اخبار السودان

هجمات المسيّرات في بورتسودان تحولها من ملاذ إلى ساحة رعب

هجمات المسيّرات في بورتسودان تحولها من ملاذ إلى ساحة رعب

تصاعد الدخان بعد انفجارات في ميناء الجنوب بمدينة بورتسودان في 6 مايو 2025.

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة، تخشى المنظمات الإنسانية من أن يؤدي تصاعد الهجمات بطائرات بدون طيار إلى تعريض قدرتها على تقديم المساعدات للخطر
  • Author, محمد محمد عثمان
  • Role, مراسل بي بي سي نيوز عربي في السودان

تتصاعد المخاوف من ارتفاع أسعار السلع الأساسية في السودان الذي مزقته الحرب، وذلك بعد أيام قليلة من هجمات شُنَّت بالطائرات المسيرة على بنى تحتية رئيسية، مثل مستودعات الوقود والمطار ومحطة الكهرباء الرئيسية في مدينة بورتسودان الساحلية.

وأفاد سكان المنطقة لبي بي سي بأن سعر الوقود ارتفع بالفعل بنسبة تتجاوز 50%.

وقال ينس ليرك، المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا)، لبرنامج نيوزداي على بي بي سي: “إذا قُصفت محطة كهرباء أو خرج مستودع وقود عن الخدمة، فسيكون لذلك آثار سلبية على أمور مثل توفير الكهرباء. المزارعون لا يستطيعون الحصول على المياه، ولذلك ترتفع الأسعار”.

وقد يُعرِّض الارتفاع السريع في أسعار السلع الأساسية المزيد من الناس لخطر الجوع في السودان، حيث يتحدث المراقبون عن معاناة فعلية لما يُقدَّر بنحو 25 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي الشديد.

وقد أكد برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة في منتصف نيسان/أبريل وجود مجاعة في عشر مناطق، مع وجود سبع عشرة منطقة أخرى تقع في مستوى الخطر.

تخطى الأكثر قراءة وواصل القراءة

الأكثر قراءة

الأكثر قراءة نهاية

وفي حين كانت بورتسودان تُعد في السابق ملاذاً آمناً لمئات الآلاف من النازحين، تُمثل هذه الهجمات التي شهدتها المدينة منذ يوم الأحد مرحلة جديدة وخطيرة في الحرب الأهلية الدائرة.

وألقى الجيش السوداني باللوم في سلسلة الهجمات بالطائرات المسيرة على قوات الدعم السريع شبه العسكرية.

كما قطع السودان علاقاته الدبلوماسية مع الإمارات العربية المتحدة بعد اتهامه إياها مراراً وتكراراً بدعم قوات الدعم السريع.

هجمات بورتسودان تخنق أهم منفذ للإغاثة في السودان

تخطى يستحق الانتباه وواصل القراءة

يستحق الانتباه نهاية

بورتسودان هي الطريق الرئيسي للمساعدات الإنسانية منذ اندلاع الحرب الأهلية في السودان عام 2023، تسببت الحرب في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، وفقاً للأمم المتحدة.

وتعتمد الوكالات الإنسانية على المدينة كبوابة حيوية لإيصال المساعدات، نظراً لموقعها الاستراتيجي ولاحتوائها على المطار الدولي الوحيد العامل في البلاد بالإضافة إلى عدد من الموانئ البحرية.

وقد استخدمتها منظمات، مثل برنامج الأغذية العالمي، لإيصال المساعدات الغذائية. في نيسان/أبريل 2025، ذكر بيان للمنظمة أن قافلة من بورتسودان حملت 1000 طن متري من المساعدات لحوالي 100 ألف شخص في مدينة الفاشر المحاصرة.

وعبرت العديد من الوكالات الآن عن القلق من أن هذه الهجمات ستعيق تدفق المساعدات.

وقال شاشوات سراف، المدير القُطري للمجلس النرويجي للاجئين، لبي بي سي: “أعتقد أن هذا سيؤثر بشدة على تسليم الإمدادات الطبية والغذائية المنقذة للحياة، الأمر الذي من شأنه أن يزيد من تدهور الوضع الحرج أصلاً”، وأضاف أن “طرق إيصال المساعدات إلى السودان محدودة للغاية، ولا تغطي طرق الإمداد الأخرى بالضرورة جميع أنحاء البلاد”.

كما صرّحت جمعية إنقاذ الطفل لبي بي سي بأن الهجمات ستؤثر على عملياتها.

وقال متحدث باسم المنظمة إن “بورتسودان كانت نقطة الدخول الوحيدة للدبلوماسيين والعاملين في المجال الإنساني إلى السودان”.

وأضاف أن “توقف الرحلات الجوية الدولية سيؤثر بشدة على قدرتنا على العمل، ليس فقط من حيث حركة الموظفين، بل أيضاً من حيث الإمدادات الأساسية المهمة، مثل المواد الطبية والغذائية”.

الملاذ الآمن تحول إلى ساحة خوف

تجلس حواء أمام خيمة في مخيم للنازحين في بورتسودان.

التعليق على الصورة، أصبح مستقبل حواء غامضاً بعد تعرض بورتسودان لهجمات بطائرات بدون طيار هذا الأسبوع

بالنسبة لمواطنين مثل حواء مصطفى، وهي مُعلمة من الجنينة بدارفور، تعيش الآن مع أطفالها الأربعة في مأوى للنازحين في بورتسودان، فإن الهجمات جعلتها “تعيش في خوف”.

قالت لبي بي سي: “جاءت الطائرات المسيرة إلينا وعدنا إلى مربع الحرب وانعدام الأمان”، وأضافت “أصوات المسيرات والمضادات الأرضية تذكرني بأيام الحرب الأولى في الجنينة”.

تعيش حواء الآن بدون زوجها الذي لم يتمكن من مغادرة الجنينة بسبب تدهور الأوضاع الأمنية، وهي الآن مسؤولة عن أسرتها.

“لا أدري إلى أين أتجه في حال ساءت الأمور في بورتسودان. مصيرنا أصبح مجهولاً. كنت أخطط للذهاب إلى إحدى دول الجوار، ولكن يبدو أن هذا الحلم لن يتحقق بعد الآن”.

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *