أنباء عن مفاوضات تتضمن انسحاباً جزئياً لإسرائيل من غزة، وعشرات القتلى في غارة دامية تستهدف مدرسة للنازحين

صدر الصورة، EPA

أكد مصدر فلسطيني الإثنين أن عرض الوسطاء الجديد لوقف إطلاق النار يتضمن انسحاباً إسرائيلياً جزئياً من قطاع غزة.

وقال المصدر لوكالة الأنباء الفرنسية إن العرض الجديد يتضمن “الانسحاب الجزئي من قطاع غزة خاصة من طريق صلاح الدين بما في ذلك مفترق نتساريم جنوب مدينة غزة، ومحور موراج في شمال رفح، والتجمعات السكانية”.

وأضاف المصدر أن عرض الوسطاء المقدم لوقف إطلاق النار في قطاع غزة يتضمن إطلاق سراح 10 رهائن مقابل هدنة لمدة 70 يوماً.

وقُدم هذا العرض “خلال الأيام القليلة الماضية”، بحسب المصدر الذي لم يحدد إن كان مقترحاً أمريكياً أو مصرياً أو قطرياً، علما بأن الدول الثلاث شاركت في المحادثات الرامية لوقف إطلاق النار على مدى فترة الحرب.

ولم تعلّق كل من إسرائيل وحماس حتى الآن على المقترح رسمياً.

تخطى الأكثر قراءة وواصل القراءة

الأكثر قراءة

الأكثر قراءة نهاية

يأتي الكشف عن الاتفاق المحتمل في وقت أعلن فيه الجيش الإسرائيلي بدء هجوم واسع النطاق في محافظة خان يونس جنوبي قطاع غزة.

وقال في بيان إنه يستهدف “تدمير البنية التحتية للمنظمات الإرهابية” في مناطق بني سهيلا، عبسان والقرارّة.

تخطى يستحق الانتباه وواصل القراءة

قناة “مجلة +”

يمكنك مطالعة مجموعة متنوعة من المقالات الشيقة والملهمة والتقارير المفيدة.

اضغط هنا

يستحق الانتباه نهاية

وأضاف الجيش الإسرائيلي بأن الهجوم “جاء في أعقاب استمرار إطلاق القذائف الصاروخية من هذه المناطق باتجاه الأراضي الإسرائيلية”.

كما أكّد أن المنطقة باتت تُعد “ساحة قتال خطيرة” بعد توجيه عدة تحذيرات سابقة إلى سكانها.

وكان الجيش الإسرائيلي دعا السكان المدنيين إلى إخلاء المناطق المستهدفة فورًا والتوجه غرباً نحو منطقة المواصي، وذلك “حفاظا على سلامتهم”.

وأفاد أحد النازحين في قطاع غزة لبي بي سي بأن الجيش الإسرائيلي أصدر خريطة إخلاء جديدة تطلب من المدنيين الانتقال إلى منطقة المواصي، رغم الاكتظاظ الشديد وانعدام مقومات الإيواء هناك.

وأوضح النازح أن منطقة المواصي لم تعد قادرة على استيعاب المزيد من العائلات، إذ بات من الصعب العثور على مكان لإقامة خيمة أو تأمين الحد الأدنى من مقومات الحياة. وأضاف أن كثيرين من النازحين اضطروا للبقاء في العراء، دون مأوى أو حماية، وسط ظروف إنسانية متدهورة.

في السياق، أشار الجيش الإسرائيلي إلى أن مستشفيَيْ الأمل وناصر مستثنيان من أوامر الإخلاء، بحسب ما ورد في البيان.

وتأمل إسرائيل في استئصال ما تبقى من حماس؛ فهي تشن أكثر من 100 هجوم يوميّ، تمهيداً لهجوم بريّ، وفقاً لمجلة الإيكونوميست.

وبحسب المجلة البريطانية، فإن إسرائيل تبدو وقد حصلتْ على ضوء أخضر من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على الرغم من الخلافات بين الأخير وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو.

شهود عيان: 4 صواريخ سقطت على المدرسة “بدون سابق إنذار”

قال مديرو مستشفيات في غزة لبي بي سي إن الغارات الإسرائيلية التي نُفذت الليلة الماضية أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 54 شخصاً، بينهم ضحايا سقطوا في غارة استهدفت مدرسة تؤوي عائلات نازحة وسط القطاع.

وأوضح المدراء أن نحو 35 شخصاً قُتلوا في الغارة التي استهدفت المدرسة الواقعة في حي الدرج وسط مدينة غزة.

