اخبار السودان

بين صوت المنفى و صورة الثورة … «وعي» تطلق وثائقي «ستهُن» يحكي عن وجوه منسية خلف «الأسلاك»

 

في نهار استثنائي أعاد نبض الثورة السودانية وآمل إنهاء الحرب و تحقيق السلام إلى قاعة العرض كشفت منظمة «وعي» أمس السبت الستار عن العرض الأول لفيلمها الوثائقي «ستهُن » الذي سلط الضوء على رحلة الصمود المذهلة لنساء وفتيات سودانيات في مواجهة أهوال الحرب. 

التغيير فتح الرحمن حمودة

و يروي الفيلم الذي يعد من إنتاج المنظمة شهادات حقيقية لنساء من معسكر كرياندنقو للاجئين في أوغندا بعد انتقالهن من دفء البيوت إلى قسوة المخيمات حاملات وجع الوطن والمنفى دون أن يفقدن عزيمتهن.

و قالت الأستاذة زهرة حيدر صاحبة فكرة ومخرجة الفيلم في حديثها لـ «التغيير» إن الفكرة انطلقت من رغبتهم في توثيق تجربة مشروعهم الذي نفذوه في المعسكر  كما اعتادوا في منظمة «وعي» أن يختتموا كل مشاريعهم بتوثيق شامل.

وأضافت كنا نريد أن نتحدث عن التجربة هذه ونوثق قصص النجاح فيها لأنها يمكن أن تكون مصدر إلهام وتشجيع لنساء أخريات في أن يواصلوا حياتهن و تمضى قائلة كذلك هو دافع لنا حتى نستطيع أن نكمل المشوار موضحة بأن الجزء الأخير من الفيلم المتعلق بالمنظمة هو في الأساس توثيق للمشروع ككل.

و بحسب فريق الفيلم جاءت المقابلات بشكل عفوي وتفاعلي إذ لم يكن هناك سيناريو مكتوب مسبقا يوجه سير العمل وبدلامن ذلك انطلقت الفكرة من الرغبة في الاستماع إلى النساء بشكل مباشر ومن بين النساء اللاتي تم التواصل معهن قبلت ست منهن الظهور أمام الكاميرا ومشاركة قصصهن وكان لديهن الاستعداد الكامل لخوض تجربة المقابلة بصدق وشجاعة.

و قال عبد الله بربار مونتير الفيلم في إفادته لـ « التغيير » إن عملية المونتاج اتسمت بالواقعية لكنه واجه تحديات كبيرة أثناء التعامل مع القصص خاصة عند الاضطرار لاختصارها، وأوضح أن المخرج من البداية اعتمد على أسلوب السرد وأنا حاولت من خلال المونتاج تعزيز مشاعر الصمود، القوة، الألم والأمل، دون تهويل أو اختزال سطحي ينتقص من قيمة بطلات الفيلم كان هدفي أن أنقل التجربة كما هي بصدق وإنسانية بعيدا عن العاطفة المفرطة أو التبسيط المخل .

و تم بناء الفيلم انطلاقا من إجابات النساء على مجموعة من الأسئلة المحورية تناولت معاناتهن الشخصية وتجاربهن في الرحلة من الوطن إلى المنفى وظروف الحياة في المعسكر كما عبرن عن رؤيتهن للمستقبل وما يحملنه من آمال رغم كل التحديات هذه الحوارات الصادقة شكلت العمود الفقري للسرد ومنحت الفيلم طابعه الإنساني العميق .

وتقول نعيم فضل السيد إحدى مصورات الفيلم لـ « التغيير » أنه كان من أكبر التحديات التي واجهتنا أثناء التصوير في المعسكر هي صعوبة التصوير هناك لكننا تمكّنا رغم ذلك من الحفاظ على أن تظل الصورة صادقة وتعكس واقع شخصيات الفيلم بأمانة.

و بينما اشارت زهرة إلى إن اللحظة التي جمعت فيها المادة الخام وشاهد الفريق المشاهد الأولية كانت مفاجئة ومؤثرة للغاية، وتوضح اكتشفنا أن القصص كانت غنية بشكل لم  نتخيله والشيء العميق فعلا هو الرسائل اللي حملتها النساء من تحدثن  عن السلام، و عن وحدة المرأة، وعن دورهن كنساء في بناء مستقبل مختلف.

وتضيف: لاحظنا أن كل النساء مرّن بتجارب قاسية خسرن فيها الكثير و أضحن في وضع سيئ جدا دون أي فرص حقيقية كانت أمامهن ، ورغم هنّ متعلمات وعندهن وعي وبدل ما أن يحملنّ غبن أو رغبة في الانتقام تحدثن  عن السلام وعن إنه الحرب لازم تقيف و هذا كان مؤشر قوي في انهم رغم الألم قلبهن ما شايل كراهية.

وقد شهد العرض حضورا واسعا من ناشطين سياسيين ومهتمين بقضايا اللجوء وحقوق الإنسان في أجواء غمرتها مشاعر التضامن وترددت فيها شعارات ثورة ديسمبر لتؤكد أن صوت النساء السودانيات لا يزال حيا يروي ويقاوم.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المصدر: صحيفة التغيير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *