دير البلح حضارة وتاريخ أمد للإعلام

أمد/ مدينه دير البلح العريقة هي مدينة تقع وسط قطاع غزة بفلسطين وهي مدينه ساحلية تطل علي البحر الأبيض المتوسط عرفت بمكانتها الدينية والإستراتيجية وهي تبعد عن القدس 92 كيلو متر وتربطها علاقة متميزة حيث كان الزوار يأتوا من البوابة الأفريقية من سيناء مصر نحو طريق ساحل البحر ويتخذوا من مدينه دير البلح مكان للراحة ومن بعدها يكملون طريقهم نحو القدس العريقة وعرفت بأنها مدينه الراحة والهدوء والسلام وكان يطلق عليها قديما ” دير الروم” اي مكان للعبادة
حيث في منتصف القرن الرابع الميلادي قام الراهب المسيحي هيلاريون ببناء
دير هناك، ويُعرف هذا الدير في الوقت الحاضر باسم مقام الخضر وهو أحد معالم المدينة الذي مازال قائما حتى يومنا هذا .
وفي عصر الحروب الصليبية كانت دير البلح موقع حصن ساحلي إستراتيجي عرف باسم داروم، وهي كلمة سامية تعني الجنوب، كان هذا الحصن موضع نزاع مستمر بين الصليبيين والأيوبيين وتعرض للتخريب والهدم بشكل متواصل حتى هدم نهائياً عام 1196.
نمت وازدهرت منطقة دير البلح بعد ذلك حتى باتت قرية كبيرة على طريق البريد لدولة المماليك بين القرنين الثالث عشر والخامس عشر وباتت دير البلح بعد ذلك بمثابة أبرشية لكنيسة الروم الأرثوذكس في القدس في عهد العثمانيين حتى أواخر القرن التاسع عشر، وهم من اختاروا لها إسم دير البلح العثمانيين وبقيت حتى يومنا هذا تعرف بإسم مدينة دير البلح مدينة السلام .
يعود تاريخ دير البلح إلى العصر البرونزي المتأخر حين كانت حصناً من حصون المملكة المصرية الحديثة .
عند إحتلال فلسطين بقيت مدينة دير البلح وكافة مناطق قطاع غزة تحت حكم الإدارة المصرية حتى عام 1967 وتم احتلالها في حرب الأيام الستة
ويمر شرقي مدينة دير البلح خط السكة الحديدية الذي كان يصل بين غزة والقاهرة ولكنه بالوقت الحالي معطل .
وتبلغ مساحة أراضي دير البلح حوالي 15ألف دونم، وترتفع 25 متراً عن سطح البحر، ويوجد على شاطئها الكثير من المواقع الأثرية، التي جرت فيها أعمال التنقيب والنهب أثناء وجود الإحتلال الإسرائيلي ومنها:
مقبرة دير البلح، وتل الرقيش، وأرض البركة وغيرها .
و في الحديث عن مقبرة دير البلح تم التنقيب بين عامي 1972 و1982م لمصلحة دائرة الآثار في الجامعة العبرية بالقدس وجمعية استكشاف (إسرائيل).
ولكن من المؤسف أن كل هذه الاثار غير موجودة الآن والسبب أن كل المكتشفات معروضة الآن في متحف الروكفلر ومتحف (إسرائيل) في القدس وتلك هي اخطر جريمة بشعة حين يسرق التاريخ والحضارة وينسب لإحتلال لم يسلب منا جغرافيا الأرض والهوية فحسب بل يتعمد سرقة حضارتنا وتاريخنا العريق .
وكان موشيه دايان قد نظم في عام 1971م حملة تنقيب غير شرعية عن الآثار في المنطقة قبل الانتفاضة الأولى، في وقت أقدمت فيه (إسرائيل) على سرقة معظم القطع الاثرية التي وجدت على شواطئ قطاع غزة وتحديداً مدينة دير البلح، وقد ضم كل المكتشفات التي وجدها إلى مقتنياته الشخصية التي احتفظ بها حتى وفاته، وبعد ذلك بيعت جميع هذه المقتنيات الأثرية التي تضم مجموعة كبيرة من آثار دير البلح من قبل ورثته لمتحف (إسرائيل) دون أن يحاسبهم أحد على تلك الجرائم البشعة
تل الرقيش، هو تل أثري مكانه يقع على الساحل الغربي لمدينة دير البلح على البحر المتوسط في وسط قطاع غزة بفلسطين .
وقد كشفت عمليات التنقيب المستمرة والبحث المتواصل التي قامت بها دائرة الآثار الفلسطينية التابعة لسلطات الانتداب البريطاني سنة 1940م عن وجود مستعمرة كبيرة تعود للعهد الفينيقي في هذا التل الكبير وتحيطها أسوار دفاعية ضخمة ويبلغ طولها حوالي (1600م) لأهمية الموقع الجغرافي لمدينة دير البلح .
وأرض البركة لأهمية موقعها الجغرافي جنوب غرب مدينه دير البلح وبالقرب من شاطيء البحر كانت منطقة زراعية وأرض خصبة لذلك ويسكنها جزء من الناس في المناطق المرتفعة والقريبة من شاطئ البحر ومعظمهم يعتمدون في حياتهم على صيد الأسماك والزراعة ورعي المواشي، وكانت هناك مقتنيات أثرية كثيرة للأسف تم سرقتها في فترة وجود الإحتلال الإسرائيلي وسيطرته على قطاع غزة.
حيث بقيت 27 عاما تحت سيطرة الإحتلال الإسرائيلي حتى توقيع اتفاقية السلام عام 1994 وكانت مدينة دير البلح أول مدينه بدأ منها السلام وخضعت للحكم الذاتي الفلسطيني فهي ذات رمزيه كبيرة جدا .
واستطاع أحد أعلام مدينة دير البلح ومثقفيها وهو السيد سمير محمد ابو سليم من جمع بعض القطع الأثرية الخاصة بمدينه دير البلح علي مدار عقود من الزمن تم أهداها لبلدية دير البلح متحف بالكامل ليبقى رمزاً من رموز المدينة العريقة وآثارها العظيمة .
عرف بأن سكان مدينة دير البلح أهل للكرم والجود والعطاء وأشتهرت المدينه كلها ببيارات الحمضيات وأشجار الزيتون ونخيل البلح المتنوع وهذا هو سبب تسميتها بإسم ” دير البلح” حيث الزوار عن بعد يشاهدون المدينه وأشجار نخيلها الباسقة والكثيفة والجميلة وهى جميعها بلا أسوار ويمكن لأي زائر أن يأكل من خيراتها متى يشاء فهي رمز للكرم والعطاء لا يجوع بها أحد ولا يبقى فيها زائراً بلا مأوي، وأسماء عائلات مدينه دير البلح قديما هي :
عائلة بشير، عائلة أبو مصبح. عائلة أبو سليم، عائلة أبو سمرة، عائلة أبو عبيد، عائلة العزايزة، عائلة الطواشي، عائلة أبو منسي، عائلة العكلوك، عائلة العزب، عائلة أبو عيسى، عائلة الديراوي، عائلة أبو سلطان، عائلة أبو أسد، عائلة أبو شعبان، عائلة المصري، عائلة الفليت، عائلة النجار، عائلة بركة، عائلة شاهين، عائلة الأطرش، عائلة حرب، عائلة أبو جبر وعائلة السلقاوي .
جميعها عائلات عريقة ولكل عائلة مختار كلمتهم كالسيف مسموعة ونافذة.
” كلهم عيال خليل ” :
سكان المدينة كانت تربطهم علاقة قوية وعدد سكانها قليل جداً يتكون من مجموعة العائلات العريقة التى ذكرتها قبل قليل وكان الزوار يتباذلون الحديث فيما بينهم بأن سكان مدينة دير البلح كلهم عيال خليل رغم أن عيال خليل هم خمسة فروع أو خمسة عائلات فقط وهى ( بشير , ابو سمرة ، ابو سليم ، العزايزة ، مصبح ) هذه الفروع الخمسة من نفس الأب والأم نشأتهم فى مركز المدينة ووسطها لذلك أول شيء تراه في قلب المدينة هى تلك العائلات الرئيسية بالمدينة وأيضاً حين ترى الناس في مناسباتهم السعيدة والحزينة وفي تعاملاتها تظن بأنهم جميعاً من أسرة واحدة، دلالة على مدى الإرتباط الوثيق بين سكان المدينة وهناك مجالس ودواوين يلتقى بها الناس وهم ما يعرفون بكبار المدينة ومخاتيرها وهى مجالس تقام فيها المناسبات بمختلف أنواعها ويقصدها الزوار ومجالس تقضي بين الناس وكان هناك مختار للمدينه يشاركة كبار العائلات الأخرى حيث لكل عائلة مختار كلمته تكون نافذة وكذلك المختار محمد بشير ابو العبد الذي عرف بإسم القاضي حيث يلجأ إليه الناس للقضاء بينهم بالحق وكذلك المختار المنسوم العزايزة وأبو حاتم ابو سمرة والمختلر الشيخ زايد ابو شعبان وأبو القاسم مصبح الذى اشتهر بالفكاهة والمرح ومخاتير كثر كلا ذو مكانه رفيعة وصاحب مكانه عريقة وذو رأى سديد ومختار المدينة كلها هو المختار سليمان العزايزة ” أبو سليمان” ورئيس بلدية دير البلح ومختار المدينه وكذلك المختار الحاج محمد ابو سليم الذى تعرفهم كل مدن فلسطين والبلدان المجاورة جمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية واستطاعوا كتابه أسماؤهم في مراجع تاريخية لتلك البلدين .
