عشرات الشهداء والجرحى في قطاع غزة وغارات جوية مكثفة في أنحاء متفرقة من القطاع

أمد/ تواصل قوات الجيش الإسرائيلي، لليوم الـ594 على التوالي، حربها الشاملة على قطاع غزة، وسط تصعيد غير مسبوق في العمليات العسكرية والمجازر المرتكبة بحق المدنيين، في ظل حصار خانق أفرغ القطاع من مقومات الحياة.
تستمرّ الحملة البرية الإسرائيلية، المعروفة باسم “عربات جدعون”، في التوسع داخل القطاع، عبر توغلات عسكرية متزامنة مع قصف جوي ومدفعي مكثّف طال مختلف المناطق، بما في ذلك الملاجئ والمراكز الطبية والمنازل السكنية.
استشهد أكثر من 50 شخصا جراء القصف الإسرائيلي على غزة منذ فجر السبت، بينهم طفل استشهد جراء سوء التغذية بسبب استمرار التجويع والحصار من قبل الاحتلال في إطار حربه المدمرة والمتواصلة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، التي أعلن مؤخرا عن توسيعها في عملية أطلق عليها “عربات جدعون”.
ارتفاع حصيلة الضحايا
ارتفعت حصيلة عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 53,901 شهيد، و122,593 مصابا، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وأفادت مصادر طبية، يوم السبت، بأن من بين الحصيلة 3,747 شهيدا، و10,552 مصابا منذ 18 آذار/ مارس الماضي، أي منذ استئناف الاحتلال عدوانه على القطاع عقب اتفاق وقف إطلاق النار.
ووصل إلى مستشفيات قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية، 79 شهيدا منهم (5 انتشال)، و211 مصابا، نتيجة المجازر المتواصلة، ولا يزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض والركام، وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم، كما أن الإحصائية لا تشمل مستشفيات محافظة شمال قطاع غزة لصعوبة الوصول إليها.
مجازر متواصلة.. شهداء وجرحى
استشهد 9 أطفال من غزة وهم أبناء طبيبة تدعى آلاء النجار جراء قصف إسرائيلي استهدف منزل العائلة في خانيونس، وقد وصلت جثامينهم إلى مجمع ناصر الطبي بينما كانت على رأس عملها في المشفى ليل الجمعة السبت.
كما أسفرت الغارة عن إصابة زوجها وطفلها العاشر بجروح وصفت بالخطيرة، ووصف شهود عيان حالة الانهيار التي أصابت الطبيبة حين وصل إليها جثامين أطفالها وهي بحالة تفحم، وقالوا إنها تعرضت للانهيار التام والبكاء الهستيري رغم محاولات الجميع التخفيف من هول الفاجعة التي ألمت بها.
وأفيد بأن الأطفال الشهداء من عائلة النجار هم: يحيى، ركان، رسلان، جبران، إيف، ريفان، سيدين، لقمان، سيدرا؛ بحسب وزارة الصحة في القطاع.
استشهد خمسة مواطنين وأصيب آخرون، مساء اليوم السبت، في قصف للاحتلال الإسرائيلي على محل تجاري في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، ليرتفع عدد الشهداء في القطاع منذ فجر اليوم إلى 52 شهيدا.
وأفادت مصادر محلية باستشهاد خمسة مواطنين وإصابة آخرين في غارة شنتها طائرات الاحتلال المسيّرة على محل تجاري لعائلة أبو عمرة في منطقة الحكر في مدينة دير البلح.
وشنت طائرات الاحتلال غارات على شمال بلدة عبسان الجديدة شرق خان يونس جنوب القطاع، بالتزامن مع إطلاق النار من طائرات الاحتلال المروحية شرق البلدة.
وأفاد مستشفى العودة شمال غزة، بأن المنطقة المحيطة بالمستشفى تشهد إطلاق نار كثيف من قبل آليات الاحتلال الإسرائيلي، ما يهدد سلامة المرضى والطواقم الطبية ويُفاقم الوضع الإنساني في المنطقة.
