والطنطنة حول الدولة الفلسطينية العتيدة ليس عليه جُمرك، ولا يُلزِمُ احدا، لان الامر لا يعدو ان يكون كلام في كلام، وحبر على الورق، يا سيدي مدد، واللهم لا حسد!!!،
ومع انه وحسب الظاهر وما “ينبز” على وجه الارض، فان هناك دولة فلسطينية برئيس ونائب رئيس وبعلم وحكومة ووزراء ووزارات ومؤسسات وموظفين وعدة تشكيلات عسكية وامنية، من الشرطة والامن الوطني والامن الوقائي والمخابرات والاستخبارات والدفاع المدني والضابطة الجمركية، يعني شيء اشبه بمؤسسات الصين الشعبية او الولايات المتحدة الامريكية او زمبابوي،
لكن هذه الدولة العتيدة مُحتلّه، وعاصمتها مُحتلّه ومدنها وقراها ومخيماتها محتلّه،
مسامات جلدها مُحتلّة، وقطرات مياهها محتلّة، واشجار زيتونها وتينها وعنبها ونخيلها محتلّة،
لا تُسيطر على حدودها ولا على مجالها الجوي ولا على مياهها الاقليمية، ولا على نباتات العكّوب والميرمية والزعتر البرّي في جبالها،
مصادرها الطبيعية مُحتلّة، ودخلها من الضرائب مُحتل، إلى درجة ان دولة فلسطين العتيدة لم تستطع ان تدفع رواتب موظفيها قبل عيد الاضحى، بل قسّمت الراتب المنكمش إلى النصف إلى رُبعين، ربع قبل العيد وربع بعد العيد، وهل في ذلك من جديد؟؟؟!!!،
فكما يُقال “خد معوّد على اللطيم!!!” ومأساة الشعب الفلسطيني تعمّ مثل النار في الهشيم،
فغزّة مسلوخة عن الدولة ومحتلّة ومدمّرة ويعيث فيها جيش الاحتلال قتلا وتشريدا،
والضفة الغربية ليست باحسن حال، فقد الحقوا اجزاء منها بمصير قطاع غزة،
“ويتمزمزون” عليها ويقضمونها قطعة قطعة!!!،
يتحدّثون عن مؤتمر دولي لحل الدولتين على الابواب في الامم المتحدة في نيويورك، برئاسة فرنسا والسعودية،
اعتقد ان الشعب الفلسطيني لن يخزق اي اذن انتظارا لوعد حلق الدولة الفلسطينية المستقلة، ولان الشعب الفلسطيني خزّق حلمات اذنية اكثر من مرّة وما زالت اذنيه عارية دون حلق!!!،
الكلام والدردشات والثرثرات كثيرة ومتعددة ومضطردة حول الدولة الفلسطينية، لكن التي تدق الطاولة، وعلى الارض، هي قبضة سموتريتش وقبضة نتنياهم وقبضة ترامب ،
أمّا باقي القبضات في العالم فتتحوّل إلى اكفٍ للتصفيق لحفلة اممية لن تكون افضل من غيرها، وستبقى الدولة الفلسطينية المنتظرة تراوح مكانها مُكبّلة بسلاسل وضوابط اوسلو.