من جهته، أفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بأن المدرسة كانت تؤوي مئات العائلات النازحة، مضيفًا أن “استهداف” مراكز الإيواء يُعد “امتداداً لسلسلة من الهجمات التي طالت 241 مركزاً منذ بدء التصعيد”، في ظل ما وصفه بـ”انهيار المنظومة الصحية ومنع إدخال المساعدات الإنسانية”.

وقال شهود عيان لبي بي سي إن القصف الذي استهدف المدرسة وقع بشكل مفاجئ، دون سابق إنذار، وأدى إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى.

وذكر مصعب عليان، أحد الناجين من الغارة، أن أربعة صواريخ سقطت على المدرسة، ما تسبب بانفجار ضخم وسقوط ضحايا في صفوف المدنيين. وقال: “ضربوها بدون أي إنذار أو تحذير، وناس استشهدت وناس أصيبت”.

من جانبه، وصف موسى الزايد، وهو من السكان الذين احتموا في المدرسة، اللحظات الأولى للهجوم قائلاً إن القصف وقع حوالي الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، مضيفاً: “صحينا على غبرة ونار مشتعلة في كل المدرسة. بدأت بإخراج أولادي وعائلتي من تحت الركام. كل المدرسة احترقت”.

كما تحدث الطفل عز الدين أبو جبل عن الصدمة التي عاشها هو وأقرانه، قائلًا: “في منتصف الليل صحينا على انفجارات وأصوات. إحنا أطفال نايمين، وفجأة سقطت أربع صواريخ… ليش؟ شو سوينا؟”

امرأة فلسطينية نازحة تقف بالقرب من أنقاض مدرسة مدمرة إثر غارة جوية إسرائيلية في حي الدرج بمدينة غزة

صدر الصورة، EPA

التعليق على الصورة، إسرائيل استهدفت 241 مركزاً لإيواء النازحين منذ بدء الحرب، بحسب المكتب الإعلامي الحكومي بغزة.

وقال الجيش الإسرائيلي إن حركتي حماس والجهاد الإسلامي تستخدمان المدرسة كمركز قيادة. وأضاف أن “المدرسة كانت تُستغل من قبل إرهابيين للتخطيط لهجمات ضد المدنيين الإسرائيليين وقوات الجيش الإسرائيلي”، متهماً حركة حماس بـ”استخدام سكان غزة كدروع بشرية”.

من جانبها، علّقت حركة حماس على الحادثة بالقول إن “استهداف أماكن النزوح الآمن يندرج ضمن سياسة تهدف إلى تفريغ غزة من سكانها”، داعية إلى “تحرك عربي ودولي فوري”.

في المقابل، رصد الجيش الإسرائيلي إطلاق ثلاثة صواريخ من جنوب قطاع غزة باتجاه مناطق “غلاف غزة”، مشيراً إلى أن أحد الصواريخ تم اعتراضه قبل أن يدخل إلى تلك المناطق.

وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن ثمانية صواريخ أُطلقت من قطاع غزة باتجاه إسرائيل خلال الأسبوع الأخير.

و أفادت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، بأن مستشفيات القطاع استقبلت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، 38 قتيلاً و169 جريحاً، مشيرة إلى أن هذه الإحصائية لا تشمل مستشفيات شمالي قطاع غزة نتيجة تعذر الوصول إليها.

ووفقا لبيانات وزارة الصحة الفلسطينية، يرتفع بذلك إجمالي عدد القتلى في قطاع غزة منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 53 ألفاً و977 شخصاً، بجانب 122 ألفاً و966 جريحاً، في حين بلغ عدد القتلى منذ استئناف الجيش الإسرائيلي عملياته في القطاع في 18 مارس/آذار الماضي، ثلاثة آلاف و822 شخصاً، بالإضافة إلى 10 آلاف و925 جريحاً.

“بدء تسليم المساعدات في غزة”

في غزة

صدر الصورة، EPA

التعليق على الصورة، قبل الحرب، كان يدخل غزة يومياً حوالي 500 شاحنة مُحمّلة بالمساعدات.

أعلنت “مؤسسة غزة الإنسانية” أنها ستبدأ تسليم المساعدات في قطاع غزة، اليوم الإثنين، مع خطط للتوسّع بوتيرة سريعة لخدمة جميع سكان القطاع خلال الأسابيع المقبلة.

