“عائشة”.. فيلم مغربي يستنجد بطقوس كناوية للتخلص من تبعات جحيم الاغتصاب

عُرض الفيلم المغربي القصير “عائشة” ضمن فعاليات مهرجان كراكوف السينمائي في بولندا، وذلك في أول مشاركة وعرض عالمي له.
وقدم فيلم “عائشة” على مدار 25 دقيقة، تجربة بصرية وروحية غير مسبوقة في السينما المغربية، حيث اختارت مخرجته سناء العلوي استخدام وسائط متعددة لرواية حكاية أم ثكلى تواجه فقدان ابنتها من خلال انخراطها في طقس كناوي حقيقي.
ويتناول العمل قصة شابة مراهقة تعاني من علاقة فاترة مع والدتها، ما يدفع الأخيرة إلى الاستنجاد بطقس صوفي كناوي بحثا عن الحل واستعادة الرابط المفقود بينها وبين ابنتها.
ويسلط “عائشة” الضوء على مواضيع اجتماعية تعد من طابوهات المجتمع المغربي منها الاغتصاب، حيث يستعرض عالم الفتاة التي تعرضت للاعتداء الجنسي، من خلال تسلسل “أنيميشن” تم إنجازه بشراكة مع المخرجين العالميين البولندي “توميك بوباكول” والياباني “كاسومي أوزيكي”، اللذان أشرفا على التصوير في المغرب والمشاركة في خلق لحظات بصرية تجسد الصدمة النفسية.
وفي هذا الصدد قالت المخرجة سناء العلوي، إن “عائشة” هو رحلة بين الواقع والتخييل، بين الألم والبعث من جديد، بين الصورة والصوت والروح، مشيرة إلى أنه بحث بصري عن الشفاء، عن معنى الوجود حين ينهار كل شيء”، وفق تعبيرها.
وأضافت العلوي في تصريح لـ”العمق”، أنها لم تكن تبحث عن الغموض الفني، بل عن الشكل الذي يليق بالمحتوى، “لأن الاغتصاب يدمّر إحساسنا بالزمن والمكان، ويُعيد تشكيل هوياتنا، حيث يصبح الزمن لا يسير بخط مستقيم، وهذا ما حاولت تجسيده في البناء غير الخطي للفيلم”، تقول المخرجة.
وتابعت ذات المتحدثة، أن استخدام كاميرا “سوبر 8″، كان تحديا لوجستيا وفنيا كبيرًا، حيث اضطر الطاقم لجلبها من أوروبا، وتفادي مسح الفيلم في المطارات، ثم إرساله لاحقًا إلى بولندا لتحميضه نظرًا لغياب مختبرات متخصصة في المغرب.
وأشارت سناء العلوي، إلى أن فيلم “عائشة إنتاج مستقل، يعتبر من بين أغلى الأفلام القصيرة في المغرب، إذ تجاوزت ميزانيته 60 ألف دولار (55 مليون سنتيم). وتولّت شركة “Mad Solutions”، التي تعد إحدى أبرز شركات التوزيع في المنطقة، مهمة توزيعه عالميًا.
وعبرت المخرجة المغربية عن سعادتها باختيار “عائشة” للمشاركة في مهرجان “ديربان الدولي” بجنوب إفريقيا، الذي يُعد من المهرجانات المؤهلة للأوسكار، ما يمنح الفيلم فرصة الترشح لجائزة الأوسكار لعام 2026 في حال حصوله على إحدى الجوائز الرسمية.
يشار إلى أن سناء العلوي، مخرجة وكاتبة سيناريو مغربية، خريجة جامعة إيتفوش لوراند في بودابست، حصل بحثها حول فن اللقطة الطويلة في اللغة السينمائية على جائزة أفضل أطروحة في السنة حيث تناولت تطور السينما المغربية من الحقبة الاستعمارية إلى الحاضر.
قدّمت العلوي أولى تجاربها الإخراجية من خلال فيلم “إيكاروس”، وهو فيلم وثائقي مجري قصير نال استحساناً واسعاً، حيث حصد جائزة البرونز لأفضل فيلم وثائقي قصير ضمن الدورة الرابعة من مهرجان كوين بالم السينمائي الدولي في كاليفورنيا، وجائزة أفضل فيلم وثائقي قصير في المهرجان الدولي لفيلم واد نون، والجائزة الكبرى لأفضل فيلم قصير في المهرجان الوطني لسينما الهامش بجرسيف، بالإضافة إلى جائزة لجنة التحكيم لأفضل فيلم قصير في المهرجان الدولي للفيلم بالدار البيضاء.
المصدر: العمق المغربي