أطلقت مندوبية الصحة والحماية الاجتماعية بإقليم أزيلال، بشراكة مع عمالة الإقليم وتنسيق مع المديرية الجهوية، حملة تحسيسية موسعة تهم مختلف الفاعلين الترابيين والصحيين والمدنيين، تحت شعار “معاً نتصدى للسعات العقارب والأفاعي”؛ وذلك في خطوة استباقية تروم تقليص خطر لسعات العقارب ولدغات الأفاعي.
اللقاء، الذي احتضنته القاعة الكبرى لعمالة الإقليم، الخميس، ترأسه عامل إقليم أزيلال بحضور المندوب الإقليمي للصحة، إلى جانب عدد من رؤساء الجماعات الترابية وممثلي السلطات المحلية وفعاليات من المجتمع المدني.
وجاء تنظيم هذا اللقاء في ظل استمرار تسجيل حالات تسمم ناتجة عن لسعات العقارب ولدغات الأفاعي بالإقليم، حيث تشير المعطيات الرسمية إلى تسجيل ما يُناهز 900 حالة لسعة عقرب سنوياً، إلى جانب قرابة 10 حالات لدغة أفعى؛ ما يجعل من هذا التحدي الصحي أولوية ملحة خلال فصل الصيف.
وعلى الرغم من تسجيل انخفاض في نسبة الوفيات المرتبطة بهذه الإصابات خلال الفترة الممتدة من 2020 إلى 2024، فإن الأرقام تظل مقلقة، خاصة بالنسبة للأطفال دون سن 15 سنة الذين يمثلون الفئة الأكثر عرضة للخطر بنسبة تفوق 95 في المائة من مجموع الوفيات المرتبطة بلسعات العقارب، وفق ما جرى تقديمه من بيانات خلال اللقاء.
وقد عرف هذا اللقاء عرض مؤشرات وطنية وجهوية وإقليمية، فضلاً عن تقديم خرائط دقيقة تُبيّن التوزيع الجغرافي للإصابات حسب الجماعات والفئات العمرية والجنس ودرجة الخطورة، إلى جانب تسليط الضوء على نتائج بروتوكولات التكفل بالحالات داخل المؤسسات الصحية.
وشدد المتدخلون خلال اللقاء على أهمية التوعية الوقائية وتكوين المهنيين في التدخل العلاجي السريع وتوفير الأمصال والأدوية بالمراكز الصحية، إلى جانب ضرورة تفعيل لجان اليقظة على صعيد كل جماعة ترابية وتنظيم حملات تحسيسية موجهة نحو التلاميذ وأسرهم.
كما تم التنويه بدور الساكنة في التقليص من مخاطر التعرض، من خلال تبني سلوكيات وقائية بسيطة؛ من قبيل إزالة الأعشاب اليابسة قرب المنازل، وسد الشقوق الأرضية، وفحص الأحذية والملابس قبل استخدامها، وهي سلوكيات يمكن أن تساهم في تقليص نسبة الإصابات بشكل ملموس حسب المنظمين.
وبموازاة اللقاء، نظمت مندوبية الصحة والحماية الاجتماعية دورة تدريبية لفائدة الأطر الصحية بدار الثقافة بأزيلال، أشرف عليها الدكتور مروان ملاحي، طبيب مختص في التخدير والإنعاش. وقد ركزت هذه الدورة التدريبية، التي استفاد منها أزيد من 40 إطارا صحيا يمثلون مختلف المؤسسات والمراكز بالإقليم، على البروتوكول العلاجي المعتمد في حالات التسمم بالعقارب والأفاعي.
المصدر: هسبريس
