تقرير إعلامي يرفع من أسعار النفط

ارتفعت أسعار النفط، الأربعاء، إثر تقرير إعلامي عن أن الاستخبارات الأميركية تلقت معلومات تفيد بأن إسرائيل تخطط لضرب منشآت نووية إيرانية، في خطوة قد تؤدي إلى تصاعد التوتر الجيوسياسي وتغذي المخاوف من نزاع إقليمي.
وبينما ارتفع سعر الذهب بنسبة 2% بدا أن الأنباء التي نشرتها شبكة “سي إن إن” لم تؤثر بشكل كبير على الأسواق الآسيوية التي سجّل معظمها ارتفاعات مشابهة لتلك المسجّلة في اليوم السابق.
لكن مازال المستثمرون يتابعون العلاقات الصينية الأميركية بعدما نددت بكين بـ”تنمّر” واشنطن على خلفية الضوابط على تصدير الشرائح الإلكترونية، بعد أكثر بقليل من أسبوع على تخفيف الطرفين مستوى التوترات التجارية عبر خفض مؤقت للرسوم الجمركية المرتفعة المتبادلة.
وسجّل سعر برميل خام برنت بحر الشمال زيادة نسبتها 1,8 في المئة ليصل إلى 66.56 دولارا، فيما ازداد سعر خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 1,9 في المئة، ليسجل 63.22 دولارا بعدما نقلت شبكة “سي إن إن” عن عدد من المسؤولين الأميركيين قولهم إن الحكومة تلقت معلومات استخباراتية تفيد بأن إسرائيل تستعد لاستهداف منشآت ذرية إيرانية.
وتسري مخاوف من إمكان تسبب تصعيد حاد من هذا القبيل باندلاع حرب في الشرق الأوسط، حيث مازال منسوب التوتر مرتفعا على خلفية الضربات الإسرائيلية على غزة.
وقال روبرت ريني من “شركة ويستباك المصرفية” Westpac Banking Corp إن “هذا المؤشر الأوضح حتى اللحظة على حجم المخاطر المرتبطة بالمحادثات بين الولايات المتحدة وإيران، وإلى أي حد يمكن أن تتحرك إسرائيل إذا أصرت إيران على الإبقاء على إمكاناتها النووية التجارية”، وتابع بأن “الخام سيحافظ على علاوة المخاطرة طالما أنه يبدو أن المحادثات الحالية لا تحقق أي نتائج”.
وارتفعت أسعار الخام بنحو 15 في المائة منذ مطلع الشهر بفعل تراجع حدة المخاوف حيال التوقعات الاقتصادية بعد تهدئة نسبية في التوترات المرتبطة بالرسوم الجمركية.
وواصلت الأسواق ارتفاعها بعد المكاسب التي حققتها الإثنين على خلفية الآمال المرتبطة بالمحادثات التجارية.
وتجاوزت الارتفاعات في أسواق هونغ كونغ (0,5% عند 23806.59 نقطة) وشنغهاي (0,2% عند 3386.46 نقطة) وسيدني وسيول وويلنغتون وتايبيه ومانيلا تلك المسجلة في طوكيو (تراجع بنسبة 0,1% عند 37491.80 نقطة) وسنغافورة.
“تباطؤ النشاط الاقتصادي”
لكن الانفراج أخيرا في العلاقة بين الصين والولايات المتحدة تعرّض لهزّة الأربعاء عندما نددت بكين بـ”الترهيب” الأميركي في ما يتعلق بضوابط تصدير الشرائح الإلكترونية، وحذّرت من إمكان اتخذاها خطوات ضد الإجراءات الهادفة إلى فرض قيود على وصول الصين إلى أشباه الموصلات المتطورة.
وجاءت التصريحات بعدما كشف مسؤولون أميركيون الأسبوع الماضي عن إرشادات تحذر الشركات من استخدام أشباه موصلات متطورة صينية الصنع مرتبطة بالذكاء الاصطناعي، وأبرزها شرائح “أسيند” التي تنتجها شركة “هواوي” العملاقة للتكنولوجيا، وهو ما يجعلها أمام خطر انتهاك ضوابط التصدير الأميركية.
وأشار عدد من أعضاء الاحتياطي الفدرالي إلى أن خفض معدلات الفائدة في الولايات المتحدة في وقت قريب أمر قد يكون مستبعدا، بينما حذّروا من تداعيات رسوم الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمركية على الاقتصاد والتضخم.
وحذر رئيس الاحتياطي الفدرالي في سانت لويس ألبيرتو مسالم من أن الإجراءات قد تضر بالنمو والوظائف، وإن كانت بلدان عدة تعمل جاهدة للتخفيف من الرسوم التي اقترحها ترامب.
وقال مسالم: “حتى بعد خفض التصعيد في 12 مايو (مع الصين) يبدو أنه سيكون للأمر تأثير كبير على التوقعات الاقتصادية قريبة الأمد”، وأضاف أن “الرسوم الجمركية ستؤدي على الأرجح إلى تباطؤ النشاط الاقتصادي وتقود إلى مزيد من التراجع في سوق العمل”.
وتابع المتحدث بأن “الالتزام الآن بتجاهل ارتفاع التضخم جراء الرسوم الجمركية أو تخفيف السياسة (النقدية) يحمل خطر التقليل من شأن مستوى التضخم واستمراريته”.
من جهته لفت رئيس الاحتياطي الفدرالي في أتلانتا رافايل بوستيك إلى أن خفض التصنيف الائتماني الصادر عن “موديز” ومقترح ترامب خفض الضرائب قد يفاقمان الضبابية، وهو أمر سيجبر المسؤولين على إبقاء معدلات الفائدة مرتفعة.
المصدر: هسبريس