“معاداة السامية”: من المفهوم العرقي إلى السلاح السياسي

أمد/ برز مصطلح “معاداة السامية” في الخطاب السياسي والثقافي الحديث كأحد أكثر المصطلحات إثارة للجدل، ليس بسبب معناه الحرفي فقط، وإنما لما يحمله من دلالات أيديولوجية وتاريخية، وظّفتها الحركة الصهيونية في سياقات متعددة لحماية مشروعها الاستعماري في فلسطين، وتشويه صورة من يقف ضده ورغم أن العرب هم جزء أصيل من الشعوب السامية، فقد حُصر هذا المفهوم على اليهود وحدهم، بينما وُظف ضد العرب والمسلمين تحديدًا، لتبرير تهجير اليهود العرب إلى فلسطين، ولإسكات كل نقد موجه لسياسات إسرائيل باعتباره “عنصرية ضد اليهود”.
وفي هذا السياق، فإن فهم المعنى الحقيقي للمصطلح، وظروف نشأته، ومسارات تطوره، وتناقضاته المفاهيمية يُعد أمرًا ضروريًا لفهم الخطاب السياسي الغربي الحديث، خصوصًا في علاقته بالصهيونية والقضية الفلسطينية.
مفهوم معاداة السامية: الجذور الاصطلاحية والتاريخية
مصطلح “السامية” في أصله مصطلح توراتي يُشير إلى سلالة “سام بن نوح عليه السلام”، وقد استخدم لتصنيف الشعوب في الشرق الأدنى القديم. وتشمل الشعوب السامية لغويًا العرب واليهود والآراميين وغيرهم. لكن الاستخدام المعاصر للمصطلح، وخاصة في عبارة “معاداة السامية” خرج تمامًا عن هذا السياق.
ظهر المصطلح لأول مرة في أوروبا عام 1879 على يد الصحفي الألماني فيلهلم مار، الذي استخدمه لوصف ما اعتبره حركة معادية لليهود من منطلق “عرقي” وليس ديني. كان مار يرى أن اليهود يشكلون خطرًا على نقاء العرق الآري الألماني، وليس مجرد مجموعة دينية مختلفة. وهنا بدأت معاداة اليهود تأخذ طابعًا عنصريًا بيولوجيًا، وهو ما عبرت عنه لاحقا النازية بوضوح.
ومنذ ذلك الحين، ارتبط المصطلح في الوعي الغربي بـ العداء ضد اليهود فقط، رغم أن التسمية تشمل جميع الشعوب السامية، ومنها العرب. وبذلك، اختُزل المصطلح ليخدم أغراضًا سياسية وثقافية تتجاوز دلالته اللغوية والتاريخية وهذا ما دأبت عليه المجموعات اليهودية المترامية في البلدان وما تحاول دائما إسرائيل جعله جزء من الدفاع عن نفسها عندما ينتقدها أحد خاصة انها تمارس على الدوام أبشع الممارسات ضد الشعب الفلسطيني ودائما ما تستخدم هذا المصطلح عند توجيه أي لوم الى إسرائيل.
معاداة السامية كظاهرة أوروبية
من الضروري التأكيد على أن معاداة اليهود لم تكن ظاهرة عالمية، بل كانت أوروبية بامتياز. تقول الاحداث التاريخية التي يرويها اليهود ما يلي : عانى اليهود في أوروبا وخصوصًا في ألمانيا وروسيا وفرنسا من الاضطهاد، الطرد، مثل “القتل الطقوسي”، والسيطرة على الاقتصاد، ونشر الأوبئة. وفي العصور الوسطى، أجبروا على العيش في “غيتوهات” مغلقة، ومنعوا من ممارسة بعض المهن، بل وحرّقت كتبهم في محاكم التفتيش. هكذا كانوا يصورون التاريخ في أوروبا.
ويجب ان نضع هنا ملاحظتين الأولى ان هذا التاريخ هو ما تحاول إسرائيل تثبيته كحقيقة لا جدال فيها والثانية هي ان المجموعات اليهودية في أوروبا فعليا كانت تمارس كل ما من شأنه ان يجعلهم منبوذين خاصة ان ممارساتهم دائما ما كانت غير أخلاقية.
