يشكل تسول الأطفال في مدينة مثل طنجة، التي تمثل إحدى الوجهات السياحية المهمة بالمغرب، ظاهرة مؤرقة للسلطات والمسؤولين وفعاليات المجتمع المدني.
الأطفال المتسولون في مدينة البوغاز يحضرون بشكل لافت في شوارع وأزقة المدينة القديمة، التي تبقى الوجهة المفضلة للسياح المغاربة والأجانب، الذين يعتبر الكثير منهم أن هؤلاء القاصرين باتوا يمثلون مصدر إزعاج كبير.
داخل أزقة المدينة القديمة الضيقة تتواجد الكثير من المحلات التجارية والبازارات التي تعرض منتجات الصناعة التقليدية، وتمثل وجهة مفضلة للسياح الأجانب الذين يزورونها من أجل اقتناء الهدايا التذكارية لذويهم وأحبائهم، غير أنهم يتعرضون لمضايقات من القاصرين الذين يقصدون كل غريب طلبا للمساعدة.
أحد أصحاب المحلات التجارية في المدينة القديمة أكد في حديث مع جريدة هسبريس الإلكترونية أن “مشاهد التسول تتكرر بشكل يومي، ما يسبب الكثير من الحرج للتجار أمام السياح الأجانب”.
وقال الرجل الذي يبيع المنتجات الجلدية، من الملابس والمحافظ والأكسسوارات المتنوعة: “نعيش حالة غريبة مع هؤلاء القاصرين، ولا نعرف من أين يأتون ولا أصلهم أو من يقف وراءهم”، وأضاف وعلامات الحيرة بادية على محياه: “نبلغ عنهم ونشتكي فتنظم حملة تقودها السلطات الأمنية وشرطة السياحة وتلقي القبض عليهم”، وتابع مستغربا: “لا نعرف كيف يعودون بعد أيام قليلة من جمعهم من قبل رجال الأمن والسلطات”.
مصدر مسؤول في عروس الشمال تحدثت إليه جريدة هسبريس الإلكترونية حول الظاهرة فأكد أنها بالفعل “تمثل مصدر إزعاج كبير للسلطات والمسؤولين”.
وسجل المصدر الذي لم يرغب في ذكر اسمه للجريدة أن “هذا الملف يحتاج إلى تضافر جهود مختلف الفعاليات والمؤسسات”، معتبرا أن العديد من القاصرين الذين يحترفون التسول ومضايقة السياح المغاربة والأجانب في طنجة يتم توقيفهم وتقديمهم للعدالة.
وتابع المتحدث بأن القاصرين الموقوفين يجري الاستماع إليهم وإطلاق سراحهم، الأمر الذي اعتبره أحد الأسباب الرئيسية التي تؤثر في استمرار حضورهم في الشارع العام وعودتهم إلى ممارسة نشاطهم الاعتيادي.
عبد الحي الصالح، الناشط الجمعوي في قطاع الطفولة بمدينة طنجة، قال في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، حول الموضوع، إن “الظاهرة تمثل إحدى النقاط السوداء في المدينة التي تتطلب إرادة جماعية للتصدي لها والحد من مخاطرها”.
وأضاف الصالح، في حديثه مع ، أن “الظاهرة يتداخل فيها الاجتماعي بالاقتصادي”، محذرا من أن “هؤلاء القاصرين يمثلون ضحايا للواقع الاجتماعي والاقتصادي الصعب الذي تعيشه الكثير من الأسر التي تلجأ إلى دفع أبنائها للتسول من أجل تأمين احتياجاتها اليومية”.
غير أن هذا الأمر لم يمنع الناشط الجمعوي من الإشارة إلى “احتمال وجود شبكات تستغل هؤلاء القاصرين في التسول، وتدفعهم دفعا لجمع الأموال واستغلالهم بعيدا عن عائلاتهم الحقيقية التي يمكن أن تكون من خارج طنجة، ولا علم لها بما يتعرض له أطفالها من استغلال بشع وانتهاك صارخ لبراءتهم”، حسب تعبيره.
المصدر: هسبريس