المفتاحي: فنانو الملحون يعانون في صمت وإقصاء الهوية المغربية “خيانة للوطن” (فيديو)

تصوير ومونتاج: سليم الحسوني
قال فنان الملحون سعيد المفتاحي، إن تراث الملحون المغربي يتعرض للتهميش والإقصاء في المهرجات والحفلات والقنوات الوطنية، الأمر الذي جعل مزاوليه يعيشون معاناة كبيرة في صمت، في الوقت الذي تعتلي فيه الإنتاجات الفنية الضعيفة مختلف المنصات والتظاهرات الفنية.
واعتبر سعيد المفتاحي في حوار مع “العمق”، أن المسؤول عن تهميش الفنانين الحقيقيين من المشهد الفني وإقصاء أبناء المغرب والفنون التي تمثل الهوية المغربية والعادات والتقاليد الخاصة بالمملكة هو “خائن للوطن”، لأن الأخير لا يعني الأرض وإنما الإنسان الذي يستحق كل ما هو جميل، وفق تعبيره.
وأشاد سعيد المفتاحي، بخطوة تسجيل فن الملحون في منظمة اليونيسكو كتراث ثقافي غير مادي، إلا أنه اعتبرها غير كافية من أجل المحافظة على هذا التراث الذي يميز المملكة ويحمل رسائل فنية نبيلة من خلاله القصائد التي يتغنى بها، خاصة وأنه يتعرض في الفترة الأخيرة إلى السرقة ونسبه إلى دولة أخرى، حسب قوله.
واشتكى ذات المتحدث، من عدم تخصيص المسؤولين لدعم مباشر لفناني الملحون من أجل مواجهة الصعاب التي يواجهونها للاستمرار في الساحة الفنية والمحافظة على التراث، معتبرا أن الداعم الأول لهذا الفن هو تمسك فئة من الشعب المغربي بأصالتها وتقاليدها.
وأضاف المفتاحي، أن وزارة الثقافة ليست الطرف الوحيد المسؤول عن حماية تراث الملحون، وإنما يجب أن تتظافر جهود الحكومة بكاملها إضافة إلى مسؤولي الجهات والمجالس البلدية والخواص، مستغربا من عدم إدراج الفنون التراثية المحلية الخاصة بكل منطقة كالعيطة الجبلية وعيساوة والعيطة البيضاوية والمرساوية وغيرها في المعاهد الفنية.
وعن سبب استقراره في فرنسا منذ سنوات، أوضح المفتاحي، أنه قرر هجرته إلى الديار الفرنسية لم يكن يخطط له مسبقا وإنما اتخذه بعد اقتناعه بالرسالة التي حملها أساتذته في المجال على عاتقهم عندما قرروا التجول بفن الملحون في أوروبا من أجل فك العزلة الثقافية التي تعيشها الجالية المغربية.
وشدد الموسيقي المغربي، على أن إحساس عدم تقديره في المغرب لم يكن السبب وراء سفره، لأنه لم يكن ينتظر بعد اختياراه لهذا المسار أي مقابل سوى خدمة الرسالة الفنية التي يؤمن بها.
وعبر ذات المتحدث، عن استيائه من تغييب وسائل الإعلام المغربية للمثقفين والفنانين الحقيقيين من مشهدها، مشيرا إلى أن الجودة موجودة لكنها لا تتلقى الدعم الإعلامي للظهور والتأثير على الجمهور بشكل إيجابي ورفع الذوق العام.
وحول موقفه من دخول عدد من الفنانين لمجال السياسة، دافع المفتاحي، على ضرورة احترام التخصصات لأن قيام الجميع بكل شيء هو سبب الفوضى التي نعيشها حاليا، معتبرا أن السياسة بحر كبير لا يستطيع الفنان الجمع بينها وبين الفن، وداعيا الفنانين إلى التركيز على الإبداع الذي خصهم الله بموهبته وترك السياسة لأصحابها، وفق تعبيره.
مزيد من التفاصيل في مقطع الفيديو التالي:
المصدر: العمق المغربي