مسجد ابو سليم :
مسجد “أبو سليم” بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة الذي يزيد عمره عن 85 عاما تم بناؤه من حجارة صخرية تم إحضارها من شاطيء البحر، وهو من أكبر وأقدم مساجد المدينة ويعد مسجد ابو سليم من أبرز معالمها وأكثرها جمالاً للفن العمراني القديم بمدخله الفريد والمتميز وبوابته العمرانية المقوسة وبالداخل أقواس البناء ذات الطابع المتميز وهو تراث للمدينه يقع على تلة عاليه تشرف على كل المدينة تعرف بإسم الحذبة، حيث كان بمثابه منارة يشاهدها الصيادين في البحر للإستدلال علي المدينه في ظل قله الإمكانيات وأدوات الملاحة قديما، ويلجأ إليه الناس في أوقات الفيضانات لمكانته الجغرافية المرتفعة وهو في منطقة الحذبة أي المكان المقوس المرتفع نسبياً.
وتعرضت المآذنه للقصف نتيجة العدوان الإسرائيلي بالعام 2014 وجرى ترميمها وإعادة بناؤها كما كانت لتحافظ على مكانة المسجد والفن العمراني القديم وهو يأوي في ساحة المسجد ضريح الحاج محمد ابو سليم الذي تبرع وساهم في بناء المسجد علي نفقته الخاصة لتقام فيه شعائر العبادة والصلاة ومنه أيضا تخرج جنائز الموتى ممن يرحلون ويشيع جثمانهم الطاهرة نحو المقابر القريبة
مقبرة سويد في دير البلح :
رغم أن هناك مقابر أقدم كثيرا من مقبرة سويد إلا أن مدينه دير البلح اشتهرت فيها تلك المقبرة لدفن الموتي وهى تقع بالقرب من وادي الشيخ داوود وهي تبه مرتفعة قليلاً أتخذ الناس منها مدفنا لموتاهم لون تربتها طينية من بعيد تميل للسواد وينقسم فيها المدافن إلى نوعين الأول قبور فردية والثانية مدافن عبارة عن حجرات تحت الأرض مدافن جماعيه تعرف بإسم ( فسقية) تكون مجموعة حجرات بعضها للرجال وجزء آخر للنساء يتم فتح الحجرات ووضع بداخلها الموتى وتستخدمها العائلة المخصصة لها تلك الحجرات الجماعية حيث هناك أكثر من عائلة تتبع نظام الدفن الجماعي لموتاهم في تلك الحجرات المخصصة تحت الأرض .
: وهناك مقابر أقدم منها وهى
مقبرة دير البلح القديمة وتضم المقبرة العديد من التوابيت المصنوعة على شكل إنسان، يعود تاريخها للعصر البرونزي، وبالضبط 1200 سنه قبل الميلاد. اكتُشفت هذه التوابيت في قبور محفورة من حجر الكركار الذى يتصلب مع الماء ويصبح كقطعة الصخر وكذلك قبور من الطين الأحمر، ومعها كميات من الأواني بعضها مصنوع من الألباستر، والبعض الآخر من الفخار الكنعاني والقبرصي والمصري فى دلالة واضحة على تنوع السكان والحضارات ودلالة على قدم المدينه وعراقتها.
وادي الشيخ داوود في دير البلح :
سمي بهذا الإسم نسبة إلى ما ذكر
بالتاريخ الذى يحدثنا بأن بني إسرائيل بعد مجيئهم إلى أرض فلسطين بعد النبي موسى عليه السلام ويوشع بن نون ونجاتهم من ظلم فرعون، كانت طريق مرورهم هى بوابة غزة بفلسطين طريق الساحل واستراح بني إسرائيل في مدينة دير البلح في تلك المنطقة التي تعرف اليوم بإسم وادي الشيخ داوود تيمناً بإسم نبي الله داوود الذي انتصر لاحقا على جالوت وعاد بني إسرائيل من أرض مصر إلى بيت المقدس مروراً من غزة واتخذوا من دير البلح مكان استراحة لهم هم وماشيتهم حيث أنه أصبح على مقربه من بيت المقدس وأيضاً ذكر بالتاريخ بأنهم قد بقوا قريباً من 356 سنة من غير ملك عليهم، وكان من يولي شأنهم ويقودهم هم القضاة ورجال الدين، وخلال تلك الفترة كانت الصراعات مريرة بينهم وبين الفلسطينيين أصحاب الأرض المعروفين يومها بإسم العمالقة، وكانت أشد المعارك إيلامًا لهم تلك التي وقعت بينهم وبين الفلسطينيين سكان أشدود وغزة حيث غلبهم الفلسطينيون وأخذوا تابوت العهد (الصندوق الذي كانت تحفظ فيه التوراة وبعض آثار موسى وهارون عليهما السلام) فعز عليهم ذلك لأنهم كانوا ينتصرون به، ووضع الفلسطينيون الصندوق عند آلهتهم في “بيت راحون”، وقد اختار لهم النبي صموئيل طالوتَ ليكون ملكاً عليهم.
