ماذا بعد هذه الخراب؟ معشر أنصار الحرب..!


مرتضى الغالي
عندما دعت القوى المدنية إلى إيقاف هذه الحرب اللعينة منذ الطلقة الأولى، إنما كانت تتوخّى خطورة الوصول إلى هذه المرحلة الحزينة من إزهاق أرواح المواطنين وتدمير البلاد وتشريد أهلها..!
ولكن للأسف كانت أبواق الحرب وجماعة الكيزان و(جنرالات التيه) يتهمون كل من يدعو إلى إيقاف الاقتتال بأنه من حواضن الدعم السريع..! في حين أن هذه القوى المدنية لم تأت بهذه المليشيات .. إنما أتى بها المخلوع ونظامه الفاسد الزنيم، وتبنّاها الكيزان، وأغدق عليها البرهان بالسلاح والرتب والإنعامات والمناصب والمواقع..وقتلت عساكره ومخابراته وأزلام أمنجيته وطاردت واعتقلت وحاكمت كل من دعا إلى حلها وتسريحها أو إدماجها في الجيش..!
ثم أضاف إليها البرهان وانقلابه عشرات المليشيات الأخرى .. وها نحن نقف الآن على أعتاب الأهوال والفواجع التي نتجت عن مواصلة الحرب .. وهاهي البلاد تدلف إلى مرحلة حرجة من هذه الحرب الفاجرة بمآلاتها القاتمة..! فهل تظل هذه الأبواق التي تنبح على ضلالها القديم..؟! أم أنها ترعوي وهي ترى ما وصل إليه الوطن مع جنرالات وحركات ومليشيات السجم والرماد، بعد أن بلغ حبل الأكاذيب والأوهام منتهاه، وانزلقت البلاد إلى مهاوٍ بعيد الأغوار حالكة السواد .. الله وحده العليم بقرارها المُظلم وقاعها السحيق..!
لقد راحت السكرة وجاء وقت الفكرة..! فإلى أين يريدون أن ينتهوا بالوطن..؟! الناس لا ينتظرون خيراً من المليشيات وقوى الإرهاب والظلام أو الطامعين في اختطاف السلطة والمال .. إنما ينظرون إلى ما تبقّى من جيش الوطن .. الذي تم تمريغ مهامه وواجباته ومهنيته وقوميته في الوحل والخبوب بعد تنكّر قادته الحاليين لشرف الجندية وارتهنوا لجماعة سياسية منبوذة من خارجه .. وسلموا رقابهم وقرارهم لها .. حتى أصبحوا يتكعبلون في الظلام مثل (الذي يتخبّطه الشيطان من المس) وهم في غفلة عما يحيق بالشعب جراء التفريط المعيب والخفّة واللامبالاة والعنجهية والجهل الفاضح بالعواقب الوخيمة التي سوف يعاني منها الشعب نتيجة لأقوالهم وأفعالهم الطائشة .. بل القوارع التي تُنذر بتفككه وانهياره..!!
يا دعاة مواصلة الحرب من جنرالات غفلة وحركات ارتزاق و(مقاولي أنفار) وصحفيين كومسنجية و(مثقفين عند الطلب) .. هل هذا هو ما كنتم تنتظرونه من مواصلة الحرب..؟! استمرار الاقتتال حتى يصل التدمير والخراب إلى الموانئ والمطارات وخزانات الوقود وخطوط الكهرباء وإمدادات المياه ومنافذ القوت والمقوت والصادر والوارد وإغلاق البلاد على أهلها حتى تموت البقية الباقية بالداخل بـ(اسفكسيا الاختناق)..؟!
هل لا تزالون تتدثرون بجلود التماسيح والعنسيت والفقاريات وتشيحون بوجوههكم (الدهينة بالكريمات) عن الدماء والخراب الذي تسببتم فيه وانتم تهللون لهذه الحرب اللعينة..؟! هل لا يزال لديكم بقية من (مداد سوء) ومن حشرجات إسفيرية تدّخرونها (لما هو أسوأ) في قادمات الليالي..؟!
[email protected]
المصدر: صحيفة الراكوبة