كما أطلقت مروحيات الاحتلال النار على مناطق متفرقة في بيت لاهيا وشمال شرق جباليا، شمال القطاع، بالتزامن مع استمرار قصف مدفعية الاحتلال للمنطقة.
وفي وقت سابق، استشهد خمسة مواطنين بينهم 4 نساء، إثر قصف الاحتلال منزلا لعائلة “البيوك”، في بلدة الفخاري، شرق مدينة خان يونس، كما استشهد مواطنان في غارة للاحتلال على منطقة المواصي غرب المدينة.
وانتشلت طواقم الإسعاف والإنقاذ جثمان شهيد من عائلة المصري من أسفل ركام منزلهم المدمر جراء غارات الاحتلال في منطقة جورة اللوت، بخان يونس.
كما استشهد مواطنان وأصيب آخران في غارة للاحتلال استهدفت منزلا لعائلة “العراج” في مخيم خان يونس، بينما استشهدت مواطنة متأثرة بجروح أُصيبت بها في قصف سابق غرب مدينة خان يونس.
وفي مدينة غزة، استشهد أربعة مواطنين وأصيب آخرون، جراء قصف الاحتلال مجموعة من المواطنين في حي التفاح شمال شرق المدينة. كما استشهدت 4 مواطنات بينهن طفلة، في غارة ثانية للاحتلال على محيط مفترق السنافور في الحي.
وفي رفح جنوب القطاع، استشهد سبعة مواطنين وأصيب أكثر من 60 آخرين في غارة للاحتلال استهدفت تجمعا للمواطنين غرب المدينة.
استشهد مواطنان، يوم السبت، في قصف للاحتلال الإسرائيلي شمال قطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال قصفت منطقة بئر النعجة شمال القطاع، ما أدى لاستشهاد مواطنين وإصابة آخرين.
استشهد خمسة مواطنين وأصيب آخرون، يوم السبت، في قصف للاحتلال الإسرائيلي على مدينتي غزة وخان يونس.
وأفادت مصادر محلية بأن طائرة مُسيرة للاحتلال استهدفت مجموعة من المواطنين في شارع الشعف شرق مدينة غزة ما أدى لاستشهاد أربعة مواطنين وإصابة آخرين.
كما قصفت مدفعية الاحتلال شرق حي الشجاعية شرق دينة غزة، بالتزامن مع قصف آخر في حيي الشعف والتفاح.
وأضافت المصادر ذاتها أن المواطن أحمد إياد محمد الشريف ارتقى شهيدا ليلتحق بخمسة من أفراد أسرته الذين ارتقوا صباح اليوم جراء قصف منزلهم بمدينة خان يونس.
وكانت طواقم الإسعاف والإنقاذ قد انتشلت في وقت سابق اليوم جثمان الشهيد أسامة سفيان عطية المصري من أسفل ركام منزلهم المدمر في جورة اللوت بخان يونس.
واستشهدت المواطنة عايدة عوض عبد الله النجيلي (50 عاما) متأثرة بجروحها في قصف سابق غرب خان يونس.
استشهد ثلاث سيدات وطفلة، يوم السبت، في قصف للاحتلال الإسرائيلي شرق مدينة غزة.
وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال استهدفت مجموعة من النازحين في محيط مفترق السنافور شرق حي التفاح شرق مدينة غزة، ما أدى لاستشهاد ثلاث سيدات وطفلة.
استشهد 12 مواطنا على الأقل وأصيب العشرات، يوم السبت، في قصف الاحتلال خان يونس ورفح جنوب قطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية، بأن طائرات الاحتلال الحربية قصفت منطقة مواصي مدينة رفح جنوب قطاع غزة، ما أدى لاستشهاد 7 مواطنين على الأقل وإصابة 60آخرين بجروح.
وأضافت أن طائرة مسيرة للاحتلال استهدفت منزلا لعائلة الشريف في محيط مدينة أصداء شمال غرب مدينة خان يونس، ما أدى لاستشهاد خمسة مواطنين.