وقد عرف طالوت في التاريخ العبري بإسم شاول، فإعترضوا عليه، غير أن النبي صموئيل أخبرهم أن هذا تعيين سماوي، والدليل أن الملائكة ستحمل وترجع تابوت العهد الذي سبق واستولى عليه الفلسطينيون.
وخلال إحدى جولات الصراع بين بني إسرائيل يقودهم طالوت المؤمن وبين الفلسطينيين العمالقة الوثنيين يقودهم جالوت، وإسمه في العهد القديم (جليات) تقع المعركة التي تحدث القرآن عنها من غير تفصيل في قول الله تعالى: (فلما جاوزه هو والذين آمنوا معه قالوا لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده، قال الذين يظنون أنهم ملاقو الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين * ولما برزوا لجالوت وجنوده قالوا ربنا أفرغ علينا صبراً وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين * فهزموهم بإذن الله وقتل داوود جالوت وآتاه الله الملك والحكمة وعلمه مما يشاء ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين) (251249 من سورة البقرة).
ولأن جالوت القائد الفلسطيني كان عملاقًا مهيب المنظر مدججًا بالسلاح، يحمل بيده رمحا عظيما، فقد وقف وسط الوادي يتحدى ويطلب من يبارزه من بني إسرائيل، وكان عددهم يزيد على سبعين ألفاً لكن أحداً منهم لم يجرؤ على مبارزته .
عندها تقدم صبي إسمه داوود لم خرج ليقاتل، ولكن والده أرسله ليطمئن على إخوته الثلاثة الذين كانوا في جيش الإسرائيليين، فطلب من طالوت الإذن وقد تحركت فيه الحمية لهذا التحدي من جالوت وأخذ معه عصاه وخمسة حجارة ملس من حجارة الوادي ومقلاعه بيده، وبعد جدال هم جالوت العملاق أن يعاجل داوود بضربة من رمحه العملاق، غير أن داوود كان أسرع منه فقذفه بحجر من مقلاعه على جبهته فخر العملاق على الأرض يتلوى، وفي سرعة البرق تقدم داوود واستل سيف جالوت وحز به رأسه، فذعر الفلسطينيون لما رأوا ما حل بجبارهم وقائدهم فدبت الفوضى والهلع في صفوفهم ثم ولوا هاربين بعد أن انهارت معنوياتهم بما رأوا من قتل عملاقهم .
ولأن دير البلح مدينه تهتم بالشئون الدينية وكلمة دير تعني مكان للعبادة كانوا مثقفين ومطلعين علي كل تلك الأحداث وتخليدا لانتصار الحق علي الباطل أطلقوا على ذلك المكان وادي الشيخ داوود والذي مازال يعرف حتى اليوم بهذا الإسم ولم يتغير منذ مئات السنين.
سكن الفلايتة :
قد يظن البعض بأن المقصود بتلك هي شتيمة أو مسبه أو لعنه ولكن الحقيقة هي جملة تعبر عن الكرم والجود لتلك العائلة العريقة التي عرفت بكرمها
حيث أن عائلة الفليت تحتل موقع جغرافي متميز في مدينة دير البلح وفي أكثر من محور من أحياء المدينه فكانت دواوينهم دائماً عامرة بإستقبال الضيوف وإكرامهم وهي عائلة كبيرة وعريقة ودوما النار موقدة ومشتعله كناية عن إكرام الضيف من خلال إعداد الطعام حيث قديما كل إعتماد الناس فى أمور حياتهم اليومية من صنع الطعام والشراب والتدفئة وتسخين المياة كل شيء على نار الحطب الذي يخلف ما يعرف بالرماد أو السكن، حتى أصبح معروف لدي الجميع قصة سكن الفلايتة كناية عن كثر اشعالهم للنار وإكرامهم للضيف
وحين يتخاذل البعض أو يكون مقصرا من أهل المدينه يقول له المقربين منه حط على رأسك سكن الفلايتة بمعني ضع علي رأسك سكن الفلايتة لعلك تصبح مثلهم كريم وشهما وهكذا ضرب المثل بسكن الفلايتة تلك العائلة العريقة
نخل ام قويق :
ام قويق هي منطقة في مدينة دير البلح عرفت بهذا الإسم وهى “أم قويق” والمقصود بها وهي كلمة قبطية معناها طائر يشبه البومه، بالقبطي كوك ماو اي أم قويق وكانت تعرف دير البلح بدير الروم أي مكان للعبادة .
