الأمم المتحدة: لا مفرّ لسكان غزة والوضع “مروع ولا يغتفر”

رسم مسؤولون أمميون صورة قاتمة للوضع الإنساني في قطاع غزة، مؤكدين أن السكان محاصرون، يفتقرون للإمدادات الأساسية، ويتعرضون للتجويع والقصف اليومي.
وقالت المتحدثة باسم وكالة الأونروا، لويز ووتريدج، في إفادة صحفية من عمان، إن كميات هائلة من المساعدات الإنسانية تكفي مئات الآلاف من الأشخاص متوفرة في مستودعات قريبة لا تبعد سوى ساعات عن القطاع، لكنها لا تتمكن من الوصول إلى المحتاجين داخل غزة التي تعاني مخازن الأونروا فيها من الفراغ بعد 11 أسبوعا من الحصار. ووصفت الوضع بأنه “مروع ولا يغتفر”، مشيرة إلى أن الأوان قد فات بالنسبة للكثيرين.
وأشارت أيضا إلى معاناة زملائها على الأرض ومنهم “زميلي وصديقي حسين الذين أبلغني للتو أنه دفن من تبقى من عائلته خالاته وأعمامه وأطفاله بعد غارة على جباليا. أمضى أياما في انتشال الأطفال من تحت الأنقاض. يقول إن اثنين لا يزالان تحت الأنقاض: طفل في العاشرة من عمره وآخر في السابعة من عمره”.
وسلطت ووتريدج الضوء على الضربات العشوائية التي تودي بحياة المدنيين، بما في ذلك أطفال وموظفو إغاثة. كما أشارت إلى أن أوامر النزوح المتكررة تدفع العائلات للفرار باستمرار، متسائلة “أين يفترض أن يذهب الناس؟”
بدوره، وصف الدكتور أكيهيرو سيتا، مدير الصحة في الأونروا، الوضع الصحي في غزة بأنه “غير قابل للاستمرار ويزداد سوءا يوما بعد يوم”. وأكد أن فرق الأونروا تواصل تقديم الاستشارات الطبية رغم التحديات الجسيمة، لكن نقص الإمدادات الطبية يمثل عقبة كبرى.
من جانبها، أكدت منظمة الصحة العالمية، نقلا عن ممثلها في الأراضي الفلسطينية المحتلة الدكتور ريك بيبركورن الذي عاد مؤخرا من غزة، أن الوضع يزداد سوءا مع كل زيارة، وأن النظام الصحي “يُدفع إلى أقصى حدوده”. وأشار بيبركورن إلى تعرض المستشفيات للقصف ونقص حاد في الأدوية والمستلزمات المنقذة للحياة، وتضرر مستودعات طبية حيوية. كما نبه إلى التأثير النفسي المدمر للحرب على السكان، داعيا إلى وقف فوري لإطلاق النار، والإفراج عن الرهائن، وضمان وصول إنساني غير مقيد للمساعدات.
وفي سياق متصل، أفاد المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، بدخول أولى شاحنات أغذية الأطفال بعد أسابيع من الإغلاق، لكنه أشار إلى أن عملية دخول المساعدات معقدة وتتضمن إجراءات تتطلب تفريغ وإعادة تحميل، وأن الإمدادات التي تصل إلى المعبر لا تضمن وصولها إلى مستودعات الأمم المتحدة داخل القطاع. ووصف الكميات التي تصل بأنها “مجرد قطرة في محيط” الاحتياجات الهائلة.
وحذر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من صدور أمر نزوح جديد في شمال غزة يؤثر على آلاف الأشخاص ومواقع نزوح قائمة، مما يفاقم أعداد النازحين الكبيرة بالفعل في شمال وجنوب القطاع بسبب تصاعد الأعمال العدائية وأوامر النزوح المتكررة.
المصدر: العمق المغربي