اخر الاخبار

حرب غزة: تحديات وعِبر أمد للإعلام

أمد/ تُمثل حرب غزة الأخيرة واحدة من أكثر المحطات دموية وتعقيدًا في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، كاشفةً عن حجم التحديات السياسية والإنسانية والأمنية التي تواجه المنطقة، ومُسلطة الضوء على العِبر التي ينبغي التوقف عندها لاستخلاص الدروس وبناء مستقبل أكثر عدلاً واستقراراً.

 

أولاً: التحديات الإنسانية والسياسية

 

من أبرز التحديات التي كشفت عنها الحرب هو الانهيار شبه التام للبنية التحتية في قطاع غزة، نتيجة القصف المستمر والحصار طويل الأمد. آلاف الشهداء والجرحى، أغلبهم من المدنيين، وملايين النازحين، تُظهر فداحة الكلفة الإنسانية. كما واجهت المؤسسات الدولية صعوبة بالغة في إيصال المساعدات، ما زاد من معاناة السكان.

 

سياسيًا، كشفت الحرب عن عمق الانقسام الفلسطيني الداخلي، وضعف الموقف العربي الرسمي، وازدواجية المعايير في تعامل القوى الكبرى مع القضايا الإنسانية، مما زاد من شعور الفلسطينيين بالعزلة.

 

ثانيًا: التحولات في الرأي العام العالمي

 

أحد أبرز العبر المستخلصة من هذه الحرب هو التغير الواضح في الرأي العام العالمي. فقد شهدنا تزايداً في الأصوات المؤيدة للحقوق الفلسطينية، خاصة في الغرب، مع تنامي حملات المقاطعة وانتقادات علنية لسلوك الاحتلال. هذا التحول يُعد فرصة لإعادة بناء الخطاب الفلسطيني السياسي والإعلامي على أسس أكثر تأثيراً.

 

ثالثًا: لا بد من استخلاص العِبر والدروس المستفادة من هذه التجربة المريرة  مثل:

 

1. الوحدة الوطنية أولوية: الحرب أبرزت الحاجة الماسة إلى توحيد الصف الفلسطيني، وتجاوز الانقسامات الفصائلية، من أجل تمثيل القضية بصورة موحدة وفعالة.

 

 

2. إعادة تعريف المقاومة: يجب إعادة النظر في أدوات المقاومة، سواء كانت عسكرية، دبلوماسية، أو قانونية، لتحقيق الأهداف الوطنية دون تكبيد المدنيين خسائر فادحة.

 

 

3. الاستثمار في الرأي العام العالمي: استغلال التحولات في المواقف الدولية يتطلب دبلوماسية نشطة، ومؤسسات مجتمع مدني قادرة على بناء شبكات تضامن دولية قوية.

وفي الختام لا أحد يستطيع أن ينكر أن

حرب غزة ليست مجرد محطة عابرة، بل جرس إنذار يُحتم على كافة الفاعلين المحليين والإقليميين والدوليين مراجعة مواقفهم. فالسلام الحقيقي لن يتحقق إلا بزوال الاحتلال، وإنهاء المعاناة المستمرة للشعب الفلسطيني، والالتزام الجاد بمبادئ العدالة والكرامة الإنسانية وهذا ما نصبو إليه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *