اخر الاخبار

اللاجئون العرب: ثمن الصراع وغياب العدالة الدولية

أمد/ في خيام الشتات، وتحت سماء الغربة، وفي طوابير الانتظار الطويلة على حدود لا ترحم، يعيش ملايين العرب كلاجئين، بعضهم منذ سنوات، وآخرون منذ عقود. مأساة اللجوء العربي لم تعد أزمة مؤقتة، بل تحوّلت إلى واقع مألوف، يكشف عن حجم المأساة التي تعيشها المنطقة، ويعرّي عجز العالم عن وقف نزيف المعاناة.

اللاجئون العرب ليسوا مجرد أرقام في تقارير الأمم المتحدة. هم أطفال لم يعرفوا معنى الوطن، ونساء يربين أبناءهن على الذكرى لا على الأرض، وشيوخ فقدوا أعمارهم في المنافي، ورجالٌ يحملون الغضب والقهر بدل الأمل. فلسطين، سوريا، العراق، اليمن، السودان… تتعدد الأسباب، وتبقى النتيجة واحدة: شعوب مشردة، وكرامة ممتهنة، وحقوق ضائعة.

الصراعات التي تسببت في نزوح الملايين، ليست دائمًا حروبًا أهلية داخلية، بل كثيرًا ما كانت نتيجة تدخلات خارجية، وحسابات دولية لا تعبأ بالإنسان العربي. لكن الأسوأ من الحرب، هو ما بعد الحرب: غياب العدالة الدولية، وصمت المجتمع الدولي، وازدواجية المعايير التي تبرر قصف المدنيين في منطقة، وتندد به في أخرى.

أين العدالة حين يُمنح اللاجئ الأوروبي كل التعاطف والتسهيلات، بينما يُترك اللاجئ العربي ليموت في البحر أو ينام على الأرصفة؟

أين الإنسانية حين يُحاصر اللاجئون في المخيمات لسنوات، دون تعليمٍ كافٍ، أو علاجٍ مناسب، أو أملٍ حقيقي بالعودة أو الاندماج؟

بل أين السيادة والكرامة حين تُصبح بعض الدول العربية نفسها عاجزة عن حماية أبنائها، أو تستقبلهم بشروطٍ لا تليق بأخوة الدم والتاريخ؟

اللجوء العربي ليس قدرًا، بل نتيجة مباشرة للظلم، والفساد، والتآمر، والخذلان المتكرر من داخل المنطقة وخارجها.

وحتى تُحلّ جذور الأزمات، يجب أن يُنظر للاجئين لا كعبء، بل كقضية عادلة تستحق الدعم والإنصاف.

يبقى الأمل في وعي الشعوب، وفي الأصوات التي لا تنسى المظلومين، وفي محاولات بناء مستقبل يليق بهؤلاء الذين دفعوا ثمن صراعات لم يختاروها، وخيبات لم يصنعوها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *