اخبار المغرب

هدنة جمركية تمهد لنزع فتيل الحرب التجارية بين واشنطن وبكين

شهدت الحرب التجارية، أو ما يُعرف بحرب الرسوم الجمركية، بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، توقفًا مؤقتًا عقب اتفاق الطرفين على خفض متبادل للرسوم الجمركية، وذلك لمدة 90 يومًا، وصفها مسؤولو البلدين بأنها هدنة تهدف إلى إتاحة الفرصة لمفاوضات تجارية أوسع.

واحتضنت مدينة جنيف السويسرية مفاوضات الطرفين التي أفضت إلى اتفاق شمل مجموعة من البنود، أبرزها خفض واشنطن للرسوم الجمركية المفروضة على الواردات الصينية من 145% إلى 30%، مقابل تقليص بكين للرسوم المفروضة على السلع الأمريكية من 125% إلى 10%.

ويدخل هذا الاتفاق حيز التنفيذ ابتداءً من 14 ماي من العام الحالي، على أن يكون تمهيدًا لمفاوضات أوسع. وقد أكد الرئيس الصيني، خلال مشاركته في قمة جمعت مسؤولين من أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي في بكين، أنه: “لا رابح في الحروب التجارية”.

وفي هذا السياق، يرى الخبير الاقتصادي محمد جذري، في تصريح لجريدة “العمق” الإلكترونية، أن الاتفاق بين البلدين بخصوص الرسوم الجمركية من شأنه تعزيز الاستقرار الاقتصادي الذي تأثر بشكل واضح منذ انطلاق الصراع التجاري بين البلدين، والذي أثر سلبًا على الأسواق المالية والبورصات العالمية.

وفي السياق ذاته، قال رشيد الساري، الخبير الاقتصادي، في تصريح للجريدة، إن هذه الهدنة بين الولايات المتحدة والصين تُعد بالأساس خطوة تكتيكية، موضحًا أن واشنطن لا تستطيع المجازفة بفرض رسوم جمركية كبيرة على قوة تجارية بحجم الصين، التي تُصدر إلى السوق الأمريكية ما يقارب 460 مليار دولار سنويًا.

وأضاف الساري أن الإجراءات التي اتخذتها الإدارة الأمريكية أدت بالفعل إلى توترات تجارية ملموسة، من أبرزها إلغاء الصين لعدد من التعاقدات مع شركة “بوينغ”، التي تمثل السوق الصينية نحو 20% من معاملاتها.

واعتبر أن هدف الولايات المتحدة لم يكن فرض الرسوم بحد ذاتها، بل محاولة تقليص هيمنة الصادرات الصينية، مقابل تعزيز الصادرات الأمريكية، لا سيما في ظل العجز التجاري المتواصل الذي تسجله مع عدة شركاء، على رأسهم دول آسيا، الاتحاد الأوروبي، وكندا.

وبحسب الساري، فإن الاتفاق الأخير من شأنه المساهمة في استعادة جزء من الاستقرار الاقتصادي، والحد من مستويات التضخم، خاصة وأن الواقع الاقتصادي الأمريكي يتميّز باستهلاك مرتفع مقابل تراجع الإنتاج مقارنة بالسنوات الماضية.

أما فيما يتعلق بتأثير الهدنة على التجارة الخارجية للمملكة المغربية، فقد أكد الخبير الاقتصادي بدر الزاهر الأزرق، في تصريح لجريدة “العمق”، أن المغرب كان معنيًّا بأدنى شطر من الرسوم التي فرضتها الإدارة الأمريكية، مضيفًا أن الحرب التجارية بين البلدين أثرت سلبًا على فرص المغرب في استقطاب استثمارات الطرفين، مما فرض على المملكة سعيا دائما إلى تحقيق توازن في علاقاتها مع كليهما.

ويرى الخبير ذاته أن الهدنة تمثل فرصة استراتيجية لدول مثل المغرب لتعزيز علاقاتها التجارية مع أكبر اقتصادين في العالم، فبفضل هذه الهدنة، ستتاح للمغرب فرصة زيادة مبادلاته التجارية مع البلدين، ما من شأنه فتح افاق واسعة أمام الصادرات المغربية في السوقين الأمريكي والصيني.

 

المصدر: العمق المغربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *