اخبار السودان

فلنبحث عن وطن لأن السودان لم يعد صالح للسكن

محمد احمد علي أحمد

 

قال البرهان في مؤتمر الخدمة المدنية ببورتسودان انه عندما يعين أحد الاشخاص مسؤلاً فانه ياتي باقاربه ويعينهم في الوزارة ثم قال نائبه عقار: هناك اولاد مع المسؤلين اشتروا شقق في مصر وتركيا وقطع اراضي في بورتسودان .. ولا نعرف النوايا من هذه الاقوال ولكن الناشطون ذهبوا الى ان عقار قال هذا لان (طرف السوط هبشه) كما يتداول بعض السياسيين والناشطين في الوسائط ان المعني بكلام البرهان كان عقار والمعني بكلام عقار احد العاملين مع برهان .. ولو صح هذا فهو يعكس الاحتقان حتى في أعلي هرم السلطة ولأن السودان بلد العجائب فإن الرئيس ونائبه لكل واحد منهما جيشه وهذا يعني أن أي خلاف سيتحول لحرب اخرى جديدة ويحدث هذا والحرب على اشدها في دارفور والتلاسن دائر بين جماعة جبريل وكيكل في الجزيرة وايضا كل من كيكل وجبريل له جيشه وتصاعد الخلاف يعني أن الامر سيتحول لحرب واول ضحاياها مواطني الجزيرة المنكوبة دائماً وفي نفس التوقيت بدأت الموجه الثانية من الغزو الذي يقوده آل دقلو ضد مواطن الوسط والشمال وهذه الموجة الثانية أشد عنفاً وإنتقاماً.

ولأن السودان بلد العجائب فنحن في السودان نبدع في خلق المشاكل ولقد أبت انفسنا إلا أن نستعدي دولة الأمارات في هذا التوقيت الحرج الذي خر فيه السودان من السماء وتتخطفه الطير وتهوي به الريح الي بئر سحيق والامارات ليست مثل الاشقاء المصريين ولن تتعامل بكرم الاخوة وتغض الطرف ولكن اعراب الصحراء هؤلاء مثل الإبل في الحقد وهي لا تنسى الإساءة مطلقاً عشرات السنين. والسودانيون كانوا يتفاخرون بأنهم من بنى الخليج وهذا بسبب استعانة دول الخليج بالعمالة السودانية في بداية نهضة الخليج وبالرغم من أنهم فاتونا بآلاف السنين الضوئية الآن ولكنهم حقدوا علينا بسبب كثرة ما نردده من سبقنا لهم بالعلم في السابق وهم يريدون الآن تلقيننا درساً مستغلين السذاجة المفرطة التي نتمتع بها فالجميع يعلم أن هؤلاء الأعراب هم من مولوا إسقاط نظام البشير وقبل ساستنا تدخل الاعراب في شؤون السودان بكل سرور وفرح عندما اسقطوا البشير وكان كل قادة مايسمى بقحط وجميع احزابها والساسة السودانيون وحتى قادة الحركات المسلحة .. وحتى حميدتي ورئيس واعضاء السيادي كلهم يحجون اسبوعياً للامارات.

إذن كل الساسة السودانيون والرؤساء هم من سمحوا للأمارات بالتدخل في شؤون السودان وطوال السنوات الماضية المسماة بالإنتقالية كان السودان يدار فيها من الأمارات وعندما نشب الخلاف بين برهان وحميدتي فمن الطبيعي أن الأمارات ستقف مع أحد الأطراف وهذا ما زرعته أيدي هؤلاء الساسة والقادة فقد زرعوا الشوك فلن يحصد المواطن السوداني غير الشوك.

وكمال قال الكباشي فإن المشوار لازال طويل فهؤلاء الاعراب لن يتوقفوا وسيواصلون تدمير السودان حتي آخر شبر ليكون الرد العملي منهم على من يعايرهم بالجهل وانه سبقهم بالعلم بانك اصبحت اجهل منا بألف مرة ودمرت بلادك بأيدي أبنائك.

 

مع هذا التوتر بين القادة هنا وهناك فيما بينهم سينفجر برميل البارود في اي لحظة وستتسع دائرة الحرب وسيقتل المواطن الاعزل عدة مرات وبواسطة الجميع ولا يريد الإنسان السوداني أن يعي حجم ما يحيط به من مخاطر ولكن يعمل على زيادتها وتأجيجها والصبيان والحمقى يطبلون لما يحدث ويرددون (بل بس) والذي يبل بالدم حقيقة هو المواطن. لهذا لم يعد السودان صالح للإقامة ولكن أين المفر؟

 

[email protected]

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *