المستبدّ والنَزَق: تأملات استبدّت بنا!

1الاستبدادُ يضيّق النظر، فلا يَرى المستبدُ غير ذاته المتعالية.
2المستبدّ مغلقُ الدائرة وقلّما ينفتح إلا على الدائرة اللصيقة به، وبحدود الرغبات والهوى والنزق.
3كلما كنت مشعلًا لنزق المستبد (الدِكتاتور)، ومفتاحًا لتنفيذ رغباته، وطاهيًا لنوع الطعام الذي يحبّه فأنت المقرّب وأنت بالثقة جدير.
4الاستبدادُ يقتل الابداع. لأنه يضيّق النظر ويطمسُ العقل بغلبة الهوى على الفكر.
5عند المستبد ترجح دومًا كفّة الإخلاص أو الطاعة العمياء في الميزان، فتسقط الكفاءات قربانًا لحالة الاختلال.
6المستبدُ (الدِكتاتور) مكتملٌ كالقمر، لكنه ليس كالقمر! فهو متوقّف عن التبدل الطبيعي ما بين الهلال والمُحاق ما يناقض الناموس.
7في الاستبداد نزقٌ وقدرة عجيبة على مباغتة الديمقراطية، واستخدامها، واستغلال أدواتها.
8صلابة المواجهة المتحدة قد تردع الاستبداد. والانهيار تحت شهوة الطمع والجشع والتزلف والانانية والحزازيات أو فساد الطويّة يُسقط الصلابة.
9المستبد (بالأجنبية الدكتاتور) يستغل قيم الولاء والانتماء والمحبة والوفاء والقُرب فيربطها معًا بمدى الإخلاص لشخصه النَزِق فقط.
10 القائد المستبد استغلالي مُحنّك، يفهم المحيطين به جيدًا، ويمتلك مقدرة اللعب على رغبات الأتباع وأهوائهم فيسخّرها لمصلحته.
11المستبد ذو مكانة متفردة، وموقع عالٍ سامٍ لا يصله أحد، فمتى أشعرته بذلك رفعك درجة درجة في سلم الذِلّة.
12المستبدُ لا يحتاج لأعين! لأنه يرى كل شيء بوعيه الداخلي المغلق.
13المستبد لا يعترف بعبارة (كونوا على قلب رجل واحد) فهو الرجل الواحد ولا قلب له.
14المستبد يفهمُ التعامل مع الموظفين/الأدوات، ويصنعهم. ولا يفهم كيف يتعامل مع المناضلين، ولا يريد.
15يقول المثلُ (ما حار من استشار، ولا ندِم من استخار) والمستبد لا يحار، ولا يندم.
16المستبد يصنعُ قِيَمه هو فقط ويسيجّها بالتنابل، ولا أخلاق ولا قيم عامة تُلزمه
17الخوف يُسقِط الرُكَب، لذا كان تمزيق أستار العتمة مدخل الثورة ومقاومة الطغيان.
18استغلال الدين أو البيعة أو الطاعة لدى الأتباع هو مصعد المستبدّ نحو الطُغيان.
19كلمةُ حق عند سلطان جائر هي أعظم الجهاد كما قال سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم. لأنه إذا قال الحق بوجه الطاغوت المتلفّع بالدين أو القومية أو المصلحة الوطنية أوغير ذلك من أردِية، فقد أهدف نفسه للهلاك، فصار ذلك أفضل أنواع الجهاد من أجل غلبة الخوف.
20كُن مع الحق ولا تُبالي، وكُن نصيرًا للخير والضعفاء والكلمة، وبإظهار الفوز لا تُغالي.
21قال يسوع المسيح لبيلاطس، "ما مَملكَتي مِنْ هذا العالَمِ. لَو كانَت مَملكَتي مِنْ هذا العالم، لَدافَعَ عنِّي أتباعي حتى لا أُسلَمَ إلى اليَهودِ. لا! ما مَملكَتي مِنْ هُنا" (يوحنا 18: 36).مسبغًا عظيم القيم السماوية حيث مملكته بالسماء (ما مملكتي من هنا) في مواجهة الظلم والاستبداد.
22قال تعالى "فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا ۚ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ"(هود112)، وقال:"وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ (7) أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ، وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ (9)الرحمن : 79)، لذا فإن الطغيان بجميع أشكاله يتجاوز الحدّ ما يعني وجوب وجود قوة تعمل على تعديل الميزان بالعقل أولًا ثم بالأساليب الأخرى.
23ثقافة الخوف أو التخويف أو(عايزين ناكل عيش) أو (امشِ الحيط الحيط)، تَعدِل الذهب في ميزان المستبد المختل أبدًا.
24المستبد بالدين يُسقِط قداسة الدين على ذاته وأقواله وأفعاله حتى لو فسق، ثم قد يعمّمها على جماعته مادامت له موالية، فيصبح المستبد مقدسًا في قيامته وحين الأُفول.
25الانبهار بالآخر والافتتان به من غير حضارتنا المتميزة تخلٍ عن قوة داخلية عظيمة، وتقييد للذات في تعظيم للشعور بالعجز أو التفاهة أو النقص، وضرورة التبعية للقوي المستبد.
26معادلة الطغيان والاستبداد هي:استخفاف وطاعة عمياء. حيث قال تعالى عن قوم فرعون "فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قومًا فاسقين"(الزخرف/54) إذن هي القابلية للاستبداد (القابلية للاستعمار/الاستخراب عند مالك بن نبي)، فقد يكون الإنسان في السجن عند نظام فاسد، ولكنه حرّ في قلبه، لا يتقبل الذلَ والهوان والاستتباع والانبهار والافتتان والاستبداد .
27أخطر أنواع الاستبداد أن يألفه الناس، بخضوع العقول الحرة للتقييد طواعية مقرونة بجزيل الشكر والعرفان والتقديس للمستبد!