وتعد مؤسسة غزة الإنسانية” هي الجهة المكلّفة بتوزيع المساعدات في القطاع، وهي منظمة خاصة مدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل.

وأفادت مصادر إسرائيلية بأن أول نقطة لتوزيع الغذاء ستُفتتح اليوم، على أنْ يتمّ افتتاح باقي النقاط بشكل تدريجي خلال الأيام المقبلة.

وكان من المفترض أن يبدأ تسليم المساعدات الأحد، لكن ذلك تأجّل “لأسباب لوجستية”، وفقاً لمصادر إسرائيلية.

وترغب إسرائيل في توزيع الغذاء عبر “مراكز خاصة” يقوم على تشغيلها أمريكيون تحت حماية إسرائيلية، بما يمنع حماس من الوصول إلى الإمدادات.

ووجّهت منظمات تابعة للأمم المتحدة انتقادات لمؤسسة غزة الإنسانية، قائلين إنّ خطة عملها كفيلة بتعريض حياة المدنيين للخطر؛ إذ إنها تتطلب ذهاب الفلسطينيين عبر مناطق القتال إلى نقاط توزيع الطعام، وليس ذهاب الطعام إليهم.

وفي ظل ذلك، استقال المدير التنفيذي لمؤسسة غزة الإنسانية جيك وود، بشكل مفاجئ، بعد أسابيع قليلة من تدشين المؤسسة، رافضاً تنفيذ خطتها، مؤكداً أنه “لن يتخلّى أبداً عن مبادئ الإنسانية والنزاهة والاستقلالية”.

ويأتي ذلك بعد أنْ شرعت إسرائيل في السماح بدخول كميات صغيرة من المساعدات إلى القطاع، بعد حصار استمر أكثر من شهرين وحال دخول كافة أنواع البضائع، ما أدى إلى نقص شديد في الغذاء والدواء والوقود.

وأفادت الوحدة العسكرية التي تشرف على اللوجستيات في غزة “كوغات”، بأن 107 شاحنات مُحمّلة بالمساعدات دخلت القطاع الأحد وهو سُدس العدد الذي دخل القطاع إبان الهدنة في وقت سابق من العام الجاري (600 شاحنة).

يُشار إلى أنه قبل الحرب، كان يدخل غزة يومياً حوالي 500 شاحنة مُحمّلة بالمساعدات.

واتهمت حركة حماس، مساء الأحد، إسرائيل بتعطيل إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، واصفة ذلك بأنه “سياسة ممنهجة لاستمرار مخطط التجويع الذي تمارسه بحق المدنيين الأبرياء”.

ويقول مسؤلون إسرائيليون إن خطة العمل بمؤسسة غزة الإنسانية مُصمّمة بحيث تمنع حماس من الاستيلاء على المساعدات من الشاحنات أو من المخازن وبيعها للمدنيين وتمويل أنشطتها وهو اتهام تنفيه الحركة الفلسطينية.

وتعتقد إسرائيل أن الحيلولة دون سيطرة حماس على توزيع المساعدات هي أمرٌ ضروري لإبعاد الحركة عن المدنيين وإنهاء حُكمها للقطاع.

في غزة

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة، إسرائيل دمرت حتى الآن حوالي 25 في المئة من أنفاق حماس تحت غزة، بحسب مسؤول إسرائيلي

وكثّفت إسرائيل ضغطها على حماس عبر هجمات استهدفت قياداتها العسكرية والسياسية، فضلاً عن بِنيتها التحية.

وفي وقت سابق من الشهر الجاري، قتلت إسرائيل قائد حماس في غزة، محمد السنوار شقيق يحيى السنوار الذي كان العقل المدبّر لهجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

كما دمّرت إسرائيل حتى الآن حوالي 25 في المئة من أنفاق حماس تحت غزة، بحسب ما نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤول في الجيش الإسرائيلي.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، مساء الأحد، اعتزامه “احتلال 75 في المئة من أراضي قطاع غزة خلال شهرين”.

وقالت مصادر طبية في غزة إن إسرائيل تسيطر على حوالي 77 في المئة من القطاع سواء عن طريق قوات برية أو عن طريق أوامر الإخلاء والقصف.

وعلى الرغم من الضغط الدولي المتصاعد على إسرائيل لكي ترفع الحصار على الإمدادات الغذائية، مع تحذيرات من حدوث مجاعة، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي إنه عازم على السيطرة على كل قطاع غزة.

المصدر: صحيفة الراكوبة

شاركها.