ملف الامارت يكشف حجم التخبط والفشل الذي يعيشه السودان

محمد احمد علي محمد
اضطرت حكومة السودان للتراجع عن قرار قطع العلاقات مع الامارات واعادة فتح قنصليتها في الامارات واستمرار تجارتها كما هي مع الامارات .. وتم تحويل القرار من قطع علاقات لمجرد تخفيض التمثيل الدبلوماسي بسحب السفير واستمرار طاقم القنصليات والسفارة كما هو والتجارة. كما هي!! وقرار تخفيض العلاقات لاقيمة له لانه لايوجد سفير اماراتي بالخرطوم منذ اندلاع الحرب ولايوجد سفير سوداني بالامارات منذ تقاعد السفير السوداني للمعاش .. اذن العلاقات كما هي ولا جديد.
ماحدث يكشف حجم الجهل والغباء والتخبط الذي يعيشه السودان هذه الايام وهذا العبث الذي يحدث في كل المجالات والذي راح ثمنه ارواح الاف المواطنين وممتلكاتهم وتدمير دولة حتى الانهيار التام..
لماذا اجتمعت عدد من قيادات الدولة واتخذت قرار خاطئي حتي الطفل الصغير يعرف انه خطأ ثم يضطرون للتراجع عنه؟
قرار قطع العلاقات مع الامارات قرار غبي لان الامارات لا تحتاج للسودان في شيء ومنذ اكثر من نصف قرن لم يزور رئيس او وزير اماراتي السودان ولا يوجد امارتيين يعملون في السودان ولكن رؤساء السودان والسياسيين لايتحملون الغيبة عن الامارات اسبوع واحد وملايين السودانيين يعيشون في الامارات ويتكسبون عيشهم من هناك ويعيلون اسرهم في السودان من عملهم هناك.. لو كانت الامارات تدار بنفس الغباء والعنتريات الذي يدار به السودان الآن كانت ستقطع علاقاتها مع السودان وتطرد السودانيين وبهذا سيتضرر السودان كثيرا وسيتحول ملايين السودانيين لعاطلين ولجوعى ولكن الامارات انتصرت علي حكومة الجهل بالضربة القاضية ولقنتها درس وافهمتها ان الامارات احرص علي مصالح السودانيين من هذه الحكومة المسخرة .. ولهذا تقدمت الأمارت كثيراً في العهود الماضية وتراجعنا نحن كثيراً بسبب طريقة إدارة الدولة.
الدول لا تدار بالعنتريات والعواطف.. الدول تدار بالحرص على المصالح المشتركة مع الدول، والقائد الحكيم هو الذي يستطيع أن يرى ما خلف السطور ويستطيع توقع الاحداث بشكل سليم ثم يقيم الموقف ليتخذ بعد ذلك القرار الذي يحقق اكبر حجم من المصالح للدولة والشعب في حالة السلم ويتخذ القرار الذي يخرج الدولة باقل قدر من الخسائر في حالة الحرب.
ولكن نحن مع الاسف بنعمل عكس هذا تماماً ونتخذ القرارات بناءاً على العواطف.
البطولة هي ليست أن تخوض حرب خاسرة تدمر بلدك حتى تشبع ضعف وجداني وتعالج شعور بالنقص والدونية عند البعض، ولكن البطولة هي أن تحافظ على بلدك سليم كامل وتحافظ على ارواح شعبك وممتلكاتهم. هذه هي البطولة وهذا هو النصر.
[email protected]
المصدر: صحيفة الراكوبة