لكن المثير للتأمل أن هذه الممارسات لم تحدث في المجتمعات الإسلامية. بل على العكس، شكلت الحضارة الإسلامية، في الأندلس وبغداد والقاهرة وغيرها، ملاذًا آمنًا لليهود الهاربين من الاضطهاد الأوروبي. وشارك اليهود في الحياة الاقتصادية والثقافية في الدولة الإسلامية، واعتُبروا “أهل ذمة” يتمتعون بالحماية القانونية مقابل جزية رمزية. ولهذا، يُجمع كثير من المؤرخين اليهود أنفسهم على أن العصر الذهبي لليهود كان في ظل الحضارة العربية الإسلامية. ويجب ان نذكر ان الجزية كانت رمزية لأنهم غير مطالبين بالحرب في جيش الدولة الإسلامية التي تدافع عن مواطنيها بما فيها أصحاب الديانات الأخرى.
التوظيف الصهيوني لمفهوم معاداة السامية
في أواخر القرن التاسع عشر، ومع صعود الحركة الصهيونية بقيادة مفكرين مثل ليو بنسكر وثيودور هرتزل، تم استغلال ظاهرة “معاداة السامية” في أوروبا لبناء فكرة الدولة اليهودية.
يقول بنسكر: ان العداء مرض مزمن، اعتبر بنسكر أن معاداة السامية ليست ناتجة عن أسباب سياسية أو اقتصادية، بل هي عقدة نفسية أوروبية مزمنة تجاه اليهود. ورأى أن اليهود في نظر الأوروبيين مثل “أشباح” يعيشون في مجتمعات لا ينتمون إليها. وبالتالي، فإن الحل يكمن في فصل اليهود عن هذه المجتمعات، عبر إنشاء كيان سياسي خاص بهم. وهنا يمكن الحديث عن ان فكرة البحث قد بدأت عن مكان ما يبتعد فيه اليهود عن تلك المجتمعات التي كما يقولون كانت تنبذهم.
هرتزل: الصهيونية كحل لمشكلة أوروبا
أما هرتزل مؤسس الصهيونية ، فقد رأى أن اليهود عنصر مرفوض في أوروبا، وأن أوروبا لن تتقبلهم يومًا، مهما بلغوا من الاندماج. لذلك، قدّم الصهيونية على أنها ليست فقط “خلاصًا لليهود”، بل خلاصًا لأوروبا أيضًا، التي يمكنها التخلص من اليهود بـ”أمان” عبر إرسالهم إلى وطن قومي.
والأهم من ذلك، أن هرتزل استخدم معاداة السامية كأداة ضغط على الحكومات الأوروبية، فصوّر اليهود كعنصر مسبب للفوضى والاضطرابات الاجتماعية، وشجّع الحكومات على دعم مشروعه لتفريغ مجتمعاتها من “الخطر اليهودي” بطريقة منظمة.
السامية من التوظيف الأوروبي إلى الاستغلال الإسرائيلي
بعد قيام دولة إسرائيل على أرض فلسطين السليبة عام 1948، استمر استغلال مفهوم معاداة السامية ليأخذ شكلاً أكثر تنظيمًا واحترافية فقامت هذه الجوقة في إسرائيل بالتالي:
1. تشريع القوانين في أوروبا التي تجرّم إنكار الهولوكوست أو انتقاد إسرائيل.
2. إلصاق تهمة معاداة السامية بكل من يعارض السياسات الإسرائيلية، حتى لو كان من داخل المجتمع اليهودي نفسه.
3. استهداف العرب والمسلمين باعتبارهم “معادين للسامية” رغم انتمائهم أصلاً للساميين.
وروجت إسرائيل لرواية تقول إن العرب ارتكبوا “مجازر بحق اليهود”، وحرضت اليهود العرب على الهجرة الجماعية من أوطانهم التاريخية إلى فلسطين، مدعية أن المجتمعات العربية “لا تتسع لليهود”.
وهنا لا بد من التذكير بأن إسرائيل نجحت في بناء قواعد للوبي الصهيوني في أوروبا تؤثر في القرارات السياسية والسياسيين بل وتؤثر على بقائهم في مناصبهم فبأموال المؤسسات الصهيونية تدعم حملات انتخابية وتحرم على الاخر وطالما انت متبني لروايات إسرائيل فأنت في حصانة اما ان اعترضت على أي تصرف فالتهمة جاهزة انت معادي للسامية.