استشهد 17 مواطنا بينهم 9 أطفال أشقاء، وأصيب آخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على مناطق متفرقة من قطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال قصفت منزلا لعائلة النجار في منطقة قيزان النجار جنوب مدينة خان يونس، ما أدى لاستشهاد 9 أطفال أشقاء، وإصابة والدهم بجروح بالغة الخطورة.
وأضافت المصادر ذاتها أن الأطفال التسعة الشهداء هم أبناء طبيبة الأطفال في مستشفى ناصر بخان يونس آلاء النجار.
كما قصفت طائرة مسيرة للاحتلال منزلا لعائلة المدهون بحي الأمل غرب خان يونس، ما أدى لاستشهاد عائلة كاملة من 4 مواطنين (الأب والأم وطفليهما).
وأضافت المصادر ذاتها أن قصفا آخر استهدف منزلا لعائلة جودة في مخيم النصيرات وسط القطاع، ما أدى لاستشهاد مواطنين اثنين وإصابة آخرين.
واستشهد مواطن وأصيب 5 آخرون بينهم طفلة تبلغ من العمر شهرا واحدا، إثر قصف طائرات الاحتلال منزلا لعائلة المجدلاوي في محيط مسجد القسام بالنصيرات.
وقصفت مدفعية الاحتلال مناطق شمال مخيم النصيرات.
“سلاح التجويع” الإسرائيلي يودي بحياة طفل في غزة
توفي طفل في مدينة غزة بسبب سوء التغذية، يوم السبت، ما يرفع عدد ضحايا سوء التغذية في القطاع المحاصر إلى 58.
وأعلنت مصادر طبية في المستشفى الأهلي العربي “المعمداني”، وفاة الطفل محمد مصطفى ياسين (4 سنوات)، جراء سوء التغذية، في ظل الحصار واستمرار سياسة التجويع التي ينتهجها الاحتلال الإسرائيلي في حربه المتواصلة على القطاع.
وذكرت المصادر أن 58 مواطنا توفوا بسبب سوء التغذية، و242 آخرين بسبب نقص الغذاء والدواء، معظمهم من كبار السن والأطفال، خلال 80 يوما من الحصار الإسرائيلي.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي سياسة تجويع ممنهج لنحو 2.4 مليون مواطن في قطاع غزة، عبر إغلاق المعابر بوجه المساعدات المتكدسة على الحدود منذ الثاني من آذار/ مارس الماضي، ما أدخل القطاع مرحلة المجاعة. فيما وسع خلال الأيام الماضية حرب الإبادة في قطاع غزة، معلنا عن عدوان بري في شمال وجنوب القطاع.
والجمعة، قالت 80 دولة في بيان مشترك موجه للأمم المتحدة، إن غزة تواجه “أسوأ أزمة إنسانية” منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، محذرة من أن المدنيين بالقطاع يتعرضون لخطر “المجاعة”.
كما اعتبر المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني، ما يصل من مساعدات إلى قطاع غزة بأنه مجرد “إبرة في كومة قش”، مؤكداً أن قطاع غزة لا يزال يعاني من أزمة إنسانية وإغاثية كارثية.
وأوضح لازاريني، أن أقل ما يحتاجه الفلسطينيون في القطاع “500600 شاحنة يوميًا تُدار من خلال الأمم المتحدة، بما في ذلك الأونروا.
ومنذ مدة، يروّج الاحتلال لتوزيع المساعدات بطريقة تستهدف إفراغ شمال القطاع من سكانه، عبر تحويل مدينة رفح جنوبا، إلى مركز رئيسي لتوزيع الإغاثة، وجلب طالبي المساعدات إليها. إلا أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أكد في تصريحات صحفية الجمعة، عدم مشاركة المنظمة الدولية “في أي مخطط يتعلق بالمساعدات في قطاع غزة يفشل في احترام القانون الدولي ومبادئ الإنسانية والنزاهة والاستقلال والحياد”.
