من بيرو إلى الفاتيكان “ليو الرابع عشر” أول بابا للفاتيكان من أمريكا.. السيرة الذاتية

في واحدة من أكثر اللحظات مفاجأة في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، أعلن الفاتيكان انتخاب الكاردينال الأمريكي روبرت فرانسيس بريفوست بابا جديد خلفًا للبابا فرنسيس، متخذ الاسم البابوي ليو الرابع عشر، في خطوة وُصفت بأنها “نقلة مفاهيمية” في توجهات الكنيسة نحو العالم الجديد.
من هو ليو الرابع عشر؟
ولد ليو الرابع عشر عام 1956 في مدينة شيكاغو الأمريكية، ونشأ في بيئة كاثوليكية تقليدية، لكنه لم يكن مجرد رجل دين أمريكي كلاسيكي، بل كرس سنوات طويلة من حياته للتبشير والعمل الإنساني في أمريكا اللاتينية، وتحديدًا في بيرو، حيث خدم كأسقف في مدينة شيكلايو بين عامي 2014 و2023.
بعد عودته إلى روما تولى منصب بالغ التأثير في الفاتيكان، إذ رأس دائرة الأساقفة، الجهة المسؤولة عن اقتراح وتعيين الأساقفة الجدد حول العالم، مما جعله قريبًا من قضايا الكنيسة العالمية ومتشبث بفهم عميق لطبيعة التحديات التي تواجه المؤسسة الكنسية في القرن الحادي والعشرين.
لماذا يعد اختياره غير تقليدي؟
لطالما تفادت الكنيسة الكاثوليكية اختيار بابا من الولايات المتحدة، خشية من الخلط بين القوة الدينية والنفوذ السياسي لأمريكا، لكن تجربة بريفوست “غير الأمريكية” رغم جنسيته، وتجذره في قضايا الجنوب العالمي، جعلاه استثناء نادر، لقد خفف من هذه الهواجس عبر عقود من العمل الميداني البعيد عن أي طموح سياسي.
الأكثر من ذلك، أن بريفوست يعد امتداد طبيعي لنهج البابا فرنسيس، من حيث التركيز على التواضع، والعدالة الاجتماعية، والانفتاح بين الأديان، ما عزز من حظوظه بين مجمع الكرادلة.
ماذا يعني اسمه البابوي “ليو الرابع عشر”؟
اختيار اسم “ليو” يفتح الباب أمام تفسيرات لاهوتية ورمزية عميقة البابا ليو الأول في القرن الخامس كان مدافع شرس عن العقيدة، وليو الثالث عشر في القرن التاسع عشر عرف بإصلاحاته الاجتماعية وموقفه من الحداثة. قد يشير اسم “ليو الرابع عشر” إلى رغبة البابا الجديد في الجمع بين الحزم العقائدي والانفتاح الاجتماعي في عصرٍ بالغ التعقيد.
التحديات الكبرى على طاولة ليو الرابع عشر
الملف الأول على أجندة البابا الجديد سيكون مستقبل الكهنوت، في ظل تراجع أعداد القساوسة عالميًا، والجدل المتصاعد حول دور المرأة في الكنيسة، كما سيواجه تحديات داخلية تتعلق بإصلاح المؤسسات الكنسية، وزيادة الشفافية، ومعالجة ملف الانتهاكات الأخلاقية، وهو ما سيضعه في اختبار مبكر أمام الرأي العام العالمي.
على الصعيد الخارجي، سيكون عليه التعامل مع عالم منقسم سياسيًا ودينيًا، ومع تزايد الاستقطاب في قضايا مثل الهجرة، المناخ، والهوية الثقافية.