كتاب قاتل.. جدل في مصر بعد إصدار نجل الوزيرة نبيلة مكرم كتابًا من داخل سجنه

وطن أثارت تصريحات وزيرة الهجرة المصرية السابقة نبيلة مكرم ضجة كبيرة بعد حديثها الإعلامي الأخير حول نجلها رامي فهيم، المحبوس حاليًا في الولايات المتحدة الأمريكية بتهمة القتل العمد لاثنين من زملائه في العمل. الوزيرة السابقة كشفت خلال المقابلة أن ابنها قام بتأليف كتاب تنموي داخل السجن بعنوان “99 مقولة” مستخلصة من تجربته خلف القضبان، بهدف “نشر الأمل بين الشباب المصري”.
هذه التصريحات فجّرت موجة انتقادات واتهامات بـ”غسيل السمعة” و”استغلال النفوذ”، خاصة أن رامي متهم في قضية جنائية خطيرة ما زالت قيد المحاكمة، وقد وثقتها تقارير أمريكية بتسجيلات فيديو وشهادات دامغة.
نبيلة مكرم، التي كانت تحاول استدرار التعاطف، قالت إن ابنها يقرأ بشكل مكثف داخل السجن، وتعلّم اللغة العربية من خلال مكالماتها الهاتفية له، مستعينة بأدب نجيب محفوظ، وأشارت إلى أنه قرأ أكثر من 70 كتابًا باللغة الإنجليزية خلال فترة حبسه.
المثير للجدل أن الكتاب، بحسب الوزيرة، يتضمن رسائل تحفيزية للشباب المصري، ويهدف لبثّ الإيجابية والأمل، في وقت يرى فيه الشارع المصري أن هناك محاولات ممنهجة لتلميع صورة متهم بارتكاب جريمة بشعة.
عدد من الإعلاميين والحقوقيين عبروا عن غضبهم من استغلال القضية لصالح مشروع شخصي. الإعلامي محمد علي خير طالب الوزيرة بـ”عدم الزج بابنها في الواجهة الإعلامية”، معتبرًا أن “الناس لا تنسى بسهولة”. في حين علّق ناشطون معارضون على مواقع التواصل بأن “كل القتلة لديهم أمهات، لكن لم تحظَ أمهاتهم بفرصة لتقديمهم كقدوة من خلف القضبان”.
القضية فتحت الباب للتساؤل حول دور دور النشر، إذ ظهرت أخبار تشير إلى نية إحدى الدور المملوكة للدولة طباعة الكتاب، ما يعكس دعمًا رسميًا ضمنيًا قد يُفهم منه محاولة تبييض صورة المتهم.
الشارع المصري، الذي يعاني من أزمات اقتصادية وتراجع في العدالة الاجتماعية، يرى في هذه القصة استفزازًا لمشاعر الضحايا وتزييفًا لفكرة القدوة. فكيف يمكن لمن يُحاكم بجريمة قتل أن يتحول فجأة إلى مُلهم للشباب؟
القضية مستمرة، والكتاب لم يُطرح رسميًا بعد، لكن عاصفة الجدل لا يبدو أنها ستهدأ قريبًا، خاصة أن التساؤل الجوهري ما زال مطروحًا:
هل تسوّق السلطة المصرية لقاتل، لمجرد أنه ابن مسؤول سابق؟