برادة يكشف معطيات “صادمة” عن تعلمات التلاميذ ويعول على الريادة لتجاوز النقائص

كشف وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، محمد سعد برادة، عن معطيات صادمة بخصوص مستويات التحكم في التعلمات الأساسية لدى تلاميذ المدرسة العمومية، وذلك خلال عرض قدمه اليوم الثلاثاء أمام لجنة التعليم والثقافة والاتصال بمجلس النواب. وأكد برادة أن الوزارة تعوّل بشكل كبير على برنامج “مؤسسات الريادة”، بشقيه الابتدائي والإعدادي، كرافعة أساسية لتجاوز هذه النقائص وتحقيق نقلة نوعية في جودة المخرجات التعليمية.
واستعرض الوزير برادة نتائج البرنامج الوطني لتقييم المكتسبات (PNEA 2019)، والتي أظهرت أن 30% فقط من تلاميذ التعليم العمومي يتمكنون من المقرر الدراسي عند استكمال التعليم الابتدائي، وتنخفض هذه النسبة بشكل حاد إلى 10% فقط عند استكمال التعليم الإعدادي. وتشير هذه الأرقام إلى تحديات كبيرة، خاصة في السلك الإعدادي الذي يشهد أيضا أعلى نسب الانقطاع الدراسي، حيث يمثل 53% من إجمالي حالات الانقطاع السنوية.
وفي مواجهة هذه “المعطيات المقلقة”، شدد الوزير على أن برنامج “مؤسسات الريادة” يمثل حجر الزاوية في استراتيجية وزارته. وأوضح أن هذا البرنامج شهد توسعا كبيرا ليشمل في الموسم الحالي 20242025 كلا من 2626 “مدرسة ريادة” ابتدائية تستهدف أزيد من 1.3 مليون تلميذ، و232 “إعدادية ريادة” تستهدف 200 ألف تلميذ وهو ما يمثل 10% من تلاميذ السلك الإعدادي. ويهدف النموذج المعتمد في “إعداديات الريادة” ليس فقط إلى الرفع من المستوى الأكاديمي، بل يركز أيضا على “الأنشطة الموازية والرياضية” و”المواكبة النفسية والاجتماعية” للتلاميذ، خاصة أولئك الذين يواجهون صعوبات، بهدف تطوير كفاياتهم داخل وخارج المؤسسة (الصفحة 15) والمساهمة في الحد من الانقطاع المدرسي.
وقدم العرض نتائج تقييم أثر برنامج مدارس الريادة الابتدائية خلال موسم 20232024، حيث أظهر قياس الأثر الإجمالي على تعلمات التلاميذ في مواد العربية والفرنسية والرياضيات تحسنا ملحوظا. فعلى سبيل المثال، سجل “إجمالي المواد” ارتفاعا بنسبة 22% في مدارس الريادة مقارنة بمدارس مجموعة المراقبة، فيما بلغت نسبة التحسن في مادة الفرنسية 31% وفي الرياضيات 22% (الصفحة 6). كما أبرز العرض فعالية برنامج الدعم العلاجي (TaRL) الذي سجل تطورا بنسبة 1.6 مرة في متوسط نسبة التحكم في الكفايات، وهي مقاربات من المتوقع أن تمتد آثارها الإيجابية إلى “إعداديات الريادة”.
وشدد الوزير في ختام عرضه على أن تجاوز النقائص المسجلة في تعلمات التلاميذ، خاصة في السلك الإعدادي، يمثل أولوية قصوى، وأن الوزارة ماضية في تعميم وتجويد برامجها الإصلاحية، وفي مقدمتها “مؤسسات الريادة” بشقيها الابتدائي والإعدادي، لتحقيق تعليم منصف وذي جودة لجميع الأطفال المغاربة.
المصدر: العمق المغربي