العرب ومعاداة السامية:
لا يمكن ان يكون العرب معادون لأنفسهم لأنهم هم الساميون الاصليون والحقيقيون وهم أبناء سام دون أي نزاع وبالتالي لا قيمة على الاطلاق لمثل هذه الاتهامات وان الحقيقة المطلقة تقول بأن من يدعون انهم ساميون ليسوا أكثر من مجموعات فقدت عرقها أصلا وفقدت انتمائها الى سام ان كان قد بقي منهم أحد وخاصة بعد تشردهم وانتشارهم في أوروبا واختلاط اجناسهم وتحول الكثيرون منهم الى المسيحية.
والحقيقة تقول لقد وفرت المجتمعات الإسلامية لليهود ظروفًا من التسامح لا مثيل لها في أوروبا. حتى عندما حصلت خلافات سياسية أو دينية، لم تكن مبررًا لعمليات إبادة أو اضطهاد منظم كما حصل في أوروبا.
ثم أن الموقف العربي من الصهيونية ليس عرقيًا أو دينيًا، بل سياسي وحقوقي. فإنكار الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين والمجازر المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني هو موقف إنساني وأخلاقي، لا علاقة له بأي نوع من الكراهية العرقية أو الدينية. ورفض المذابح التي تمارسها إسرائيل علنا وعلى الهواء مباشرة في الكثير من الأحيان الممارسة ضد أبناء شعبنا ليست لها علاقة بمعاداة السامية انما لها علاقة برفض الإرهاب والتطرف والقتل والمجازر والنازية.
معاداة السامية: من المفهوم إلى الأيديولوجيا
تحولت معاداة السامية من مفهوم يصف ظاهرة اجتماعية معينة إلى أيديولوجيا صهيونية تُستخدم لإسكات المعارضين وفرض الهيمنة الأخلاقية على العالم.
فأصبح التاريخ يُكتب وكأنه “تاريخ الكراهية لليهود”، وتم تصوير كل الشعوب كأعداء لـ”شعب الله المختار”، وأُعيد تأويل التاريخ القديم برمّته من خلال هذه العدسة، في محاولة لإعطاء الصهيونية بعدًا تاريخيًا وأخلاقيًا.
في مقال سابق كنت قد تحدث عن تاريخ المصطلح ودعوني أدمج ما سبق بما قمت بسرده لعل الأمور تصبح أكثر وضوحا للقارئ مع بيان مجموعة من الأمثلة التي دفع ثمنها الكثيرون نتيجة مواقفهم ضد اليهود لمجرد اعتراضهم على سلوكيات ما.
شهد التاريخ الحديث العديد من الاتهامات “بمعاداة السامية” التي وُجهت إلى مفكرين، رؤساء، وفنانين فقط لأنهم انتقدوا ممارسات الاحتلال الإسرائيلي أو كشفوا حقائق تاريخية. إليك بعض الأمثلة:
• في عام 2017، وُجهت انتقادات لفندق سويسري بعد أن وضع لافتة تطلب من النزلاء اليهود الاستحمام قبل دخول المسبح!
• الرئيس الماليزي السابق “مهاتير محمد” اُتهم بالعداء للسامية لمجرد حديثه عن الجرائم الصهيونية ضد الشعوب.
• المفكر الفرنسي “روجيه جارودي” دخل دوامة محاكم لا تنتهي بعد أن نشر كتابه الشهير “الأساطير المؤسسة لدولة إسرائيل” عام 1998، والذي شكك فيه بالمبالغات حول الهولوكوست.
• حتى “مايكل جاكسون”، اتُهم بمعاداة السامية بسبب تسجيل صوتي نُسب إليه، مما تسبب له بملاحقة مستمرة في آخر أيامه.
الحقيقة أن كل من ينتقد الكيان الصهيوني يوصم بأنه “معادٍ للسامية”، بينما الحقيقة التاريخية واللغوية والدينية تثبت العكس تمامًا!
ويجب ان يعي القارئ ان السامية ليست ديانة ولا مذهب ولا شريعة ولا حكر على أحد بل هي لغة او مجموعة لغات تشمل العربية والعبرية والآرامية والامهرية وغيرها من اللغات.