كما أكد لازاريني، أن مخطط الإمداد الإسرائيلي المقترح في غزة لن ينجح.
وقال لازاريني، في منشور أوردته “الأونروا” على صفحتها بموقع فيسبوك، اليوم السبت: “ليس من الممكن لمنظمة إنسانية تحترم حقاً المبادئ الإنسانية الأساسية، أن تلتزم بمثل هذا المخطط”.
وأضاف: “لا أعتقد أن مثل هذا النموذج سينجح، ويبدو أن هذا النموذج قد وُضع أيضاً لدعم هدف عسكري، أكثر من كونه قلقاً إنسانياً حقيقياً”.
وحسب برنامج الأغذية العالمي، فإن نحو مليوني شخص معرضون لخطر الجوع الشديد والمجاعة في حال عدم اتخاذ إجراءات فورية.
ومنذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، يواصل الاحتلال ارتكاب جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة، بما يشمل القتل والتدمير والتجويع والتهجير القسري، متجاهلا كافة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت تلك الإبادة أكثر من 176 ألف مواطن بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.
لازاريني: مخطط الإمداد الإسرائيلي المقترح في غزة لن ينجح
أكد المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني، أن مخطط الإمداد الإسرائيلي المقترح في غزة لن ينجح.
وقال لازاريني، في منشور أوردته “الأونروا” على صفحتها بموقع فيسبوك، يوم السبت: “ليس من الممكن لمنظمة إنسانية تحترم حقاً المبادئ الإنسانية الأساسية، أن تلتزم بمثل هذا المخطط”.
وأضاف: “لا أعتقد أن مثل هذا النموذج سينجح، ويبدو أن هذا النموذج قد وُضع أيضاً لدعم هدف عسكري، أكثر من كونه قلقاً إنسانياً حقيقياً”.
وحسب برنامج الأغذية العالمي، فإن نحو مليوني شخص معرضون لخطر الجوع الشديد والمجاعة في حال عدم اتخاذ إجراءات فورية.
برنامج الغذاء العالمي يوقف توريد الخبز في جنوب ووسط قطاع غزة حتى إشعار آخر
في خطوة تعكس التدهور المأساوي للوضع الإنساني في قطاع غزة، أعلن برنامج الغذاء العالمي يوم السبت عن تعليق إنتاج وتوريد الخبز في جميع المخابز بالمحافظة الوسطى وخان يونس حتى إشعار آخر.
وجاء القرار نتيجة “الظروف الكارثية وشح المواد وانهيار منظومة التوزيع”، بالإضافة إلى الحاجة للحفاظ على سلامة الطواقم والمخابز.
وفي رسالة موجهة إلى الشركاء، أعرب البرنامج عن أسفه العميق لهذا القرار الصعب، مشيدًا بجهود الطواقم وتفانيهم في العمل خلال الأيام الثلاثة الماضية رغم قلة الإمكانيات وشح الموارد.
وأوضح البيان أن تردي الوضع الأمني كان عاملاً حاسماً في اتخاذ هذا الإجراء، بهدف حماية الأرواح والممتلكات. وأعرب برنامج الغذاء العالمي عن أمله في أن تتحسن الأوضاع قريباً ليتسنى استئناف توريد الخبز الذي يُعد شريان حياة أساسياً لسكان القطاع المحاصر.
يُتوقع أن يزيد هذا القرار من تفاقم أزمة الغذاء في غزة، حيث يعتمد آلاف السكان بشكل كبير على المساعدات الإنسانية لتأمين احتياجاتهم الأساسية.
“الدبابير” و”البعوض”: شهادات جديدة تكشف استخدام الاحتلال للفلسطينيين كدروع بشرية
كشفت وكالة “أسوشيتد برس” الأميركية، يوم السبت، عن شهادات لجنود في جيش الاحتلال الإسرائيلي ولمنظمة “كسر الصمت” وأسرى فلسطينيين سابقين أن “قادة في جيش الاحتلال أصدروا أوامر باستخدام فلسطينيين دروعا بشرية، في ممارسة خطيرة أصبحت شائعة خلال الحرب المستمرة على قطاع غزة منذ 20 شهرا”.
