البطالة تقذف بشباب زاكورة إلى “غياهب الهجرة” وسط مطالب ببدائل تضمن الاستقرار

في صرخة ألم، لخص ياسين، شاب من منطقة أكدز بإقليم زاكورة، مرارة الواقع اليومي لشباب المنطقة بكلمات تنم عن معاناة مستمرة، قائلا بلهجة أهل المنطقة: “البلاد هي البلاد”، وأردف بحسرة:”ما زلنا نعاني ونجترّ آلامنا، التي تتفاقم مع غياب أي انتعاش اقتصادي قادر على خلق فرص شغل لأبناء المنطقة.”
ياسين، الحاصل على شهادة الإجازة في علم الاجتماع، وجد نفسه اليوم مضطرا، لا مخيرا، على مغادرة “الدوار”، وترك والدته وحيدة في مجتمع ما زال يعتمد على نموذج الأسرة الممتدة، وذلك بحثا عن دخل قارّ ومستوى معيشي أفضل. ويواصل حديثه بنبرة يغلب عليها اليأس: “يا ودي غير يبان لينا غرام ديال الأمل، والله يا سيدي لا خوّينا البلاد!”
يعكس تصريح ياسين حالة التذمر والقلق التي يعيشها شباب المنطقة، في ظل غياب برامج اقتصادية ملموسة، رغم النقاشات المتكررة حول مشاريع واستراتيجيات يُفترض أنها تهدف إلى خلق فرص حقيقية للشغل والتقليل من معاناة الساكنة.
في هذا الإطار، صرّح علي الرشاكي، عضو المكتب الوطني للجمعية المغربية لتربية الشبيبة وفاعل في مجال الطفولة والشباب، بأن “الإشكالية معقدة وعميقة، وتستوجب تدخلا عاجلا لوقف نزيف الهجرة وتحسين الأوضاع المعيشية، خاصة بعد تضرر قطاع النخيل، الذي يُعد المصدر الأساسي للدخل في المنطقة، بفعل الجفاف والحرائق والأمراض التي أصابت واحات درعة بأكملها.”
وأكد الرشاكي في حديث مع جريدة “العمق”، أن الوقت قد حان لتفعيل سياسات عمومية واقعية وفعالة، تستهدف فئة الشباب، وتوفر بدائل اقتصادية حقيقية تضمن استقرار الساكنة النشيطة وكرامة العيش.
بدوره، أوضح ياسين يوسف، وهو فاعل سياسي بالمنطقة وعضو بجماعة زاكورة، أن الوضع أضحى “مزريا للغاية”، كما تؤكده الأرقام المسجلة في الإحصاء الأخير للسكان، والذي كشف عن تراجع ملحوظ في عدد الساكنة مقارنة بالإحصاء السابق، في مؤشر واضح على استمرار الهجرة من الإقليم نحو المدن الكبرى، أو ما يُعرف محليا بـ”الغرب”، بحثًا عن ظروف عيش أفضل.
وأضاف المتحدث أن “التغوّل الثلاثي لأحزاب الأغلبية، سواء على مستوى المؤسسة التشريعية أو على صعيد المجالس الجهوية والإقليمية، أثّر سلبا على أداء المجلس الجماعي بزاكورة، حيث اكتفت الأغلبية، حسب قوله دائما بإطلاق وعود فضفاضة دون العمل على تنفيذها أو إشراك جميع مكونات المجلس من أغلبية ومعارضة في بلورتها.”
وأبرز أن “درعة تافيلالت منطقة ولّادة، وتزخر بأطر متمرسة تتبوأ مناصب المسؤولية في مراكز القرار بمختلف المدن الكبرى في المملكة، ما يستوجب إشراك هذه الكفاءات في وضع خريطة طريق لتنزيل مشاريع اقتصادية تنموية حقيقية، تساهم في خلق مناصب شغل وتحدّ من نزيف الهجرة نحو المدن.”
المصدر: العمق المغربي