وإذا نظرنا إلى الأصل اللغوي والتاريخي، سنجد أن أبناء الجزيرة العربية من اليمن إلى الشام وأثيوبيا هم الساميون الحقيقيون. وبالتالي، فالعرب عمومًا، والفلسطينيون خصوصًا، هم امتداد مباشر للشعوب السامية.
قصة نوح وأبناؤه: من أين بدأ الخلط؟
حسب الكتب السماوية، نوح عليه السلام كان له ثلاثة أبناء:
1. سام أب الشعوب السامية.
2. حام أب الشعوب الإفريقية.
3. يافث أب الشعوب الأوروبية والآسيوية.
وحتى نقرب المسألة أكثر فيجب ان يتم التدقيق في اسم كنعان وكيف استخدمت الصهيونية هذا الاسم بشكل غريب فالمجموعة الصهيونية تعرف تماما ان الاصل في فلسطين للكنعانيين وبالتالي كان لابد من الصاق تهمة ما بهم فكيف حدث هذا وكيف تم استغلال اسم كنعان بصورة سلبية؟
نلاحظ ان ابناء سام كما بينا هم سام وحام ويافث فمن هو كنعان وكيف زج في القصة الاسرائيلية أما “كنعان” فهو من غرق في البحر ولم يصعد الى سفينة ابيه نوح عليه السلام فهو الابن الكافر لنوح، ولا علاقة له بالكنعانيين الساميين الذين عاشوا في فلسطين على الاطلاق إذا هو مجرد ابن فقط رفض دعوة ابيه فنال جزائه.
الان ما علاقة اليهود بالسامية؟ لا علاقة لهم على الاطلاق لا من قريب ولا من بعيد فهؤلاء باختصار هم يهود الخزر فقط الذين دان ملكهم باليهودية ولهذا قصة تقول: في عام 170 هجرياً 800 قبل الميلاد وفي ظل الدولة العباسية تهود ملك الخزر فكيف تهود هذا الملك؟
يقول ملك الخزر أن حلماً راوده على شكل هاتف يقول له: (ان نيتك سليمة ولكن أفعالك غير سليمة). فسر له المفسرون هذا الحلم على أنه لا بد من اتباع دين جديد غير الذي هو عليه الآن، وذكروا له المسيحية واليهودية والإسلام، فأمر أن يأتوه بزعيم كل طائفة ليسمع منهم، إلا أنه لم يقتنع بما قاله زعيم الطائفة المسيحية، واستمع إلى اليهود الذين قاموا بقتل زعيم الطائفة الإسلامية الذي كان في طريقه إلى ملك الخزر، فلما تأخر عليه أعلن ملك الخزر عن تهوده.
هنا أصبح الكيان السياسي للخزر كيان يهودي، ولكن الشعب لم يتم تهويده بالكامل فلقد كان فيه مسلمين ومسيحيين.
عندما سقطت دولة الخزر تشرد أولئك اليهود في أوروبا الغربية وضاعت انسابهم وفق علماء الانساب مع التذكير بان من تشرد من دولة الخزر هم بالأساس لا علاقة لهم بشريعة موسى ولاهم من اتباع يعقوب. وبهذا وحسب ادعاء اليهود القائم على العرق يمكن القول بان العرق
قد اختفى وذاب.
الآن كيف استخدم هؤلاء لفظ سام في التوراة وكيف حاول اليهود توظيف اللفظ لخدمتهم؟
تقول التوراة في سِفر التكوين أن نوح عليه السلام دخل غرفته وتعرى وشرب الخمر فلم يعد في وعيه، فلما رأى حام ما كان من أبيه أخبر أخويه سام ويافث، وتقول التوراة بأنهم ( سام ويافث ) ألقوا عليه رداء، فلما قام وعلم بما جرى قال (ملعون كنعان عبداً ذليلاً يكون لإخوانه). الان يمكن للقارئ ان يقول من اين جاء اسم كنعان؟ كيف وظف في هذه الآيات في التوراة ولماذا؟
نوضح هنا أن هناك شخص اسمه عزرا، ويعتبر عزرا الكاتب للتوراة والمفسر لها لأنهم فقدوا التوراة بعد السبي، فجاء عزرا الذي سماه اليهود الناسخ او موسى الثاني فجمع من هنا وهناك وكتب ما يريد بالطريقة التي يريد وفسر بطريقته ما لا يجوز.
