اخبار السودان

هل يحاول بوتين شق الصف بين أمريكا وأوروبا؟

هل يحاول بوتين شق الصف بين أمريكا وأوروبا؟

صدر الصورة، Reuters

  • Author, ستيف روزنبرغ
  • Role, محرر الشؤون الروسية

ليست المرة الأولى التي نرى فيها طريقة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في التعامل مع التحذيرات الدولية، فهو لا يفاعل معها بشكل جيد، ورأينا ذلك مجدداً خلال الليلة الماضية، في الكرملين.

انتقد الرئيس بوتين القوى الأوروبية بشدة لتحدثها مع روسيا “بطريقة فظّة، وتقديم التحذيرات”، ولم يُسهب في التفاصيل، إذ لم يكن بحاجة إلى ذلك.

كان هذا بوضوح ردّ بوتين على التحذير الذي وجهه القادة الأوروبيون في كييف.

وهددّ القادة الأوروبيون بفرض المزيد من العقوبات عليها وتقديم المزيد من المساعدات العسكرية لأوكرانيا، في حال لم توافق على وقف إطلاق نار غير مشروط لمدة 30 يوماً اعتباراً من يوم الاثنين.

ويوم السبت، قال كير ستارمر إنه “إذا كان بوتين جاداً بشأن السلام، فلديه فرصة لإثبات ذلك”.

تخطى الأكثر قراءة وواصل القراءة

الأكثر قراءة

الأكثر قراءة نهاية

وردّ الكرملين: نحن جادون، لكننا سنُظهر ذلك بطريقتنا.

وكانت طريقة بوتين هي اقتراح إجراء محادثات مباشرة مع أوكرانيا في إسطنبول الخميس المقبل.

ولكن الأهم من ذلك، لا يوجد وقف إطلاق نار فوري.

فهل يُعدّ عرض الكرملين مبادرة سلام جادة؟ أم أنه مجرد محاولة من موسكو لكسب الوقت وإطالة أمد الحرب؟ وهل تسعى روسيا، بهذا الاقتراح إلى شقّ صفوف التحالف الغربي الداعم لأوكرانيا؟

لنبدأ بسؤال قصير وجوهري: هل يريد فلاديمير بوتين السلام؟

يزعم أنه يريد ذلك، لكن بشروط روسيا فقط.

إذ ترى موسكو أنها لن تستفيد كثيراً من وقف إطلاق نار غير مشروط لمدة 30 يوماً، لا سيما وأنها تعتقد أنها تملك حالياً زمام الأمور في ساحة المعركة على الأراضي الأوكرانية.

رئيس الوزراء البريطاني السير كير ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وفولوديمير زيلينسكي محاطون بوسائل الإعلام وأفراد الجيش أمام كنائس كييف ذات القباب الذهبية

صدر الصورة، AFP via Getty Images

التعليق على الصورة، استضاف فولوديمير زيلينسكي زعماء العالم في كييف في 10 مايو/أيار

تخطى يستحق الانتباه وواصل القراءة

يستحق الانتباه نهاية

لكن روسيا لا تريد أن يُنظر إليها على أنها عقبة أمام السلام، فهي حريصة على الاحتفاظ بعلاقة جيدة مع إدارة دونالد ترامب، وتعمل جاهدة لتحسينها.

وإذا استمر التقارب الأمريكي الروسي، فإن الكرملين يأمل في تخفيف العقوبات والحصول على دعم اقتصادي.

وباقتراحه محادثات مباشرة في إسطنبول، يُرسل الرئيس بوتين رسالة إلى البيت الأبيض مفادها: “أنا رجل سلام”.

لكن، وبعدم موافقتها على وقف إطلاق نار فوري لمدة 30 يوماً، يُرجَّح أن تواصل روسيا الحرب، وتدفع باتجاه التوغل في المزيد من الأراضي الأوكرانية واحتلالها.

ستستقبل كييف إشارة زعيم الكرملين إلى “عدم استبعاد” أن تُفضي محادثات إسطنبول إلى “وقفات إطلاق نار جديدة”، بشكوك كبيرة.

فعند الحديث عن الحرب والسلام، تجدر الإشارة إلى أن الرئيس بوتين هو من اتخذ القرار، وأمر بالغزو الروسي الشامل لأوكرانيا عام 2022، ما يُنظر إليه على أنه محاولة لإجبار أوكرانيا على العودة إلى فلك موسكو.

ومع ذلك، لم يُسمِّها بوتين حرباً، بل لطالما صوّر تحركات روسيا على أنها “عملية عسكرية خاصة”.

وفي الليلة الماضية، أعلن بوتين أن “هناك قتال مستمر، حرب. لكننا نعرض استئناف المحادثات التي انقطعت، وليس بسببنا. ما العيب في ذلك؟”

في حسابات الكرملين، ربما يحدث عرض إجراء محادثات مباشرة في إسطنبول، شرخاً بين الإدارة الأمريكية والقادة الأوروبيين.

فعقب إعلان بوتين، أشاد الرئيس ترامب بـ”يوم عظيم محتمل لروسيا وأوكرانيا” في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، ووعد “بمواصلة العمل مع الجانبين لضمان حدوث ذلك”.

ووصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عرض بوتين بأنه “خطوة أولى، لكنها غير كافية”، مشيراً إلى أن “وقف إطلاق النار غير المشروط لا تسبقه مفاوضات”.

وأعلن بوتين عن مقترحه في بيانٍ صدر في وقتٍ متأخر من الليل داخل الكرملين.

كنتُ ضمن مجموعة صغيرة من الصحفيين الأجانب الذين دُعوا لحضور ما قيل إنه مؤتمر صحفي.

وبعد أن انتظرنا عدة ساعات، لم يُجب الرئيس الروسي على أي أسئلة، وغادر القاعة فور إلقاء بيانه.

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *