أمد/ يرتبط القبول الإسرائيلي بمقترح بشار بحبح الذي تحول بعد تعديلات رون ديرمر إلى ما يعرف بمقترح ستيف ويتكوف الجديد بحاجة نتنياهو الشخصية والسياسية لتهدئة مؤقتة، لأن البديل هو المزيد من استنزاف الجيش والإقتصاد الإسرائيلي نتيجة عمليات المقاومة والإسناد من اليمن، إضافة لأسباب تتعلق بالمواقف الأوروبية الجديدة التي تحولت إلى ما هو أكثر من التصريحات التضامنية خاصة ما حصل في برشلونة وكتالونيا، والتأييد الشعبي الكبير على المستوى العالمي للشعب الفلسطيني وصموده ومقاومته، بالإضافة إلى تصاعد حالة الإنقسام الداخلي في المجتمع الإسرائيلي والتصريحات المعارضة لنتنياهو وحكومته وصولاً إلى تصريح الجنرال يائير غولان الذي وصف الحرب على غزة بالإبادة الجماعية التي يتلذذ فيها الجنود الإسرائيليون بقتل الأطفال.
وهذه المواقف والتصريحات تترافق مع أزمة تجنيد الحريديم وتعيين رئيس للشاباك وعدم الإستقرار السياسي، خاصة داخل الحكومة الحالية التي يتحكم فيها كل من سموتريتش وبن غفير، وهذا ما يدفع نتنياهو الآن للذهاب نحو تهدئة مؤقتة وليس وقف الحرب، لأن نهاية الحرب بالنسبة لنتنياهو تعني نهايته ونهاية إئتلافه الحاكم وصولاً إلى حدوث أزمة داخلية غير مسبوقة، قد تؤدي كما يقول نتنياهو وغيره إلى حدوث حرب أهلية، خاصة بعد فشل الحرب على غزة والشرخ الذي أحدثته سياسياً واجتماعياً، بما ينذر باقتراب إندلاع الحرب بين الإسرائيليين أنفسهم في نهاية شهر تشرين الأول من العام 2026، حيث يعمل نتنياهو على البقاء في السلطة ومنع حدوث إنتخابات.
وبعيداً عن أزمات ورغبات نتنياهو فإن المطلوب الآن العودة إلى مقترح ويتكوف الذي طالب بإطلاق سراح نصف الأسرى الإسرائيليين من الأحياء والأموات، مقابل إطلاق أسرى فلسطينيين وإدخال فوري للمساعدات عبر الأمم المتحدة وانسحاب لجيش الإحتلال وهدنة لمدة 60 يوم وضمانات واضحة وجدية وحقيقية لإنهاء الحرب التي يجب أن تنتهي ويغيب نتنياهو عن المشهد السياسي قبل الإنتخابات التي يعمل نتنياهو ووزرائه على تجنبها من خلال الإستمرار بالقتل والتدمير والتجويع والحصار.