وأيضا هات الدقاقة وإلحقني علي قباجة
تلك المنطقة في مدينة دير البلح عرفت بزراعة النخيل ولأنها أشجار عاليه كانت تسكنها طائر البوم بكثرة وايضا كان الناس معظمهم حرفتهم الزراعة فيستغلون المساحات الزراعية تحت النخيل ويزرعونها بالقمح والشعير ونبات الذرة ونباتات موسمية أخرى وكانت تشتهر تلك المنطقة بجودة أشجار النخيل فيها وتنوعة وأشهرها بلح بنت العيش والبلح الحياني ذو الجودة العالية
أشجار النخيل تحتاج للعديد من الأعمال ومنها تكريم النخيل وإزالة السعف القديم وقص الجريد لها وتلقيح كيزان البلح التى تنبسق من بين جريد النخل وبعدها تدني النخله وتربط قطوفها التى تعرف بإسم “قنو” تربط ببعض اوراق الجريد أو الحبال بشكل يسمح للقطوف أن تنضج فوق أغصان الجريد دون أن ينكسر فيها العرجون ليبقى يتغذي بشكل صحيح وتنضج ثمارة وفي نفس الوقت يستفاد من الأرض أسفل أشجار النخيل وكان يبدأ العمل بالصباح الباكر حتى طلوع الشمس وتشتد حرارتها وكان من طبع أهل المدينه الكرم والجود فيأخذون بصحبتهم الخبز الطازج والذي غالباً يحضر ويخبز على طرف الحقل أو البستان والنساء تشارك الرجال فى شتى مناحي الحياة في العمل وتذهب بصحبة الزوج أو العائلة
الرجال يبدأون العمل والنساء تعد الطعام وتجمع الحطب وتساهم ببعض الأعمال الزراعية وحين يلتقى الجار مع جاره والكل ذاهب نحو بستان أرضة فيقول له هات الدقاقة وإلحقني على قباجة وهي منطقة بالقرب من منطقة أم قويق والمقصود بذلك كرم الناس فيما بينهم يتبادلون خيراتهم فهذا يزرع الطماطم واخر الباذنجان واخر الفلفل والخيار واخر نبات الذرة والناس تتباذل فيما بينها ما لديهم من خيرات وتسود بينهم المحبه والسعادة وكثير منهم يجتمعون معا من عدة بساتين مجاورة يلتقون اليوم عند أحدهم يتناولون طعام الإفطار وغدا عند الجار الآخر وبعد غدا عند جار آخر كلها بساتين متلاصقة ويعم بينهم الوئام والمحبة والعطاء .
وبقيت تعرف تلك المنطقة حتى يومنا هذا بمنطقة ام قويق رغم انقراض واختفاء طائر البومة من تلك المنطقة في مدينة دير البلح وأصبح نادر الوجود .
وكذلك منطقة قباجة والمطاين وحي بشارة والمشاعلة والبركة والبصه ومنطقة الخضر ووادي الشيخ داوود والفاخورة ومسميات الأحياء تعرف بأسماؤها القديمة رغم تغير التخطيط العمراني في المدينه وزيادة العمران وبناء الطرقات واختلاف الكثير من معالم مدينة دير البلح إلا أن الناس تتناقل نفس المسميات لنفس تلك المناطق وتحافظ على طابعها وهويتها التراثية القديمة والمتميزة .
تعال نروح على الفاخورة والبصة:
منطقة الفاخورة وهي أحد أحياء مدينة دير البلح التى اشتهرت بهذا الإسم نسبة لإزدهار حرفيون صناعة الفخار نتيجة لطبيعة الأرض الطينية الحمراء التى تستخدم في صناعة الفخار بشتى أنواعه من أواني منزلية وقلل للمياة حيث كانت تملأ بالماء الذي يصبح بارداً فى حرارة الصيف الملتهبة وكذلك جرار العسل والسمن تملأ فيها وهى مصنوعة من الفخار والتى كان يستخدمها الناس في طريق السفر نحو البلاد الأخري والأماكن البعيدة، وتبقى محفوظة جيدا بداخل أواني الفخار دون أن تتعرض لأشعة الشمس وتحفظها من التلف وكذلك أواني الطهي وزبادي الفخار لصنع السلطات بشتى أنواعها .
كان إعتماد الناس بشكل كبير وواسع على الفخار وذلك الحى تميز بتربتة الطينية الحمراء التي يتم غربلتها وصقلها وتشكيلها عندما تتحول إلى صلصال تم توضع بالشمس لتجف وبعدها تدخل الأفران لتزداد صلابة .
