انخفاض “البصمة الكربونية” للقطارات

كشف المكتب الوطني للسكك الحديدية عن انخفاض كبير في البصمة الكربونية لقطاراته من خلال النتائج القياسية التي عرفتها السنة الماضية، التي شهدت تطورا ملحوظا في استخدام القطار كوسيلة للسفر، مؤكدا تسجيل تراجع بنسبة 26 في المائة من إجمالي انبعاثات الغازات الدفيئة، إذ لم تتجاوز 219 ألف طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون (مقابل 297 ألف طن)، علما أن 34 في المائة من هذه الانبعاثات متعلقة بالتنقلات الإضافية.

وأفاد الفاعل السككي الوطني بمناسبة نشر تقريره الثاني حول المعايير البيئية والاجتماعية والحكامة (ESG) بتحقيق ربح في كثافة الكربون للركاب بنحو 7.31 غرام من ثاني أكسيد الكربون، إذ تم تسجيل 5.71 غرام فقط من ثاني أكسيد الكربون لكل كيلومتر مقطوع من طرف كل مسافر ضمن 55.10 ملايين مستعمل للقطار؛ أي إن التنقل عبر القطار ينتج انبعاثات 20 مرة أقل مقارنة بالسيارة، مشددا على انخفاض في كثافة الكربون المرتبطة بنقل البضائع بـ 10.35 غرامات من ثاني أكسيد الكربون، لتصل إلى 13.02 غرام فقط من ثاني أكسيد الكربون لكل كيلومتر، تنقل فيه كل طن من بين 21.23 مليون طن تم شحنها.

وأوضح مكتب السكك الحديدية، في سياق تقريب المعطيات المشار إليها من الواقع، أن تقليص 77.83 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون سنة 2024 يعادل الانبعاثات اليومية لـ 20 ألفا و250 سيارة من الطريق السيار الرابط بين الدار البيضاء والرباط، وتزويد 10 آلاف و900 أسرة بالتدفئة لمدة سنة، أو كذلك غرس مليونين و103 آلاف و800 شجرة تمتص الكربون.

وأظهرت نتائج التقرير، التي اطلعت عليها هسبريس، التقدم الكبير الذي تم تحقيقه السنة الماضية، وتحفيزه من خلال إستراتيجية طموحة في مجالات الحكامة البيئية والاجتماعية والمناخ، والهادفة إلى تحقيق الحياد الكربوني بحلول 2035، مشددا على أن القطار يعتبر صديقا للبيئة، إذ لا يمثل سوى 0.43 في المائة من الانبعاثات الوطنية للغازات الدفيئة، و1.9 في المائة فقط من تلك الصادرة عن قطاع النقل، مع قيامه في الوقت ذاته بدور محوري في نقل المسافرين والبضائع.

وأكد المكتب في تقريره اعتماده مبادرات عملية في مجال التنمية المستدامة، مشيرا إلى تسريع عملية الانتقال الطاقي، إذ أصبحت 90 في المائة من القطارات الكهربائية تعمل بالطاقة الخضراء، بالإضافة إلى إدارة الموارد بشكل فعال، مع تعزيز التميز التشغيلي، وتعزيز التنقل متعدد الوسائط، ومشددا على التزامه بتطبيق أنظمة القيادة البيئية والتصميم البيئي، بالإضافة إلى اعتماد مصادر الطاقة البديلة، خاصة الطاقة الشمسية، لإضاءة المحطات والمباني.

وعمل المكتب الوطني للسكك الحديدية على تحسين عمليات الإنتاج ومعالجة النفايات، وتنظيم مبادرة للاقتصاد الدائري، فضلا عن الحصول على شهادات للمواقع وفقا للمعايير الدولية ISO14001 و50001ISO، إضافة إلى الأنشطة التدريبية والتوعوية، وتعميم دراسات التأثير البيئي للمشاريع الكبرى، وإصدار سندات مالية معتمدة “خضراء”، وتعزيز الشراكات مع المؤسسات المتخصصة.

واعتبر المكتب النتائج الواردة في التقرير حول المعايير البيئية والاجتماعية والحكامة انعكاسا لالتزامه بالانتقال البيئي والتنقل المستدام، الذي يندرج في إطار الرؤية الملكية التي تجعل من التنمية المستدامة رافعة أساسية للازدهار الاجتماعي والاقتصادي للمملكة وللأجيال المقبلة.