11:49 ص


الجمعة 06 يونيو 2025

كتب رمضان يونس:

ظنّ “عامر” أن صديقه “عماد”، الذي جمعته به سنوات عمل داخل مطعم كشري في “ميت عقبة”، خارج المنزل، فاتصل بزوجته “نادية” بهدف إقامة علاقة غير شرعية معها كما وعدته. لكنه لم يعلم أن الزوجة وقعت في مأزق لم تنجُ منه، بل قادها إلى نهاية مأساوية داخل شقتها، حين انقضّ عليها زوجها ضربًا، وسرعان ما غافل “عامر” بوابل من الطعنات بعد أن سقته الزوجة كوب عصير به منوم. ثم قطّع جثته داخل غرفة نومه، ووزع أشلاءه على مقالب القمامة.

تفاصيل مأساوية داخل بيت الزوجية

في عام 2011، تزوّج “عماد” من “نادية رشوان”، واستمر صديقه “عامر” قريبًا منه، يزور الزوجين بانتظام. وفي إحدى الليالي، استضاف “عماد” صديقه “عامر” للعشاء، وكانت الزوجة موجودة. وخلال الزيارة، طلب “عامر” من “عماد” الخروج لمعاينة دراجته النارية الجديدة. عند عودته، لاحظ الزوج ارتباكًا على زوجته وتصرفات غير مألوفة.

لم يواجه “عماد” زوجته أمام الضيف، لكنه استفسر منها لاحقًا، فأخبرته بأن “عامر” تحرّش بها وأمسك يدها. لكن “عماد” شكّ في الرواية، وطلب منها أن تُجري اتصالًا هاتفيًا مع “عامر” للتأكد من نواياه، وخلال المكالمة اعترف “عامر” بمشاعره تجاه زوجة صديقه.

الخيانة تتحول إلى كمين دموي

انتهت المكالمة بالاتفاق على لقاء داخل شقة “عماد” حال غيابه، لتنفيذ علاقة غير مشروعة. لكن كل ما فعلته “نادية” كان بتعليمات زوجها، الذي قرر الانتقام من صديق عمره بعد تأكده من خيانته.

خطّط “عماد” مع زوجته لاستدراج “عامر” إلى الشقة. استغل رغبته في إقامة علاقة غير شرعية، ودفع “نادية” إلى إقناعه بأنهما سيخدران الزوج قبل اللقاء. قال المجني عليه لزوجة صديقه: “أنا هجيب برشام يخدر جوزك عشان نسهر سوا”.

جريمة مخططة بدقة.. والضحية لا يعلم

مع غروب شمس يوم 6 يونيو 2023، نفذ “عماد” خطته، وابتاع منومًا طبيًا من صيدلية. ثم أعدّ كوب عصير “فراولة” وضع فيه العقار، وأعطاه لزوجته لتقدّمه لصديقه كواجب ضيافة. وما إن دخل “عامر” الشقة، حتى كان الموت بانتظاره.

جلس “عماد” وصديقه داخل صالة الشقة، وحين بدأ مفعول المنوم، طلب الزوج من زوجته اصطحاب أطفالهما إلى منزل شقيقتها. فشل “عامر” في تنفيذ خطته، لكن “عماد” بدأ جريمته، واستل سكينًا من المطبخ، ووجّه له طعنة في رقبته، ثم تبعها بثلاث طعنات أخرى داخل غرفة نومه.

التقطيع والتخلص من الجثة

أمام جثة صديقه، جلس “عماد” حائرًا: “مكنتش عارف هشيله إزاي بعد ما قتلته”. لم يجد حلًا سوى شراء ساطور وتقطيع الجثة إلى أشلاء حتى لا يكتشف الجيران أمره. وضع الأجزاء داخل أكياس بلاستيكية، ثم استأجر “تروسيكل” وتخلص من الجثة في مقالب قمامة بمنطقتي أرض اللواء وأوسيم.

العدالة تقتص من الجناة

لم يدم إخفاء الجريمة طويلًا، إذ تم كشف ملابسات الواقعة وضبط المتهمين. وبإحالتهم إلى محكمة الجنايات، قضت الدائرة الأولى جنايات العجوزة بمحكمة جنوب الجيزة، برئاسة المستشار مدحت فاروق خاطر، بإعدام “عماد” شنقًا بعد ورود رأي المفتي الشرعي، لإدانته بقتل صديقه وتقطيع جثته. كما قضت المحكمة بحبس زوجته “نادية” لمدة عام مع الشغل، بتهمة خطف المجني عليه عن طريق التحايل واستدراجه إلى زوجها بحجة إقامة علاقة آثمة.

شاركها.