وكذلك منطقة البصة وهى سميت بهذا الإسم لأنها فى اللغة معناها هى الأرض المالحة التى لا تشرب الماء بسهولة
وهذه مواصفات أرض منطقة البصة
وكلمة السبخة أيضاً بمعنى البصة
ولإقتراب الماء من سطح الأرض وكثرة نبات البوص الذى كان يستخدم فى بعض الصناعات اليدوية قديما وهى مناطق قريبة من البحر وكانت الناس تشرب منها وتزرع وتسقى الدواب وهى منطقة يزرع فيها أشجار النخيل لتتحمل ملوحة الماء ولا يمكن فيها البناء المرتفع .
من المطاين :
كلمة المطاين كلمة مشهوره عند سكان دير البلح قديما وهى منطقة تقع فى الجزء الشمالي الشرقي من المدينه تربتها طينية وكما تعلمون قديما معظم منازل أهل المدينه مصنوعة من الطين وكانت في غاية الروعة والجمال وتلك البيوت باردة صيفاً دافئة شتاءا
كانت أرض المطاين أجود انواع التربة الطينية التي يصنع منها منازل المواطنين والتي كانت الناس تذهب بواسطة عربات تجرها الحمير والأحصنة وتملأ بتلك التربه الطينية وتحضر للمكان المراد فيه بناء المنزل ويتم عمل حوض وتغربل التربة وتعجن بالماء وقش التبن وهو القش الجاف الذى تم طحنه بعد حصاد القمح ليزيد الجدران صلابه وعدم انهيارها عند تعرضها للأمطار
وعند بناء الجدران يتم سقفها بواسطة أعمدة خشبية مائلة قليلا تكون المسافات بينها قليلة تم يوضع عليها بشكل عرضي ومتقاطع أعواد خشبية غالبا من سعف وجريد النخيل وترش بطبقات من الطين الصلصال المعجون بالماء والقش ليعطي صلابة لدرجة أنها عندما تجف يمكنك الصعود فوقها والسير عليها .
فكانت منطقة وأرض المطاين من اجود الأنواع لصناعة البيوت الطينية والأفران الطينية التى تعد لصنع الخبز والطعام بشتى أنواعه .
يللا نروح علي السكة شرق :
ما من أحد فى المدينة قديما إلا وذهب بشكل مستمر شرق المدينه نحو السكة الحديدية، حيث كان القطار يربط بين القاهرة وقطاع غزة ومحطة للقطار أمام مدينة دير البلح هناك تجد أسمى معاني الحياة حيث تجد الناس على جانبي السكة الحديدية منهم من ينتظر القطار ليركب ويكمل طريقة نحو القاهرة ومنهم من يقف بالمكان يبتاع البضائع للزوار القادمين ومنهم من ينتظر الزوار القادمين ليشتري ما لديهم من بضائع ومنهم من يأخذ عروسة ويسافر بها نحو مصر أو العكس لذلك تجد بأن عدد كبير من سكان قطاع غزة متزوجين من نساء مصريات لسهولة التنقل آنذاك دون حواجز أو فواصل .
وهو خط سكة حديدية للتبادل الثقافي حيث كثير من الطلاب في غزة يذهبون للدراسة في جامعات مصر العريقة وكلياتها المتميزة كليات الطب والحقوق وعلوم الشريعة وغيرها فكانت سكة الحديد ليست قضبان حديد فحسب بل هي شريان حياة وشريان ثقافة .
الذهاب إلى السكة الحديدية شرق دير البلح شيء ذو معاني كثيرة لكل مقصده وحاجته وتجد شتى أنواع الأسواق بالقرب من السكة أسواق الخضار والفواكه حسب الموسم الزراعي وتبادل تجاري وأسواق الأغذية المصنوعة يدوياً من الجبن والسمن والعسل وكذلك أسواق الطيور والأغنام والمواشي
ولكن للأسف توقفت سكة الحديد عن العمل عقب نكسة عام 1967، توقف خط السكة الحديد الذى كان يربط بين قطاع غزة ومصر عن العمل، بعد حوالي 49 عاما من الخدمة منذ إنشائه عام 1918، خلال الانتداب البريطاني. ومع توقف رحلات القطار، انقطع شريان الحياة للطلاب الفلسطينيين المتجهين إلى جامعاتهم فى القاهرة، والتجار الوافدين من وإلى غزة .
