من الأحياء إلى الأضواء.. “يعقوب المنصور” يكتب قصة نجاح كروية استثنائية

أنهى نادي اتحاد يعقوب المنصور موسمه في القسم الثاني من البطولة الاحترافية بصعود تاريخي إلى منافسات القسم الأول، عقب احتلاله المركز الثاني خلف الكوكب المراكشي، برصيد 51 نقطة.
وأثار موسم الفريق الرباطي استحسان متتبعي الشأن الكروي والرياضي، بعد الصعود السريع والسلس لقسم الأضواء، وبعد عام واحد فقط من الهروب من أقسام الهواة، ليواصل بذلك نجاحه اللافت بمجموعة تفتقر للنجوم والأسماء ذات القيمة التسويقية المرتفعة.
وأشادت عدد من الجماهير المغربية بمؤهلات الإطار الوطني مهدي الجابري، مدرب الفريق الأول، والذي أبان عن مستوى رفيع ومميز في قيادة الفريق إلى القسم الأول، وتجاوز مرحلة الفراغ التي مر منها منتصف الموسم المنصرم.
وفي هذا الصدد، وصف المحلل الرياضي صلاح الدين القشيري تجربة اتحاد يعقوب المنصور بالملهمة، مؤكدا عودة الحياة لهذا الفريق، الذي لم يسبق له أن خاض مباريات القسم الأول، بعد 36 سنة من تأسيسه بحي يعقوب المنصور بالعاصمة الرباط.
وقال القشيري في تصريح لجريدة “العمق”: “تجربة اتحاد يعقوب المنصور هي ملهمة، وتأتي في سياق الأندية الوطنية التي حققت الصعود المتتالي من أقسام الهواة للقسم الأول”.
وأضاف المتحدث نفسه: “الحياة عادت لهذا الفريق بعد فترات مد وجزر طويلة، وصعد للقسم الأول. كما أنه يلعب كرة جميلة جدا، رغم عدم توفره على نجوم، إلا أن اللاعبين يقدمون أداء مميزا، ويقودهم مدرب شاب وطموح، عنوانه الاستمرارية التي تمنح الاستقرار على مستوى النتائج”.
وتابع: “استقرار النتائج لا يعود للاعبين والمدرب فقط، بل لمجهودات الإدارة أيضا، والتي وفرت الاستقرار المالي، ما منح اللاعبين الحافز لتقديم كل ما لديهم خلال المباريات. وهذا النادي أبان عن مستوى مميز منذ البداية”.
واستطرد: “مع توالي الدورات، بدأ فريق يعقوب المنصور منافسا على المراكز الأربعة الأولى، رغم فترة الفراغ التي مر منها، ليتمكن من تحقيق العودة السريعة، وتحقيق مجموعة من الانتصارات. وهذا الفريق يتوفر على قاعدة جماهيرية مهمة، مع وجود تناغم مع الجيش الملكي، بدون أي نزاع”.
وأردف: “جماهير الجيش قد تكون سندا للفريق في مجموعة من المناسبات، وذلك خلال مباريات الموسم المقبل، الذي سيشهد على تواجد 4 ملاعب جديدة بمدينة الرباط، ما سيساعد الفريق، الذي يتوفر على تجربة ملهمة، في طريقها إلى مواصلة النجاح”.
واختتم: “الفريق يتوفر على لاعبين مميزين، من بينهم خرجان، وآدم الخفيف، فضلا عن المهدي بالوق، والزبيري، وهذه عناصر ستقول كلمتها. والرهان الأكبر الآن هو الحفاظ على ركائز الفريق، وتعزيز التركيبة البشرية للحفاظ على مكانة النادي في القسم الوطني الأول”.
من جهته، أكد محمد مهدي بنسعيد، رئيس النادي، أن سياسة هذا الفريق تقوم على تطوير الفئات العمرية والشبابية، وتوسيع نشاطات النادي من خلال إنشاء فروع جديدة في رياضات مختلفة، مع الاهتمام بكرة القدم النسوية وكرة القدم داخل القاعة.
وقال بنسعيد خلال كلمته عن الفريق بالموقع الرسمي للنادي: “لقد وضعنا في صميم استراتيجيتنا تطوير الفئات العمرية والشبابية، إيماناً منا بأنهم يمثلون المستقبل والركيزة الأساسية للنادي. كما نولي اهتماماً خاصاً بكرة القدم النسوية وكرة القدم داخل القاعة، حيث نعمل جاهدين على دعم هذه الرياضات وتطويرها لتكون جزءاً من هوية النادي”.
وأضاف: “نحن ملتزمون بالعمل على تعزيز مكانة فريقنا الأول، وتوفير بيئة احترافية تمكنه من المنافسة على أعلى المستويات. وفي هذا السياق، نحن حالياً في طور بناء أكاديمية النادي، التي ستكون مركزاً لتكوين المواهب وصقلها وفقاً لأحدث المعايير”.
واختتم: “إن طموحاتنا لا تقتصر على كرة القدم فقط، بل نطمح أيضاً إلى توسيع نشاطات النادي من خلال إنشاء فروع جديدة في رياضات مختلفة، إيماناً منا بأهمية التنوع الرياضي في بناء مجتمع رياضي متكامل”.
المصدر: العمق المغربي