سياسيّو اسرائيل لنكبتنا الحالية اشدّ وقاحة من سياسيّي نكبة 48

أمد/ يبدو انه مع مرور الزمن، فقد اكتسب سياسيّو اسرائيل وقاحة مُضطردة، غير مسبوقة، حيال حيال الشعب الفلسطيني، خاصة رغبتهم في تهجيره، بعد القتل والمذابح والابادة الجماعية والتدمير،
وكأن الامر يبدو عاديّا وطبيعيا، امام العالم، وفي وضح النهار،
صحيح ان اسرائيل لم تغتصب فلسطين وتستعمرها وتستوطنها برمي البون بون والورود، “وعلى وقع دقّات المهباش وشرب القهوة السادة”!!!،
لكن صحيح ايضا ان سياسيّي الامس الاسرائيليين كانوا اكثر دهاء واكثر ثعلبة واكثر باطنية، من سياسيّيها اليوم الجلفين المتغطرسين، الذين يصرحون ليل نهار بان هدفهم رمي الفلسطينيين خارج قطاع غزة والضفة الغربية، على مسمع ومرأى العالم اجمع،
سياسيّون امثال بن غفير وسموتريتش لم يكن ليكون لهم مكانا في هرم السلطة في اسرائيل ايام بن غوريون، أو ليفي اشكول، او غولدا مائير، او حتى شارون!!!،
ربما كان سياسيّو الامس الاسرائيليين اكثر خُبثا وربما حنكة ومداهنة، فقد كانوا يعملون حسب المثل القائل: “اضرب كفّ وعدّل طاقيّة”،
اما سياسيّو اليوم الجلفين المتغطرسين الدفشين فانهم يضربون الكفّ ويٌلحقونه بالبوكس وبالشلّوت!!!،
“هكذا عينك عينك وعلى عينك يا تاجر، وإلّي ما بيصدّق ييجي يتفرّج!!!”،
حتى ان الاسرائيّليون، بسياساتهم وعاداتهم “وخندزاتهم” المتوارثة، حيث كانوا يحشون دموعهم رصاصا في بنادقهم، ويُطلقون الرصاص على الفلسطينيين والعرب،
فانهم لم يعودوا يمارسون هذه المداهنة، بل اصبحوا يحشون بنادقهم صواريخا ويطلقونها على الفلسطينيين والعرب، وعلى جبهات مُتعددة، ويُهددون بالمزيد، وحتى باستخدام ترسانتهم النووية الخفية المعلومة، أذا ما اقتضى الامر،
وهي رغبة ما زالت جامحة عند العديد من سياسيّي اليوم الاسرائيليين.