تقارير فنية توضح 6 أسباب لتعثر نادي النصر السعودي والرهان على استعادة المجد الضائع

رغم تحوله إلى أحد أبرز أندية الشرق الأوسط من حيث النجومية والاستثمار، ما زال نادي النصر السعودي يعيش واقع متناقض بين الحضور القوي خارج الملعب والإخفاقات المتكررة داخله، ليجد نفسه في كل موسم أمام السؤال نفسه: لماذا لا يفوز النصر رغم كل ما لديه؟
نادٍ كبير في أزمة هوية
النصر أحد أقطاب الكرة السعودية الأربعة بجانب الهلال، الاتحاد، والأهلي، يقف اليوم في مفترق طرق حاسم، فإما أن يترجم مشروعه الطموح إلى بطولات تليق بتاريخه وجماهيره أو أن يظل سجين النتائج المتواضعة رغم ضخامة الإنفاق وتوفر الإمكانات الفنية واللوجستية، فالفريق الذي جلب كريستيانو رونالدو، وتبعه بعدة صفقات من العيار الثقيل، لم يتمكن حتى اللحظة من ترجمة هذه القوة النظرية إلى واقع على أرض الملعب.
كريستيانو رونالدو بين الأمل والعبء
حين وقّع النصر مع كريستيانو رونالدو، بدا كأن النادي بصدد تدشين عصر جديد من المجد، غير أن الحصيلة خالفت التوقعات. فالنجم البرتغالي، رغم اسمه اللامع، لم يقدم ما يشفع لهذا الاستثمار الفني الضخم، بل أصبح مصدرًا للجدل بعد تضييعه لفرص حاسمة، وإصراره على تنفيذ الركلات الثابتة رغم عدم نجاحه، إلى جانب تأثيره غير المباشر على أداء اللاعبين المحليين الذين بدوا في كثير من المباريات فاقدين للتركيز والجماعية، وكأن الفريق بأكمله يدور في فلك رونالدو.
أزمة الأداء تحت الضغط
ويُجمع كثير من المراقبين أن أزمة النصر في السنوات الأخيرة ليست في المهارات أو نوعية اللاعبين، بل في غياب الثبات الذهني والتكتيكي تحت الضغط. ففي كل بطولة كبرى، تظهر أعراض “رهبة المناسبات”، وتهدر الفرص في محطات حاسمة، كما حدث مؤخرًا أمام “كاوازاكي” الياباني في دوري أبطال آسيا، حين بدا الفريق مفككًا، غائبًا عن شخصيته رغم النجوم الحاضرين.
إدارة متقلبة وهوية ضائعة
أحد أبرز أسباب الإخفاق المستمر يتمثل في عدم الاستقرار الإداري والفني. فالنصر غيّر أكثر من مدرب خلال مواسم قليلة، وترافق ذلك مع تعاقدات بعضها بلا رؤية واضحة، ما ساهم في غياب الانسجام، وتضارب الهويات داخل الفريق. ويبدو أن ضغط الجماهير وسقف الطموحات العالي قد قاد إلى قرارات متسرعة في لحظات حاسمة، مما أثر سلبًا على مشروع بناء الفريق على المدى البعيد.
هل من طريق للعودة؟
عودة النصر إلى قمة المجد تبدأ من إعادة التوازن للمشروع، وتثبيت جهاز إداري يتمتع بالكفاءة والخبرة، يعمل بمنهجية لا تخضع للعاطفة، كذلك من الضروري الاستثمار في الفئات السنية، لبناء قاعدة قوية ومستدامة من اللاعبين المحليين، تجمع بين الخبرة والدماء الشابة.
إتبعنا