البركة غرقانه :
منطقة البركة منطقة زراعية تقع في أقصى جنوب غرب مدينة دير البلح، في الماضي، كان حي البركة في مدينة دير البلح جزءًا مهمًا من حياة المدينة، ويتميز بموقع استراتيجي بالقرب من ساحل البحر الأبيض المتوسط وكان الحي يشتهر بوجود بركة كبيرة بسبب انخفاضها نسبياً عن باقى أراضي مدينة دير البلح فتتجمع فيها مياة الأمطار من عدة مناطق، وأيضاً بسبب فيضانات ما يعرف بوادي السلقا الذي يأتي من شرق المدينه وتستخدم مياة تلك البركة للسقي والري ورعى المواشي وشربها من تلك البركة المليئة بالماء العذب، بالإضافة إلى المساحات الزراعية المخصصة لزراعة النخيل والزيتون سقيا للحيوانات وتربيتها في حظائر ومناطق صالحة للرعي مما جعل منطقة البركة لسنوات طويلة غير صالحة للسكن لحين قيام الإحتلال الإسرائيلي بوضع سدود وحجز مياة الوادي لديهم للاستفادة منها وحدهم في تجمعات استيطانية ما تعرف بإسم غلاف غزة وبالتالى أصبحت أرض البركة جافة وبدأ الناس في التوسع العمراني نتيجة لزيادة تعداد السكان في مدينه دير البلح بحثاً عن أماكن سكنية وبدأ البناء في منطقة البركة رويداً رويداً حتى أخذ إنتشار كبير وأصبح الحى مكتظ بالسكان ونتيجة لهذا التزايد بدأت المرافق الحيوية بالإنشاء مدارس وعيادات طبية وبنية تحتية وطرقات ومؤسسات المجتمع المدني ، ومن حين لآخر يقوم الإحتلال الإسرائيلي بفتح تلك السدود وتكرر ذلك الفعل عدة مرات خلال آخر ثلاثة عقود مما جعلها تغرق بالمياة فيضطر الناس للنزوح لأسابيع لحين أن تجف تلك المياة ومن تم العودة لبيوتهم .
وبالحديث عن الآثار القديمة المكتشفة في حى البركة هي أثار رومانية وبيزنطية وجدت في مناطق محددة بالقرب من البحر وهي مرتفعة نسبياً عن باقى أجزاء حى البركة لطبيعتها التى تسمح بوجود هكذا آثار مما يدلل على أنهم قديما سكنوا فى تلك المناطق المرتفعه نسبياً لتجنب الفيضانات التى كانت تجرف بيوتهم ومحاصيلهم ومواشيهم وكانت تلك الفيضانات تتسبب في وفاه العديد منهم .
تزايد عدد سكان حى البركة بعد نكبة عام 1948 عندما إتخذت العائلات منها موطناً لهم بعدما تم تهجيرهم من قراهم الأصلية بسبب الإحتلال الإسرائيلي الذي لم يتركهم في حال سبيلهم حتى بعد تهجيرهم فكان الإحتلال الإسرائيلي يختار أجود المناطق الزراعيه ويضع يده عليها ويحولها لبؤر استيطانية وكانت منطقة البركة أرض زراعية خصبة مما جعلها مجمع استيطاني كان يعرف بإسم غوش قطيف وعلى حدود نيتسر حزاني سابقاً والتي تم تأسيسها على أراضي منطقة البركة لأهمية موقعها الجغرافي والاستراتيجي في وسط قطاع غزة .
أنشأت مستوطنة نيتسر حزاني عام 1973 بين دير البلح وخانيونس (المسافة بين المدينتين 7 كم) وبعد 2 كم إلى الشرق من شاطئ البحر وهي من أهم المناطق وأجود المناطق الزراعيه وهى ذات موقع جغرافي متميز .
حى البركة حى مهما في دير البلح، وكان له دور كبير في حياة المدينة الزراعية .
حى بشارة ومعبد الخضر :
سمي حى بشارة بهذا الإسم وهو حى ذو أهمية تاريخية حيث عرفت دير البلح بأنها مكان للعبادة وبها معابد رومانية قديمة معبد الخضر الذي بناه القديس هيلاريون في القرون الأولى للميلاد. وكان التعميد للأطفال في ما يعرف اليوم بحي بشارة وهو بالمناسبة لا يبعد كثيرا عن معبد الخضر والمسافة بينهما أقل من واحد كيلو متر
تضم مدينة دير البلح عدة أحياء، بما في ذلك حى بشارة، بالإضافة إلى أحياء أخرى مثل حى قاعود، حى السلام، حى المشاعلة، حى الموراس، وحى المطاين.
وبالحديث عن معبد أو مقام الخضر بشكل أعمق فهو منذ الأزل معلم من معالم مدينة دير البلح حتى يومنا هذا .
يعرف المقام باسم “الخضر” في اللغة العامية، بينما يعتقد أن أصله هو “مار جرجس” وهو أحد القديسين المسيحيين
مقام الخضر في دير البلح هو بناء أثري تاريخي قديم يقع في وسط مدينة دير البلح، ويتألف من عدة أجزاء منها مصلى صغير ومحراب وساحة وثلاث قباب.
تحت المقام يوجد قبو يتصل به بـ 10 درجات ويوجد فيه مزار .
يعتقد أن المقام أنشئ ليكون مسجداً صغيراً للصلاة فوق دير القديس هيلاريون الذي يعود إلى القرن الثالث الميلادي، وهو أقدم دير لا يزال قائماً في فلسطين .