ونقلت الوكالة عن جنود قولهم إن “القوات الإسرائيلية تُجبر الفلسطينيين بشكل منهجي على العمل كدروع بشرية في غزة، وتُرسلهم إلى المباني والأنفاق بحثًا عن متفجرات أو مسلحين”، وفق وصفهم.
وأضافوا أن “هذه الممارسة الخطيرة أصبحت شائعة خلال الحرب المستمرة منذ 20 شهرًا”.
وقال جنديان في جيش الاحتلال تحدثا إلى “أسوشيتد برس”، وثالث قدم شهادة لمنظمة “كسر الصمت”، إن “القادة كانوا على دراية باستخدام الفلسطينيين دروعا بشرية وتسامحوا مع ذلك، بل وأصدر بعضهم أوامر بذلك”.
وأشار البعض إلى أن استخدام الفلسطينيين دروعا بشرية كان يُشار إليه باسم “بروتوكول البعوض”، وإن الفلسطينيين كانوا يُطلق عليهم أيضًا اسم “الدبابير” وغيرها من المصطلحات اللاإنسانية.
وبهذا الخصوص، قال ضابط في جيش الاحتلال، طلب عدم الكشف عن هويته: “غالبًا ما كانت الأوامر تأتي من الأعلى، وفي بعض الأحيان كان كل فصيل عسكري تقريبًا يستخدم فلسطينيًا لتطهير المواقع”.
بدوره، قال ناداف فايمان، المدير التنفيذي لمنظمة “كسر الصمت”، التي جمعت شهادات حول هذه الممارسة من داخل جيش الاحتلال: “هذه ليست روايات معزولة، إنها تُشير إلى فشل منهجي وانهيار أخلاقي مُريع”.
كما تحدثت الوكالة الأميركية مع 7 مواطنين تحدثوا عن استخدامهم كدروع بشرية في قطاع غزة والضفة الغربية.
وقال الشاب أيمن أبو حمدان (36 عامًا) إن قوات الاحتلال أجبرته، مرتديًا زيًا عسكريًا وكاميرا مثبتة على جبهته، على دخول منازل في قطاع غزة للتأكد من خلوها من القنابل والمسلحين، وعندما تنتهي إحدى الوحدات منه، ينقل إلى التالية.
وفي معرض وصفه لفترة احتجازه لمدة أسبوعين ونصف، الصيف الماضي، لدى جيش الاحتلال في شمال غزة: قال أبو حمدان: “ضربوني وقالوا لي: ليس لديك خيار آخر، افعل هذا وإلا قتلناك”.
ولفت أبو حمدان أنه احتُجز في آب/ أغسطس الماضي بعد فصله عن عائلته، وأخبره جنود الاحتلال أنه سيساعد في “مهمة خاصة”.
وأوضح أنه “أُجبر، لمدة 17 يومًا، على تفتيش المنازل وتفتيش كل حفرة في الأرض بحثًا عن أنفاق، فيما يقف الجنود خلفه، وبمجرد اتضاح الأمور، يدخلون المباني لتدميرها أو تخريبها”.
وسلط الضوء على أن “المرات الوحيدة التي كان فيها غير مقيد أو معصوب العينين كانت عندما استخدمه الجنود الإسرائيليون درعا بشريا”.
وشدد أنه كان يقضي كل ليلة مقيدًا في غرفة مظلمة، ليستيقظ ويجبر على تكرار العملية.
أما الشاب مسعود أبو سعيد (36 عامًا)، فقال إن قوات الاحتلال استخدمته درعا لمدة أسبوعين في آذار/ مارس 2024 في مدينة خان يونس جنوبي القطاع.
ونقلا عما قاله لجندي في جيش الاحتلال آنذاك، قال أبو سعيد: “هذا أمرٌ بالغ الخطورة، ولديّ أطفال وأريد العودة إليهم”.
وأكد أنه أُجبر على دخول منازل ومبانٍ ومستشفى، مضيفا أنه كان يرتدي سترة الإسعافات الأولية لسهولة التعرف عليه، ويحمل هاتفًا ومطرقة وقواطع سلاسل.
وخلال إحدى العمليات، التقى أبو سعيد بأخيه، الذي استخدمته وحدة إسرائيلية أخرى كدرع، وتعانقا، قائلا: “ظننتُ أن جيش الاحتلال قد أعدمه”.
وبشأن استخدامها درعا بشريا، قالت المواطنة هزار إستيتي إن جنود الاحتلال اعتقلوها من مخيم جنين للاجئين في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، وأجبروها على تصوير عدة شقق قبل أن يقوموا باقتحامها.
ولفتت أنها توسلت للعودة إلى ابنها البالغ من العمر 21 شهرًا، لكن جنود الاحتلال لم يستمعوا. وتابعت: “كنتُ خائفةً جدًا من أن يقتلوني، وأن لا أرى ابني مرةً أخرى”.
كما أفاد شهود فلسطينيون آخرون بأنهم استُخدموا كدروع في الضفة الغربية.
وتدق جماعات حقوق الإنسان ناقوس الخطر بالقول إن “هذه الممارسة المحظورة بموجب القانون الدولي أصبحت إجراءً اعتياديًا يُستخدم بشكل متزايد في الحرب”.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ارتكاب جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة، خلّفت أكثر من 176 ألف بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.
“اليونيسف”: الكوادر الطبية في غزة تعمل تحت ضغط شديد ونقص حاد بالأدوية
إذا تركت غزة في هذا الوضع فنحن نواجه كارثة إنسانية لن تمحى آثارها لعقود
أكد المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) كاظم أبو خلف يوم السبت، أن الكوادر الطبية في قطاع غزة تعمل تحت ضغط شديد، في ظل نقص حاد بالأدوية والمستلزمات الطبية، إضافة الى انقطاع الكهرباء وشح الوقود اللازم لتشغيل الأجهزة والمعدات الطبية في المستشفيات.
وبحسب الموقع الرسمي للمنظمة، قال متحدث أبو خلف إن الأمم المتحدة لا تطالب بالمستحيل في قطاع غزة، بل تطلب فقط تطبيق القانون الدولي، الذي يكفل للمدنيين الحق في العلاج والحياة والتنقل، مضيفا: “إذا تركت غزة في هذا الوضع، فإننا نواجه كارثة إنسانية لن تمحى آثارها لعقود”.
وأشار إلى أن هناك حالات إنسانية حرجة من الأطفال والنساء وكبار السن تموت يوميا بسبب عدم القدرة على تلقى الرعاية الطبية المناسبة، موضحا أن الوضع لا يمكن إصلاحه بالمساعدات فقط، وإنما يتطلب خطة شاملة لإعادة بناء الاقتصاد وتشغيل وفتح المعابر بشكل مستقر يسمح بدخول البضائع والوقود والمستلزمات الطبية.
وأضاف أبو خلف أن المنظومة الصحية في قطاع غزة تعرضت لانهيار شبه كامل جراء القصف الإسرائيلي المتواصل والحصار، مشيرا إلى أن عدد المستشفيات التي كانت تعمل قبل الحرب في القطاع 36 مستشفى، إلا أن هذا الرقم انخفض إلى نحو 18 مستشفى فقط، معظمها يعمل بقدرة تشغيلية جزئية لا تتجاوز 50% من طاقتها وأن أكثر من 10500 جريح فلسطيني يحتاجون إلى الخروج من قطاع غزة لتلقي العلاج العاجل في الخارج، لكن معدل إخراج الحالات لا يزيد على حالتين فقط يوميا.
وتابع أنه “إذا استمر الحال على هذا الوضع فنحن بحاجة إلى أكثر من 13 عاما لإتمام خروج جميع المصابين للعلاج”.