من عاصمة جنوب إفريقيا.. شراكة استراتيجية تعزز علاقات المغرب بالقارة السمراء

أعلن المركز المتوسطي للتنمية والمركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات، وتوقيع مذكرة تفاهم استراتيجية تروم تعزيز التعاون بين المغرب ودول القارة السمراء في عدة مجالات، على رأسها البحث العلمي وريادة الأعمال والتبادل الثقافي.
وجاء توقيع مذكرات التفاهم على هامش أشغال المؤتمر الدولي DEVAC infrastructure بالعاصمة الجنوب إفريقية جوهانسبورغ، بحر الأسبوع الجاري، وذلك في إطار تعزيز التعاون الإقليمي ودعم التنمية المستدامة في القارة الإفريقية.
وأورد بلاغ مشترك للمركزين أنه تم توقيع مذكرة تفاهم استراتيجية مع مؤسسة التنمية من أجل افريقيا DEVAC development for Africa، تهدف إلى تعميق التعاون في مجالات البحث العلمي، وريادة الأعمال، وتيسير الاستثمار، والتبادل الثقافي بين المملكة المغربية وباقي دول القارة الإفريقية.
وأضاف أن الشراكة “تهدف أيضا إلى تشجيع التعاون بين المجتمع العلمي ومراكز البحث، ودعم الدراسات المشتركة حول المقاولات المتوسطة والكبيرة، بالإضافة إلى إحداث أرضيات ومنصات تقنية، تضع المعلومات والمعطيات الضرورية رهن إشارة المستثمرين بالبلدين”.
وتابع “كما يشمل هذا التعاون تبادل الخبرات في مجال الاقتصاد الأزرق، واستثمار الثروة البحرية التي تتيح للبلدين فرصا متجددة بالنظر إلى التراكم الحاصل لديهما، وما يمكن أن يضطلعا به في هذا المجال قاريا ودوليا”.
وأبرز أنه تم “الاتفاق أيضا على إطلاق مبادرات ثقافية لتعزيز التقارب بين الشعبين المغربي والجنوب إفريقي، وخلق برنامج للزيارات المتبادلة، وتشجيع المبادرات الفنية والثقافية، خاصة منها مبادرات الباحثين والمبدعين الشباب”.
و”تجسد هذه الاتفاقية التزام الطرفين المشترك باستثمار مؤهلات القارة الإفريقية عبر الابتكار، والدبلوماسية الموازية، والتعاون البنّاء، بما يعزز فرص التنمية المستدامة، ويكرس مبدأ الانتماء، وقيم الوحدة الإفريقية على الصعيدين القاري والدولي، وفق ما جاء في البلاغ.
وفي السياق ذاته، تم توقيع كل من DEVAC invest Africa ومركز التنمية المتوسطي (MEDEV) بروتوكول اتفاق يهدف إلى تنظيم قمة إفريقيا الأطلسية للتنمية المشتركة، والتي ستُعقد في مارس 2026، وتهدف هذه القمة إلى إرساء فضاء استراتيجي للحوار والعمل المشترك بين الدول الإفريقية المطلة على المحيط الأطلسي، ودول الصحراء والساحل، وشركائهم من منطقة البحر الأبيض المتوسط والعالم.
وأبرز المركزان البحثيان أن “تنظيم هذه القمة على رؤية مشتركة بين المؤسستين، تقوم على تنمية مستدامة وشاملة، تتناول قضايا حيوية من قبيل الاندماج الاقتصادي، والبنية التحتية الخضراء، والحكامة الجيدة، والتحول الرقمي”.
وأضاف “كما يسعى الطرفان إلى إشراك مختلف الفاعلين من القطاعات الحكومية والخاصة والأكاديمية والمدنية، مما سيضفي على القمة طابعًا شاملاً وتشاركيًا يضمن مخرجات عملية قابلة للتنفيذ”.
وشدد على أن المؤتمر الذي احتضنته عاصمة جوهانسبورغ “شكل فرصة لعرض المبادرات الاستراتيجية التي طرحها الملك بخصوص البعد الإفريقي، خصوصا مبادرة مأسسة الدول المطلة على الأطلسي، وفتح المجال لدول الصحراء والساحل، وغيرها من المبادرات التي شكلت جزء من النقاش خلال هذه الفعاليات”.
المصدر: العمق المغربي