أمد/ تل أبيب: ألقى زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، خطاباً نارياً في الكنيست يوم الاثنين، زعم فيه أن الحكومة الإسرائيلية تقف وراء تمويل صندوق مساعدات غزة من خلال إنشاء “شركات وهمية”.

واعتبر لابيد هذا السلوك بمثابة “احتيال على مواطني إسرائيل وأحد أكبر أعمال الحماقة السياسية في تاريخ الدولة”.

 

ראש האופוזיציה יאיר לפיד רומז: ישראל מממנת את הסיוע ההומניטרי לעזה באמצעות חברות קש בשווייץ וארה”ב. “האם יכול להיות ששירותי הביטחון הישראלים נשלחו בידי רה”מ ושר האוצר כדי לשנע כספים של מדינת ישראל לחו”ל, כדי שהם יחזרו אח”כ לעזה כסיוע הומניטרי?”@yairlapid @netanyahu @bezalelsm pic.twitter.com/2qWyaIpLrw


— ערוץ כנסת (@KnessetT) May 26, 2025

 

وهاجم لابيد الحكومة بشدة، مطالباً إياها بتحمل المسؤولية عن أفعالها. وقال: “دعها تقول بصوت عالٍ إنها تمول هذا، ولتفعل الشيء الذي تكرهه أكثر من أي شيء آخر: تحمل المسؤولية عن الأشياء التي تفعلها، وتحمل العواقب”. وفقا لصحيفة يديعوت أحرنوت العبرية.

تساؤلات حول تمويل “غامض” للمساعدات:

طرح لابيد تساؤلات مباشرة على الحكومة خلال خطابه، قائلاً: “السؤال هو: هل دولة إسرائيل هي التي تقف وراء شركتين وهميتين تم إنشاؤهما في سويسرا والولايات المتحدة، GHF وSRS، لتنظيم وتمويل المساعدات الإنسانية في غزة؟”

وأضاف: “هل تُموّل المساعدات الإنسانية اليوم من أموال دافعي الضرائب الإسرائيليين؟ هل يُحتمل أن رئيس الوزراء ووزير المالية أرسلا أجهزة الأمن الإسرائيلية لنقل أموال دولة إسرائيل إلى الخارج، لتعود إلى غزة كمساعدات إنسانية؟”

وأشار لابيد إلى أن شركتي GHF وSRS تم تسجيلهما في نوفمبر 2024 بواسطة نفس المحامي، وهو ما كشف عنه تحقيق لصحيفة “نيويورك تايمز”.

وبعد تأسيسهما مباشرة، استعانت إحدى الشركتين بخدمات الأخرى لتنظيم وتوزيع المساعدات في غزة.

رفض خليجي وتبرع “غربي غامض”:

وفقاً للابيد، أعلنت هذه الشركات في البداية أن دول الخليج هي التي ستمول المساعدة، لكن دول الخليج “رفضت” ذلك لـ”شكوكها في طريقة إنشاء وإدارة هاتين المنظمتين منذ البداية”.

ورغم الرفض الخليجي، “وُلد مبلغ 100 مليون دولار فجأةً في ميزانيتيهما”، وصرح جيك وود، الرئيس التنفيذي لمؤسسة GHF، بأن التبرع جاء من “دولة في أوروبا الغربية”.

عبر لابيد عن استغرابه قائلاً: “من المثير للدهشة أن أي دولة في أوروبا الغربية لم تعلن أو تعترف بتبرعها بأموال للمساعدات الإنسانية في غزة. وهذا أمر غير منطقي”.

وتساءل: “لماذا تُخفي دولة أوروبية تُتبرع بأموال للمساعدات الإنسانية ذلك؟ أي دولة ستُحوّل 100 مليون دولار إلى منظمة حديثة التأسيس ولم تُقدّم أي مساعدة بعد؟”

استقالة الرئيس التنفيذي و”الاستقلال” المفقود:

وأضاف لابيد أنه “وردت أنباء عن وجود متبرعين مجهولين لكلا الشركتين”، متسائلاً عن سبب رغبة أي شخص في التبرع لمنظمات غير معروفة وإخفاء هويته.

وأكد أن جيك وود، الرئيس التنفيذي لمؤسسة GHF، وهو “رجل جاد ذو خبرة واسعة في العمل الإنساني”، أعلن استقالته الأحد.

وجاء في بيان استقالته: “من الواضح أن هذه الخطة لا يمكن تنفيذها في ظل الالتزام المطلق بمبادئ الإنسانية والحياد والنزاهة والاستقلالية”.

واعتبر لابيد أن الكلمة المفتاحية هنا هي “الاستقلال”، مشيراً إلى أن “جيك وود أدرك أنه يُخدع. السؤال المهم هو: ألا نُخدع نحن أيضًا؟”

انتقاد حاد لسياسة الحكومة الخارجية:

هاجم لابيد الحكومة بشدة، معتبراً أن سلوكها هذا “جنونٌ مُطلق”، حتى من منظور حكومة “أوصلتها إلى انحدارٍ دوليٍّ لا مثيل له، سواءً أمام الأمريكيين أو أمام العالم أجمع”.

وأضاف: “هذه هي المرة الأولى منذ عقود التي يُدرك فيها العالم أجمع أن إسرائيل لم تعد الحليف الأقرب للولايات المتحدة، وأن ترامب قد نفد صبره مع نتنياهو”.

وشدد لابيد على أن تمويل إسرائيل للمساعدات الإنسانية في غزة، إذا كان حقيقة، يجب أن يُعلن للعالم بأسره.

وقال: “إذا كانت جميع أموال ضرائبنا تُشترى بها مساعدات إنسانية، وتُموِّل الغذاء والدواء لأطفال غزة، فلنستغلها على الساحة الدولية… ولنبدأ، ولو لمرة واحدة، بذكر الخير الذي فعلته إسرائيل في غزة في الصحف العالمية. إنه أمرٌ جيد للدعاية الإسرائيلية، وجيد للعلاقات الخارجية الإسرائيلية، بل وجيد للقيم اليهودية”.

نفي حكومي:

في المقابل، رد عمر دوستري، المتحدث باسم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، على تصريحات لابيد قائلاً إن “إسرائيل لا تمول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة”.

كما نفى مكتب وزير المالية بتسلئيل سموتريتش أن تكون إسرائيل مسؤولة عن تمويل صندوق المساعدات المذكور.

شاركها.