مقام الخضر تعرض للإهمال فترة وجود الإحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة وبعد تحرر المدينه التى كانت أول مدينه بدأت منها عملية السلام ودخلتها السلطة الوطنية الفلسطينية، وبدأ الإهتمام والبناء وإعادة الترميم والحفاظ على الحضارة الفلسطينية لأن التراث الفلسطيني جزء من تاريخنا العريق، تم ترميم المقام في الماضي بتمويل من السويد عبر اليونسكو، وبالتعاون مع المملكة البلجيكية العريقة .
تم تحويل المقام إلى مكتبة للأطفال في عام 2017 بإشراف جمعية نوي التي جعلته تحفة فنيه وموقع ثقافي ومكتبة مما أعاد مكانه المقام في الوسط المحلي والعالمي ويأتيه زوار من مختلف البلاد لمكانته التاريخية المتميزة ويعتبر المقام من المباني الأثرية الهامة جداً في مدينة دير البلح خاصة وعلى مستوى فلسطين عامه.
قوزة الحذبة :
سميت الحدبة في مدينة دير البلح بهذا الإسم نسبه إلى ارتفاعها الواضح والمقوس نسبياً وكونها أعلى مكان في مدينة دير البلح، مما يسهل رؤيتها من مسافات بعيدة في ظل عدم وجود مباني عالية آنذاك ومن خلالها كان سكان المدينة يستطيعون مشاهدة شاطيء البحر بالعين المجردة رغم أن المسافة تزيد عن اثنين كيلو متر تقريباً .
الحذبة هي منطقة مرتفعة في دير البلح يفضل سكان المدينة السكن والإقامة فيها لأنها تكون في الصيف الجو ألطف من باقي المناطق وفى الشتاء تكون مكان آمن من سيول وفيضانات الأمطار ، ومما يجعلها بارزة وواضحة في المشهد.
وإرتفاع الحذبة يمنحها أهمية استراتيجية، فهي نقطة مراقبة ممتازة للمنطقة المحيطة وتستطيع من خلالها رؤية المناطق البعيدة بشكل واضح بالعين المجردة وسهولة الرؤية
بسبب إرتفاعها، حيث يمكن رؤية الحذبة من مسافات بعيدة، مما يجعلها نقطة مرجعية هامه للمنطقة بأكملها
ويعود تاريخ تسميتها بهذا الإسم كما يعتقد بأنه قد يكون لهذا الإسم علاقة بالماضي التاريخي للمنطقة، حيث كانت الحذبة نقطة تجمع للسكان وكذلك كما أشرنا سابقاً بأن قطاع غزة كان عبارة عن محطات هامة تاريخياً وتتخذ الجيوش شاطيء البحر طريق لهم ويتخذون من مدينة دير البلح مكان يستريح فيه الجنود والقوافل من رحلاتهم الطويلة والشاقة وأفضل مكان ليكونوا في أمان هو منطقة الحذبة أو كما يطلق عليها قوزة الحذبة التي من خلالها يشاهدون كل ما يحيط بهم بوضوح ومن مسافات بعيدة وهي موقع مهم جداً في الماضي أما الآن فلقد أصبحت مكتظة بالسكان والبنيان العمراني ولكنها مازالت تحتفظ بإسمها التاريخي حتى يومنا هذا وتلك هى بعض الأشياء عن المدينة العريقة مدينة دير البلح العريقة
وهذه قصيدتي اهداء لكل أبناء مدينة دير البلح العريقة بعنوان :
” دير البلح فخر وبهاء “
دير البلح يا رمز الايباء
يا صقر شامخ يلوح بالسماء
دير البلح يا عز وفخر وبهاء
مدينتي يا مدينة الشرفاء
دير البلح يا رمح في صلب العدا
امشي لك بحور وبلاد ومدا
ما اتعب ولا يثنيني عنك وغى
هاتي رجال وهاتي بارود
بأرواحنا عنك نذود
عن حبك والله ما نعود
نبقى حصون نبقى سدود
نحمي حماك كالأسود
يا قلبي يا نبض الوريد
يا قصة احكيها للشبل و للوليد
يا حكاية شعب وصمود
نخيلك حكاية يرويها الجدود
دير البلح حبك شغفني
رسمتك حروف ونقشتك بضلوعي
ما أحيد عنك ولا عزمي يثنيني
أنت القلب أنت نبض شراييني
أنت أمل بكرا والنور بعيوني
دير البلح يا نور في قلبي سرى
بحرك نسيمه عليل الهوى
دير البلح يا رمز البناء
يا مدينتي يا مدينة العطاء
بقلم الشاعر الفلسطيني/ هاني مصبح
اتمنى أن أكون قد تركت بصمة ونبذة عن تاريخ المدينة للأجيال القادمة ليتمسكوا بتاريخ وحضارة مدينة دير البلح لتبقى رمزا شامخاً في قلوب ساكنيها.