من كان على هذه الأرض؟ سؤال قبل الاسترسال الذي كان هم اليبوسيون، وهم جزء أصيل من الكنعانيين وبما أن حام ليس من الساميين أهل المنطقة، فقد استخدم عزرا اسم كنعان وزجه في الرواية، وكأن الرواية حسب تعبيرهم تريد أن تقول أن أهل كنعان هم خدم لسام ويافت، ولكن هذا الاسم يجب أن ننتبه إلى أنه مقسم لقسمين: الأول كنعان الابن الذي مات في الغرق ورفض الخروج مع أبيه إلى السفينة ووصفه الله تعالى في القران في خطابه لنوح ( انه ليس من اهلك )، و الاسم الثاني هو صفة المتواجدين على الأرض من الساميين الأصليين الذي حاول عزرا نسج خرافته ليقول ان هذه الأرض حقاً لنا بناء على اللعنة التي ساقها في روايته .
الخلاصة لا علاقة لكنعان هذا بكنعان ذاك والزج باسم كنعان هو لاستخدام خاص بتلك الفئة الكاذبة.
وهناك آية أخرى تقول ( أن الكنعانيين هم كلاب بني إسرائيل ) ونسبوا هذا القول لسيدنا عيسى عليه السلام، وهنا يتبين لنا حجم التزوير والتدليس وطريقة عزرا كاتب التوراة التي يحاول من خلالها اثبات شيء خاص لهم مفادها ان الكنعانيون إما خدم أو ملعونين، محاولاً بكل قوته سلخهم عن نوح وإلصاقهم بذلك الابن الرابع الذي رفض الصعود على متن السفينة، وكلنا يعلم كما قلنا أن أبو البشرية الثاني هو نوح وأنه أصلاً لا وجود لنسل كنعان الابن الذي غرق وان النسل قد بدأ من عند الناجين من أبناء نوح وهم سام وحام ويافت فقط، وأن الكنعانيين واليبوسيين هم ساميون بامتياز.
في عام 1890 تقريباً _وعندما اكتشف العالم المسيحي في أوروبا خبايا التلمود وخرافات التوراة، وكيف أن هؤلاء يحتقرون عيسى عليه السلام ويصفون الكل بأنهم خدم لهم_ أسس المسيحيون جمعية اسمها ( معاداة السامية ) قاصدين فيها اليهود دون علمهم بتاريخ مصطلح السامية، حيث نجح اليهود في احتكار اسم السامية في حينه حتى الان مع الأسف الشديد.
انتشرت هذه المؤسسات التي تنادي بمعاداة اليهود عام 1970 ، حيث كتب يهودي صحفي كتاب اسمه انتصار اليهودية على الألمانية، وذكر فيه كيف أن العالم الغربي المسيحي بدأ يعاديهم كساميين . فلقد نجح اليهود في سرقة الاسم لنقل محاربة أوروبا لليهود من الحرب على مجموعة أساءت لأوروبا إلى حرب على الأعراق وقد نجح ذلك في ظل صراع الأعراق في حينه مثل الالمان والايطاليين.
ومن الجدير بالذكر هنا أن قانون تعقب معاداة السامية لعام 2004، هو قانون أمريكي نجح اليهود في جعله قراراً عالمياً، الأمر الذي جعل أوروبا ترتجف منه، وفي عام 2001 نجحت إسرائيل في عمل منتدى دولي لمحاربة معاداة السامية وملاحقة كل من يتحدث عن اليهود، ويراد لهذا المنتدى أن يكون عالمياً، وأن يكون أعضاء المنتدى هم من غير اليهود.
وبناء على قانون 2004 الأمريكي الذي ينادي بتعقب من يحارب السامية، فأنني و من مقامي هذا أطالب الولايات المتحدة الامريكية بتعقب كل إسرائيلي لأنه يحارب الفلسطيني السامي، ولأن الساميون الأصليون هم نحن الفلسطينيون الذين يتعرضون لمذابح يومية وإجرام يومي.