اخر الاخبار

إطلاق جيش الاحتلال النار على وفد ديبلوماسي في جنين تفجر غضب واسع ضد حكومة نتنياهو فيديو

أمد/ جنين: أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي يوم الأربعاء الرصاص الحي على وفد من الدبلوماسيين الأوروبيين والعرب يضم ما يقارب 30 دولة، خلال زيارة لمدينة جنين وخيمها شمال الضفة الغربية.

ومن بين أفراد الوفد كان نائب القنصل الإيطالي في القدس، أليساندرو توتينو، الذي لم يصب بأذى. إلا أن رمزية الحادث تتجاوز مجرد التهديد المباشر، إذ أنها تعكس تجاهلًا صريحًا لأعراف العمل الدبلوماسي ولقواعد القانون الدولي التي تضمن حصانة وسلامة البعثات الرسمية.

وأظهرت لقطات مصورة متداولة، وقوات الاحتلال تطلق النار بشكل كثيف من داخل مخيم جنين لترهيب الوفد الدبلوماسي الذي يقوم بجولة ميدانية في محيط المخيم للاطلاع على حجم المعاناة الكبيرة التي يتعرض لها المواطنون في المحافظة.

فيديو في فضيحة علنية جيش الاحتلال يطلق الرصاص الحي على الوفد الدبلوماسي الأوروبي والعربي خلال تواجدهم في مخيم جنين #أمد_للإعلام pic.twitter.com/CABTb8YHt4


— amad أمد للإعلام (@MediaAmad) May 21, 2025

الاتحاد الأوروبي

دعت الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، سلطات الاحتلال الإسرائيلي، إلى التحقيق في إطلاق الرصاص الحي تجاه وفد دبلوماسي أثناء وجوده عند مدخل مخيم جنين.

وطالبت كالاس إسرائيل بمحاسبة المسؤولين عن هذا الاعتداء، مضيفة أن “أي تهديد لحياة الدبلوماسيين أمر غير مقبول، لذا، ولأن إسرائيل طرف في اتفاقية فيينا، فمن حقها، بل من واجبها، ضمان أمن جميع الدبلوماسيين الأجانب”.

إيطاليا وإسبانيا وبلجيكا تدين

أدانت إيطاليا وإسبانيا وبلجيكا، إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي الرصاص الحي تجاه وفد دبلوماسي أثناء وجوده عند مدخل مخيم جنين، للاطلاع على الواقع المأساوي للمخيم.

وأدان وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني، الاعتداء، مطالبا إسرائيل “بتوضيح فوري لما حدث”، معتبرا أن “التهديدات ضد الدبلوماسيين غير مقبولة”.

وقال “وجهت باستدعاء السفير الإسرائيلي في روما للحصول على توضيحات رسمية بشأن ما حصل في جنين”.

من ناحيتها، أدانت إسبانيا في تصريحات نقلتها وكالة فرانس عن مصادر في وزارة الخارجية الإسبانية، الاعتداء، وأضافت “كان هناك إسباني ضمن مجموعة الدبلوماسيين وهو بخير، نحن على تواصل مع الدول الأخرى المتضررة لتنسيق الرد المشترك على ما حدث، وهو ما ندينه بشدة”.

بدوره، أعرب وزير الخارجية البلجيكي ماكسيم بريفو عن صدمته تجاه اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي على الوفد الدبلوماسي، معتبرا أن الوفد كان في موكب مكون من 20 مركبة “واضحة المعالم”.

وطالب في منشور له على منصة “إكس”، “إسرائيل بتفسير مقنع”، مضيفا أن الدبلوماسي البلجيكي لم يُصب بأذى.

وأكد دبلوماسي كان حاضرا خلال الزيارة لوكالة فرانس برس أنه سمع “إطلاق نار متكررا” قادما من داخل مخيم جنين للاجئين

مصر والأردن

أدانت جمهورية مصر العربية، إطلاق جيش الاحتلال الإسرائيلي، الرصاص الحي، تجاه عدد من رؤساء البعثات الدبلوماسية من دول مختلفة، أثناء زيارتهم لمخيم جنين، ومن بينهم السفير المصري لدى دولة فلسطين.

وشددت مصر في بيان أصدرته وزارة خارجيتها، اليوم الأربعاء، على رفضها المطلق للاعتداء، الذي يعد منافية لكافة الأعراف الدبلوماسية، مطالبة “الجانب الإسرائيلي بتقديم التوضيحات اللازمة حول ملابسات تلك الواقعة”.

أدانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية، إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي النار تجاه وفد دبلوماسي يضم أكثر من 25 سفيرا عربيا وأوروبيا، من بينهم السفير الأردني في رام الله، إلى جانب عدد من الصحفيين العرب والأجانب، أثناء قيامهم بجولة ميدانية في محافظة جنين في الضفة الغربية المحتلة؛ للاطلاع على الأوضاع الإنسانية فيها.

واعتبرت الوزارة في بيان، على لسان الناطق الرسمي باسمها السفير سفيان القضاة، اليوم الأربعاء، أن ذلك يعد انتهاكا واضحا للقانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني، وجريمة تخالف جميع الأعراف الدبلوماسية.

وأعرب عن رفض المملكة المطلق، وإدانتها لهذا الاستهداف، الذي يُعد انتهاكا للاتفاقيات والأعراف الدبلوماسية، خصوصًا اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية عام 1961، التي تحدد الإجراءات والضوابط الخاصة بالعمل الدبلوماسي، وتمنح الحصانات للبعثات الدبلوماسية.

ودعا القضاة، المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية، وإلزام إسرائيل وقف عدوانها على غزة بشكل فوري وتصعيدها الخطير في الضفة الغربية المحتلة، وتلبية حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ووقف الجرائم بحقه ومحاسبة المسؤولين عنها.

الدول المشاركة

 الصين وفرنسا وبلجيكا وهولندا والبرتغال وإسبانيا وأيرلندا والمغرب ومصر والأردن وكندا، البرتغال، الاردن، الصين، النمسا، بلغاريا، تركيا، اسبانيا، ليتوانيا، بولاندا، روسيا، اليابان، رومانيا، المكسيك، كندا، مصر، شيلي، فرنسا، بريطانيا، المغرب، جنوب كوريا، برنامج الغذاء العالمي، اوروغواي، هولاندا، فنلندا، ايطاليا، المانيا، انورا، الاتحاد الاوروبي، الدنمارك، بلجيكا

 جيش الاحتلال “يبرر”

 

وقال جيش الاحتلال في بيان إنه “في وقت سابق من اليوم، دخل وفد دبلوماسي إلى جنين بتنسيق محكم. وخلال عملية التنسيق، منح أعضاء الوفد مسارا معتمدا لسلوكه، نظرا لتواجدهم في منطقة قتال نشطة.

ووفقا للتحقيق الأولي، انحرف الوفد عن مساره ووصل إلى منطقة يحظر البقاء فيها. وقد أطلقت قوة من جيش الدفاع الإسرائيلي تعمل في النقطة نيرانا مراوغة. ولم تسفر الحادثة عن أضرار أو إصابات.

بعد الحادثة، وبعد أن اتضح أن الوفد دبلوماسي، سيجري قائد فرقة الضفة الغربية، العميد ياكي دولف، تحقيقا فوريا. كما أمر قائد الإدارة المدنية، العميد هشام إبراهيم، ضباط الوحدة بالتواصل فورا مع ممثلي الدول، وسيجري قريبا محادثات شخصية مع الدبلوماسيين لإطلاعهم على نتائج التحقيق الأولي الذي أجري في هذا الشأن”.

وختم الجيش الإسرائيلي بيانه، “بالإعراب عن أسفه للإزعاج الذي سببه هذا الحادث”.

هذا التصعيد ليس حادثًا معزولًا، بل يأتي في سياق عام من التدهور في العلاقات بين إسرائيل وأوروبا. ففي أكتوبر 2024، كانت إيطاليا قد استدعت السفير الإسرائيلي احتجاجًا على إصابة جنودها العاملين ضمن قوات اليونيفيل في لبنان جراء قصف إسرائيلي مباشر. واليوم، يتكرر المشهد ذاته في الضفة الغربية، مما يعزز القناعة الأوروبية بأن التصعيد الإسرائيلي لم يعد يميز بين المدنيين، والموظفين الإنسانيين، والدبلوماسيين.

تبرير إسرائيل للحادث بأن الوفد دخل “منطقة محظورة” دون تنسيق مسبق، لم يكن كافيًا لتهدئة الغضب الدولي، بل أظهر محاولة لتبرير فعل عدواني تجاه ممثلين لدول ذات سيادة، وضمن مهمة إنسانية بحتة. مثل هذا التبرير يساهم فقط في توسيع الفجوة بين إسرائيل وشركائها الدوليين، ويعزز الرواية التي ترى في السياسات الإسرائيلية ضربًا من الغطرسة واللامبالاة المتعمدة بالقانون الدولي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *